نهاية البداية: نحن قمصان طائرة على حبال الخوف، ننتظر هواء العافية أن يجفّف أخطاءنا البالية ..
بداية النهاية: العالم حبة قمح خجولة، قشرها يلمع، وبطنها تالفة، ونحن نعيش في رحمها غير مُبالين .. ننتظر الولادة !!
(أصوات مُتقطّعة .. موسيقى .. )
العالم قبيح ..
(تكرار)
العالم جدا قبيح
جدا قبيح
قبيح ..
(ضحك بسخرية)
كُلّ شيء يُشير إلى القبح ..
(صراخ)
قبح ..
(سؤال)
أرأيتم القبح ؟ !
(إجابة)
هنا يتجسد القبح
في هذا الواقع المُزري
أشكالهم ضاحكة، لكن قلوبهم سوداء !!
(تكرار)
سوداء !!
(ضحك بسخرية)
واقع سوداوي !!
(إنفعال)
قُبح، سوداوية !!
لا أمل هنا في هذا العالم القبيح !!
(برهة)
لست ُ متشائماً ..
(تأكيد)
لا .. لا .. لست ُ مُتشائما أبداً
لكن الواقع هكذا .. سيّء، قبيح، سوداوي
(تكرار السؤال)
أليس كذلك ؟!
(تأكيد)
هكذا أراه، أنا .. على أقل تقدير ..
هاجس: “لكن غيرك يراه جميلا ..”
(برهة من الوقت)
لأنهم .. قوم لا يشعرون ! لا يفكرون ! يرون القبيح جمالاً ..
هكذا هم ..
هم تعلّموا من سياطِ الخوف .. زمن الخوف!!
(الخطاب المباشر)
أتتذكرون زمن الخوف !! هم تعلموا منه ..
كان درسهم الأول.. موت وحرب وخوف ..
كان الدرس أليماً، لكنهم تعلموه !!
(استفهام)
أليس كذلك ؟!
(برهة)
ترسّخ الدرس في عقولهم !!
تعوّدوا عليه ..
وللآن ..
(بحزن)
يبحثون عن جلّادين، عن سلاطينٍ طغاة.. !!
لا يستطيعون العيش بحرية .. !!
(برهة )
(بحزن)
ظاهرهم، يخافون جلّاداً يأتي ..
(بأسف)
لكنهم .. يصنعونه، ينفخون في إذنهِ، يُكبّرون مؤخرته من الأكل والمدح والأهازيج التي تكفي ..لكنهم لا يكتفون ..
(برهة)
يظلّون ينقون .. مثل ضفادع لا تعي إلّا يومها !!
(بضحك وسخرية)
أليس كذلك ؟ !
نحن ..
(صمت)
نحن
نعيش زمن اللامبالاة !! لا مبالاة للفقراء وهم يفرشون حزنهم في الدرابين الضيقة ..لا مبالاة للناس وهم ينسجون الريح عباءاة خاوية ..لا مبالاة لنا جميعا ..
فهم .. أصحاب السيادة .. السلطان وحاشيته ..ونحن .. أصحاب اللاندري ..لا ندري بما يحدث وسيحدث..
نحن المخصيّون، نعيش زمن الخصي ..
(ضحك بسخرية)
أليس كذلك ؟
إنه زمن الخصي !!
(برهة)
ليس لنا إلّا رعي أنفسنا، خيباتنا المتتالية ..
هاجس بعيد:
“خبّئ كلماتك ..
لا تُكن .. كما هُمْ .. كُنْ كما أنت ”
(بحسرة)
نحن الضحية !!
(بسخرية)
سنتلو أحزاننا مرافئ .. نقطن في سواحلها ..سنحاول العيش من دون راحة ..
(بسخرية أكثر)
أقصد سنحاول العيش ..نملئ بطوننا هَمّاً، وبصلاً، وبامية، وعدسا وثوم ْ
سنملئ بطوننا خوفاً، ودجاجاً، وبقراً، وخرفان ْ
(بسخرية وضحك)
نسيت ُ السمك ! سنملئ بطوننا بأنواع السمك ؛ لنكون مذمومين ..
(برهة من الوقت)
سنكون مذمومين، لا نُفرّق بين خيبات العالم وخيباتنا
لا كلمة لنا ..
فالسلطان غارق بالدولار
والحاشية تغرق في الأهازيج والنسيان ..
هم يتقدمون ألف خطوة.. ونحن نظلّ ندور وندور
(برهة)
نحن نظلّ ندور في أمكنتنا لا نفقه شيئا كنواعير ٍ هدّها التعب.. لا ماء يصعد إلى أرضنا..ولا نملّ من الدوران ..
تسوقنا سياط الجلّادين..فنفرّ أنفسنا كما الريح..لا نتعب لكننا متعبون.. لا نملّ لكننا مالّون ..
(بتعب)
سنبقى هكذا مثل فزّاعات مصنوعة من البشر..شرّ يخبّئ سؤالنا .. لا خير نريد في الجواب !!
(ضحك وسخرية)
نعم .. طارت الباء ولم يتبق إلّا الشين والراء..سنبقى هكذا مثل فزاعات يأكل الطير من رأسنا..ونحن نظلّ نعيش في فراغ عتيق
نظلّ ندور في فراغ حزين.. لا سعادة فينا ..نحن قوم متعبون ..
(برهة)
سنظلّ نمارس أدوار الغباء
(بسخرية وتكرار)
سنظلّ نمارس أدوار الغباء..نمارس أدوار الغباء..أدوار الغباء..الغباء ..
(برهة)
سنظلّ هكذا بعد ألف عام.. سيكتبنا التأريخ.. فراغات من دون امتلاء
ستظل بلادنا هكذا.. رجل ٌ فقير ونساء قانعات..رجل ٌ غني ونساء مترفات.. غير مبالين بالفقر أو الغنى ..ستظل بلادنا هكذا..وزراء بلا رئيس
فاسدون .. يشبهون كروشهم المترفة بالفساد، بضاعتهم الرشاوى .. لا يسودها الكساد.
ونحن .. نظلّ نلعب على الحبلين.. نطير بمراجيحنا الخاوية .. مرة وأخرى نظلّ عالقين .. في بطونها .. لا رجوع .. ولا ولادة..نصرخ ولا مُجيب !!
(برهة)
سنظلّ هكذا نضيع المشيتين .. لا صوت يرجّح الأسماء، ولا أسماء تُليق بما نحمله من صوت .. بُحّت الأشياء !
غادرتنا أحلامنا من دون عودة .. ونحن نظلّ في تيه .. في بطون المراجيح الخاوية .. كم تهنا بين المساءات وبين الغروب
أكلتنا المدن الكبيرة .. أضعنا طريقنا المؤدي إلينا !!
(برهة)
أضعنا المشيتين .. لا بقينا كما نحن .. فقراء .. تُعلّمنا الخشونة معنى الرجولة والسخاء ..ولا فقهنا معنى الغنى ..
يُعلّمنا الوقت معنى النعيم في ازدراء ْ !!
صرنا هنا .. منسيين .. أحالونا إلى الخصي .. فصرنا مخصيين .. مُحيّرين .. في زمن البغاء !!