يشهد جناح (ف F ) الرواق 25 بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط في دورته 29 التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الفترة الممتدة من 10 لغاية 19 ماي الجاري. يوم الجمعة 17 ماي، في الحادية عشرة صباحًا، حفل توقيع كتاب “هوامش دراسات الفرجة” للباحث الأكاديمي دكتور خالد أمين.
وبهذه المناسبة نشر البروفسور سامح فكري على حسابه الخاص على الموقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) شهادة عن هذا الكتاب، حيث جاءت :
” أمام رُكام العناوين الباهتة والموضوعات المكرورة والحشو الفارغ الذي يلغو كثيرًا دون أن يقول شيئًا، وأمام سوق كتاب لا يجود علينا إلا بتأليفٍ أغلبه مُترجم، وترجمة أغلبها تأليف، أمام كل هذا يمنحنا الصديق العزيز البروفيسور خالد أمين هذا الكتاب الذي يذكرنا بأن ثمة ما يستحق الكتابة، وثمة ما يغوي بطرح السؤال.
منعني عزوفي عن السوشيال ميديا الشهور القليلة الماضية من الإشارة إلى هذا المصنف الفخيم في بناءه ومحتواه، وهو كتاب “هوامش دراسات الفرجة” للبروفيسور خالد أمين؛ ولمن لا يعلم فإن خالد أمين هو مؤسس ورئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة، وهو أستاذ الأدب الإنجليزي والدراسات الثقافية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تطوان. خالد أمين له مؤلفات بالعربية والإنجليزية، وكثيرٌ من نصوصه تُدرس في الجامعات الغربية ضمن مناهج الدراسات المسرحية ودراسات التثاقف والمسرح العربي المعاصر؛ ولا أنسى ما أثارته دراسة لافتة له بالإنجليزية عن تاريخ المسرح العربي من نقاشات بين طلبة البكالوريوس في مقرر “الدراما العربية على الخشبة والشاشة” الذي كنت قد أدخلته ضمن مقررات قسم الدراسات العربية والشرق الأوسطية في جامعة ليدز.
في هذا الكتاب يستعرض خالد أمين حال المسرح العربي والدراسات المسرحية العربية عمومًا، مع تركيزه على الحالة المسرحية المغربية. وفي تناوله لهذه المادة يطرح تساؤلات تتقاطع فيها الحداثة مع الاستعمار. المادة المسرحية بين يدي خالد أمين يتم تفكيكها ثم إعادة ابتناءها لتتحول إلى فضاء ثقافي يسمح باستيلاد أسئلة حول فهم الذات لنفسها في علاقتها بالآخر. الجميل في مقاربات خالد أمين أنه لا يقع في فخ الثنائيات الزائفة ولا ينحاز لعدسة نظر واحدة على حساب عدسات أخرى. يمكنه من ذلك منهجه “العابر للحدود” الذي يقف من خلاله الناقد في المنطقة الفاصلة/الواصلة بين الثنائيات، محاولًا زعزعة استاتيكيتها والإنصات إلى جدليتها المكبوتة أو المسكوت عنها.
زاد من فرحتي بهذا الكتاب أن خصني الصديق العزيز – بكرمٍ لافتٍ منه – بتخصيص جزء من فصله المعنون “نحن وشكسبير: من التأويل والترجمة إلى إعادة الكتابة” للإشارة إلى كتابي الصادر عن دار راوتلدج والذي حاولت فيه تطوير منهج سوسيولوجي يسمح لي بقراءة الآليات الاجتماع-ثقافية التي أفرزت الترجمات الباكرة لأعمال شكسبير المسرحية إلى اللغة العربية، مستلهمًا تنظيرات بيير بورديو عن سوسيولوجيا الإنتاج الثقافي.
ألف مبروك للصديق العزيز، وأتمنى أن يجد كتابه ما يستحق من اهتمام من الجماعة المسرحية والمهتمين بالنقد الثقافي في مصر والعالم العربي“.