مقالات

موليير في تونس”نحو كتابة المسيرة المسرحية”/ طارق العمراوي

“موليير في تونس” كتاب توفيقي لمحمد المي كتب بحرقة باحث له دوافعه و  مطلقاته  و أسلوبه وحاجاته. انطلق من الخاص إلى العام عبر جدلية تحكمها ميكانيزمات حددها الكاتب من قبل فكانت  نصوص موليير وكيف حضرت  وتم اقتباسها وإعادة كتابتها  أو ترجمتها  وذكر منها  12 عملا” البخيل” و “الماريشال1″و”الماريشال 2 “و”مدرسة النساء 1 “و”مدرسة النساء2  “و “المحتال ” و”سيدي الشيخ”  و”سيدي مرزوق” والكلو من عزيزة”  و”طلامس و حروز وحس النقوز” وحيل سكابان”  و “دون جوان ” تغيرت العناوين في البعض منها وحافظت على التسمية في عدة مسرحيات أخرى  وتم انتاج معظم المسرحيات من طرف فرقة مدينة تونس ومسرحية “حيل سكابان “لجمعية النهضة التمثيلية ببنزرت ومسرحية” دون جوان” للمسرح الوطني.

كم ذكر النص باللبناني مارون النقاش الذي استوحى من مسرحية “البخيل” مسرحيته الأولى والتي قدمها إلى الجمهور سنه 1848 و ترجم محمد مسعود ” الطبيب على الرغم منه  ” 1889  وعنونها ب” الجاهل التطبب”  واقتباس محمد عثمان جلال “الشيخ متلوف” عن “طرطوف” سنة 1887 كما عرب محمد عثمان جلال” مدرسة الأزواج “و”مدرسة النساء”  و”مدرسة العالمات”  سنة 1887 ودعم كتابه التوثيقي بعشرات الصور لممثلي تونس ومخرجيها وفرقهم المسرحية و العديد من المقالات الصحفية ومطويات المسرحيات ومعلقاتها وصور لمشاهد من العروض المسرحية مع أغلفة  سلسلة مكتبة موليير ترجمة الكاتب سمير بن علي مع مطبوعات الكراسات التي يشتغل عليها المسرحيين  وبعض الجذاذات  الفنية للمسرحيات لنتعرف على كل كواليس المسرحية ومن يقف خلفها لكي تكون وحدة مضمونية على الركح وممن يؤثثون المسرحيات ويقفون ويشتغلون خلف الستار المكلفون بالألبسة والتوضيب العام  والأغاني والألحان.

ولتقريب  المادة المسرحية وتشجيع الجمهور العريض لمشاهدة المسرحيات  كانت التذاكر تباع  بأسعار خاصة للجيش والطلبة.

ومن المطويات تكريم المسرحيين الذين ساهموا في إ ثراء المشهد المسرحي والثقافي بتونس كأسبوع علي بن عياد للمسرح التونسي كما قدم الكاتب تداول المسرحيين على  إدارة فرقة مدينه تونس كأهم التجارب المسرحية بتونس ومنهم منى نور الدين و محسن بن عبد الله وعلي بن عياد و  محمد كوكة وغيره.

وبرغم  هذا الكم الكيفي لتتبع مسيرة  هذه التجربة المسرحية بتونس وتفاعلها مع المسرحي العالمي موليير  إلا أن الباحث قدم نقدا للمصادر المكتوبة وتضاربها واستشهد  بمقال يؤكد ان تونس عرفت موليير في مطلع ثلاثينات القرن العشرين لا في الأربعينات كما ذهب على ذلك المرحوم السقانجي .

كما وجه نفس النقد لأرشيف فرقة مدينة تونس معلقا قبل هذا على أهمية الأرشيف والتوفيق اذ يقول: وزعيا منا بخطورة الأرشيف في أهمية التوثيق فقد قررنا  خوض غمار مغامرة البحث والتجميع  لما يمكن أن نتوصل  إليه من الأرشيف الذي يدل على ما قدمه أبناء تونس من المسرحيات التي اختفت بتجربة موليير”

ومن صعوبات العمل الجاد التوثيقي كما يصرح بذلك الباحث ضياع أرشيف المسارح الكبرى فيقول الباحث ” لقد وجدنا صعوبة كبيرة في تعقب آثار تلك الفترة بسبب ضياع أرشيف المسرح التونسي التناثر هنا وهناك ولا توجد  مكتبة مسرحية جامعة لهذا التراث الهائل”  ومن هنا يوجه الباحث دعوة صريحة لتحرك وزارة الثقافة لتأسيس المكتبة المسرحية  التي تجمع كل ما يتعلق بالمسرح التونسي وتكون بمثابة” مركز البحوث والدراسات التي يقصدها الباحث أو الكاتب او الجامعي…..” وهكذا تكون هذه المحاولة الجادة واللافتة للانتباه تراكم كميا وكيفيا المبحث المسرحي بتونس

Related Articles

Back to top button