نص مسرحي: “Tramp’s Ass “/ تأليف: أثير الهاشمي

مسرحية موندراما
- العقل واحة جرداء، تستطيع أن تُبقيها فارغة، أو تستطيع أن تزرعها بما تشاء ..
- الغيمة تُسقط أمطاراً ، لكنها لا تسقط ..
- متى تسقط الآخر من نظرك ، عندما تسقط من نظر الآخرين ..
،،،،،،،،،،
موسيقى .. مضطربة ..
هاجس صوت من بعيد: Tramp’s Ass
صوت آخر يرد: It’s pornographic
هاجس صوت من بعيد (يؤكد): It is pornographic
صوت آخر يرد: إيحاءاته إباحية..
هاجس صوت من بعيد: إيحاته جدا إباحية (يكرر) جدا إباحية (يكرر) إباحية ،،،،
يدخل شخص إلى المسرح (يُدندن بكلمات غير مفهومة ): مُتهور ، عصبي ( يؤكد) ، بل مجنون ..
هاجس صوت قريب: أنا لست مجنونا لكنني أمارس دور الرد والإيحاء..لا لست ُ معاتبا بل أنا مفعم باللهجة الأبدية لأجدادي كانوا هنا يمارسون دور الإنسان القوي
هاجس صوت قريب : أنتم تشبهون أجدادنا .. كانوا يتسمون بالقوة ، غير أنهم يُسمون رعاة البقر، والماعز !! أجدادنا بلا وسامة لكنهم يمتهنون رعي ذكرياتهم، سيوفهم ، هم يحبون الموت، حتى أسماء أحفادهم خُلدت للموت..(سيف، مهند، حرب، جندي …) هم يُربّون الخراف والأولاد والأحزان.. قلدناهم، فَحَوّلْنَا لغتنا لتنبض بمسميات الحرب، حتى في تشجيعنا لكرة القدم، صرنا نستخدم لغة العنف ( السفاح ، أبو طبر، قذيفة، صاروخ )..
هاجس صوت قريب : أجدادنا كانوا يمتهنون رعي البقر والماعز وحرية السؤال ..أما نحن الآن، لا نمتلك مرونة الجواب..نحن قوم تناقضنا؛ لكي نعيش، لبن حامض، ورز عفن، وذكريات زائفة .
موسيقى ، ظلام ( أصوات أقدام .. سيوف .. صراخ ..)
متى ؟! أين ؟! كيف لنا، رعي أنفسنا ،،الطريق طويل ، الحياة قصيرة ، السؤال عقيم ، الجواب أليم
( برهة )
كيف لنا العيش وسط مرايانا، نحن نتشابه فيما بيننا..وجوهنا مفعمة بالغضب! مرايانا ملّت النظر إلى ملامحنا.. عاطفتنا آلية .. ضحكاتنا، أحاسيسنا، تجهش بالركود، أجسادنا محنّطة، نحتاج إلى عقل يَعِي ما نشعر به ..بيئتنا غابة بلهاءْ ..مسكونة بالمشاعر الضالة.. الأرض حبلى بالملح، بالمفردات، بالألم، بالرصاص ..لا تطيقنا الآن.. لكننا لم نزل نتشبث بها، مثل طفل هائم في حضن أم ..
( برهة )
لا صوت للأرض.. لا طلق للأرض..لم تزل تتوحم بالبارود تشتهي لغة الدمار.. حتى مؤخرتها شوّهتها دبابات الحروب..كيف لنا العيش وسط ضوء الغروبْ..غارات، هزائم، منايا، تضفرها مرآة الجنوبْ قحط يبّس أقدارها..عتمة بعثرت أحلامها ..
(برهة )
صوت الأرض: أنين هنا.. لا صوت يحمي أضجارنا..لا ماء يروي أشجارنا..الجهل خرّب الأسماء والقنابل حزّت رؤوس النخيلْ ضلّ الإنسان طريقه نحو الهذيان وظل مرتعا وسط النسيان.. صار وجهه بلا ماء ْ..
( مخاطبا الأرض)
نُعاتبك أيتها الأرض .. أم تعاتبينا .. لا صوت لنا هنا .. كنّا نحتمي بك منا ..هكذا وجدنا آباءنا ..لا تأريخ يروي مساءاتنا..ولا هواء ً نقيا يحمي رئاتنا..أجدادنا قمطونا بخرقة من الذنوبْ.. صرنا لا نرى إلّا عتمة ضالة..وسط ذكريات في التيه ظالة.. لا قُرانا تعبد الربّ وحده، فننشأ منها النشأة الأخيرة ولا المدن الخرساء تنطق بأفضال الإله.. صرنا نشبه المنايا توابيت خاملة مركونة في أبواب الجوامع..أجساد مُحنّطة..يعطف الموت علينا ولا نعطف نحن حتى علينا ..تناقضت أحوالنا لا أحد يشبهنا حتى نحن .. لا نشبه ملامحنا.. لا نشبه ملامحنا ..نشبه ملامحنا.. ملامحنا.. ملامح.. ملام.. ملا.. مل.. م..
نحن من جديد:
يمضغنا الطريق المؤدي إلينا.. نبلغ حد ّ الاستيلاء على أنفسنا.. فلا نحن ملكناها ولا تركناها مركونة تأكلها أفواه الصحارى.. قالوا نتشابه..وجوها، هيأة، أجسادا.. لكننا هنا منذ ألف نقلّد المحن، الأقدار ، التصاوير السيئة ..ولم نزل نتشابه، ننتظر!!..
Tramp s Ass:
صوت جندي أمريكي من بعيد : سيدنا المشبوه، سيدنا المُحيّر ” ديّن ” بزي رئيس ..” مثلي “بزي عجوز..”رئيس” بزي مراب.. لا أحد ينتظر منكم الخيباتئ،،العقل خير من الجنون،، الصمت أفضل من الضجيج،،الحياة أرغب من الموت.. تحبّون البهرجة العُليا لا مزايا عالقة في الأذهان منكم ولا عقل تبدّله الأحزان عنكم..نحن نبحث عن مواويل الحزن عن حلم نخسر به.. عن سوق نبيع اللاشيء فيه.. عن وجه نبصر منه..لا نبحث عن مؤخراتكم المشوّهة مثلكم صارت قاب قوسين أو أعلى في متناول القادة..هم يقبّلون المؤخرات المشوهة طمعا فيها..فأنت يا سيدي المثلي مهووس بالجسد مهووس بتفاصيلهِ العرجاء ْ..تحتاج (تحميلة)، يا سيدي المثلي؛ لتتداوى تحتاج يدا تصفع وجهك المملوء بالغضب السيئ نحن يا سيدي المثلي لا نُجارىطيبون، حالمون لا نشبهكم فما لدينا جزء.. وما لديكم فراغات طويلة من تشوّهات قصارى..لا تكن مطية يركبك العابرون إلى مراياهم.. كُنْ وطنا يليق بك.. لكنك الآن صرت داهية لا بالسياسة بل في تفاصيل المؤخرات العابرة.. قل لنا يا سيدي الإباحي: كم تبيعك الساسة؛ لتحيلك السياسة إلى مشبوهة عاهرة ..