سبعة نصوص مسرحيه حملت رؤيا فنيه أدبيه إنسانية أطرت بجماليات الحوارات المبنية شعرا مثل ما بنيت الجمل الحوارية الأخرى المختارة بدراية وعناية كاتب متمرس يعرف حيثيات الاجتهاد في بناء النص المسرحي لسبعة نصوص توسمت بالعناوين (حدث غدا و العباءة وكوليرا و نيران صديقة و ابصم باسم الله و رماد و ذات دمار ) وبما أننا ندرك بل نعلم جيدا أن النص المسرحي هو من أهم و أصعب الأجناس الإبداعية في أي مشهد ثقافي في العالم وبما أن النص المسرحي أيضا لدينا أو في هذا البلد أو ذاك لم يبدأ كيانا رياديا راسخاً مكيناً كما حصل لدى اليونان والرومان والعالم الغربي ككل . فنحن ما نزال من السائرين على الخطى .. ولهذا نفرح عندما نرى اتضاح بل ترسيخ ملامح مسرح مبني من واقعنا من أنيننا وأفراحنا من حاراتنا ويومياتنا وأزقتنا تنبعث حكاياته ورائحة يومياته وانفعالات وهدوء وسجايا شخصياته .لهذا أنا فرح لأني سوف أغور بعض الوقت في عالم الأدب المسرحي وحيثيات كتابة النص المسرحي ..وأتصفح وأقرأ بشغف وتتبع حسي واختلاجات فكريه لسبعة نصوص مسرحيه صاغها الكاتب الدرامي والمسرحي والشاعر والأديب سعد هدابي من كل تلك الصفات ولكنايات أنتج خلاصة شخصياته بحذق فكري في نصوصه السبعة التي توسم بها كتابه الذي حمل اسم احد عناوين نصوص ألمجموعه (ابصم بأسم الله ) الذي استخلصه من إصراره الذي يريد أن يقوله للعالم أن مفتاح أبجديات الدهشة في السرد الدرامي المسرحي بيده ويستطيع أن يضفي شيء ليخلده التأريخ الأدبي فبصم بأسم ربه كفاتحة أبداع قادم متتالي الإبداع والتوهج . وتلك العناوين يربطها سر خفي فيما بينها تشد القارئ حيث تجعله يدخل في فضاءات النص وأجواء حكاياته حيث يبحر معه من أول قراءته للعنوان فقد اختار الكاتب بدءاً منذ بداية النص الأول طروحاته بدوائر من تساؤلات وإشكالات تلخص جوهر القضية التي تختص بعملية التفاعل الإنساني وهذا هو السر الذي يربط جميع الإعمال حيث يتناول الكاتب سعد هدابي الإنسان بقيمته الإنسانية دون كل الأشياء يبحث في عمقه في إبعاد تجلياته وإحباطه وسموه ونقاط ضعفه وبناءه اليومي وصراعاته أمام التحديات التي مرة به بكل أثقالها وهو العارف كيف يجعل من عنصر التشويق مسترسلا بدراية درامية حرفيه ليقف على مكامن التتابع والشد والانجذاب والتساؤل والبحث عن المفاتيح لفك الشفرات وهذه هي اعلي متطلبات النص المسرحي في الارتقاء فتجد الانكسار والقوه – الخيبة والأمل – الفرح والحزن – التحدي والخذلان – هذه التناقضات التي يقضي عليها في لحظات ينسفها ثم يعيدك لجوهر أللعبه مرة أخرى وأنت محلق في خيالك متابع بشغف المتلقي بإطار الدهشة ترى ومن ثم تجد في جميع النصوص إيصالك ألى تفجير شعله داخل الشخصية تتوهج لتعطي ضياء ألى أمام حتى تقضي على الانكسارات و الخيبات بإعطاء أمل قادم بأسلوب تفاعلي ما بين القاري او المتلقي المشاهد وبين النص أو العرض فالتفاعلية تحتوي الإبهار. التشويق . اللعبة المتقنة التي تسبق اللحظة الراهنة ولأن المغزى من صياغة العمل المسرحي يكون في طفراته العليا والشخصيات وتلك اللعبة المكشوفة والغامضة وفقاً لحقيقة هذا الواقع الذي يتخلله الوهم الحقيقي وقضايا قد تخدم ليس الحالة البنائية للمسرح فحسب بل العنصر الإنساني الدرامي أكثر فأكثر.ولان سعد هدابي هو ابن تلك الأجواء بل جاء من رحمها ويعرف جميع خباياها وإسرارها فتجده يصنع شخصياته ويخلق حكاياته بعمق ودراية أو بمعنى آخر فالصورة التجسيدية لدى الكاتب موظفة على نحو درامي شعري مكثف أعطى الشخصيات حيزها الرحب الذي أدخلها في سياق تفصيلي فلسفي يكثف بعمق أبعاد التجربة الإنسانية واتجاهات عمقها نحو المأساة وأحيانا نحو الكوميديا السوداء حتى أن تصبح فعلا المسرحية بكافة عناصرها موظفة في سياق إنساني بحت ..وفي الختام أنا سعيد جدا لإصدار هكذا مطبوعات من خلال دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة العراقية ..وإعادة الحياة ألى النص المسرحي الخلاق مرة أخرى في المكتبة العراقية .