عرض في المركز الثقافي الملكي بعمان
“الملجأ”..في القتل تكمن الحقيقة
تغليف الاحتلال بستار المسرح، احتلال الارض ، بلا شعارات رنانة ولا رمزيات فارغة لا تجعل العقل يفكر .
وحين ترقص العيون المائلة وتفكر تتقاطع بك الاسئلة عن معنى الصورة والكلام وتفكر ويحلل العقل ما طرحته سوسن دروزة والحاكم مسعود في ملجأهم المسرحي في هذا اللقاء العفوي لمخرجين اثنين يتشاركان في تجربة متفردة واحدة ويمتلك كل منهما ثقافة جمعية في هذا الكوكب المالح الذي اضمحلت فيه مياه الابداع الا قليلا ، وعودة سوسن بعد انقطاع طويل عن الخشبة يمثل اهزوجة في هندسة الخراب واعادة ترتيبه من جديد بتجربة ناضجة تحتاج الى قادرة هائلة على تأويلها في مسارات النقد .
هكذا توحي الصورة لمكان مقصوف ارضا وبحرا وجوا برعونة القاصف حتى اصبحت بلاطة السقف معلقة كما شائت غريزة القاصف باستمتاع ، الملجأ غير آمن من شظايا القصف العشوائي، المسرح مكان انساني كما البشر ، جدران تنطق ملابس مسرحية تحاكي ممثليها ، الليل ملح وبقايا الانسانية في بطن العالم .
التعبير عن القلق امام حشد الموت والقصف والدمار ، هذا خنجر الفاشي امام الشاشات .
العرض المسرحي ” الملجأ” خليط بين القهر والضحك المبكي ، لا تدري تضحك ام تبكي على جنون الفرح والموت والدمار .
الحال 1918 اوراق التوت الفاضحة عن تسلل رعاة البقر ورعاة المواشي تحت غلاف المسكنة ويسرقون الخواتم من اللحم ، يغتالون زرع الارض ويشربون الماء المقدس بغطاء انجليزي والظهر الى الحائط الساقط ، 1948 سمسرة على الارض وتتكشف اوراق اغتيال زرع الارض فيسلم المسرح بيد من ورق الى المحتل، 1967 اكتملت الاوراق وسقط المتاع عن وطن كنعان فاصبح وطن الغجر.
تسائلت عن وجود السينمائي ايهاب الخطيب في العرض فاذا الصورة مرسومة “فريم فريم” تبهر وتتنقل بين حالة واخرى لتشكل روحا بصرية كي يضيء للمحتل وجه الارض ، وجه الممثل وجه الاعداء في فتح الباب .
الممثلون والممثلات ، ساهرون على عرس القصيدة وبناء الحصون والقلاع بجمال ارواحهم المفعمة واجسادهم في رحاب الشرق ، البحر ناصع ابيض فيكم .
( من وحي مشاهدة العرض المسرحي الاول لمسرحية ” الملجأ” في المركز الثقافي الملكي – عمان هذه الليلة )