متحدثا عن ذلك بقوله : “ بفرحة عميقة، أكشف عن أول كتاب صور لي، “وجوه ضائعة، ذكريات مفقودة”. هو عمل استغرق عامين ليتشكل، ويجسد صدى وجوه منسية وذكريات كانت تغيب عن صوتي، لكنها قابعة في عمق روحي. كل صورة تلتقط عواطف دفينة، مشاعر لم أستطع التعبير عنها إلا من خلال عدسة الكاميرا. خلال هذه الرحلة، التقيت بأرواح ألهمتني وساعدتني على إحياء تلك الذكريات الضائعة، لتصبح كياناً نابضاً بالحياة. لقد أيقظ هذا المشروع بداخلي إحساساً بالتجدد، حضوراً للحياة ينمو ببطء، ويقودني نحو فهم أعمق للذات، ونحو معانٍ كانت غائبة، لكنها الآن تنبض بوضوح، وكأنها تجليات لروحٍ وجدت صوتها الحقيقي”.
نشر المبدع ياسين بنموسى كتابا فوتوغرافيا له مركزا عدسته على نوستالجيا الممثلين بمدينة فاس وجوه فنية مفقودة وذكريات ظلت في الظل
هذا الكتاب حمولة إبداعية من الصور الفوتوغرافية في عدة أمكنة القلة القليلة من تعرفها، جدران مؤسسات مهجورة أزقة …تعبر عن واقعها عن تاريخها، التقطها ياسين وهو يمارس هوايته المفضلة في إلتقاط صور احترافية للعديد من المبدعين والفنانين .
هذا الكتاب يضم توليفة منسجمة من الاجيال، الجيل الاول جيل الرواد لهم مسار طويل تجربة وخبرة عايشت وعملت مع أحد المساهمين والمؤسسين في الارهاصات الاولية للفن المسرحي نذكر منهم : د محمد الكغاط و الزجال الطيب لعلج رحمهما الله وآخرون … ، يليه جيل ظهر مع تأسيس المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي والذي قام ببصمة قوية وطنيا وعربيا وفي الاخير مع جيل الشباب محكوم بالامل انقسم الى من اختار الى الاستمرار بمسار أكاديمي ومنهم من اكتفى بالمشاركة بالورشات والانشطة في المراكز الثقافية المحلية .
يظهر لنا في الكتاب أن بنموسى نجح أثناء إنجازه لهذا المشروع في تحقيق ربط أواصر الاجيال مع بعضها وخلق جو من الاستفادة والافادة بين التجربة والاتزان وبين الممارسة والتعلم.
نرى في الكتاب الكثير من الإضافات النوعية، أولا أرشيفا وثانيا مساعدة في مجال الكاسينغ لكل من أراد تصوير مشرع ما بمدينة فاس وثالتا ورقة تعريفية عن مسار كل الممثلين المتواجدين به.
ختاما يمكن التعبير عن الكتاب ببساطة يضم وجوه فنية مفقودة وأخرى تأمل بمستقبل مشرق وجميل، وذكراة أماكن تشهد على ننفسها بمرور العقود رغم نسيانها ظلت صامدة.
محمد بوشعر