صدر عن دار المعارف كتاب “لعبات يعقوب صوع التياتيرية وحوارياته دراسة تداولية” وهو الكتاب الرابع للدكتورة نجوى عانوس والتى تتناول فيه أعمال يعقوب صنوع حيث صدر لها عام 1984 كتاب “مسرح يعقوب صنوع” والذي تناول مسرحيات رائد المسرح المصري بالنقد والتحليل وأجابت فيه على عدد من الأسئلة المهمة حوله مثل ما موقع مجلة أبو نظارة في خريطة الصحف الأوروبية المعاصرة؟ وهل نشأت فكرة كتابة لعبات صحفية تياترية وحواريات من فراغ؟ وما هي علاقة التأثر والتأثير بين المجلة والصحف الأوروبية؟ ومن الذي رسم الصور الكاريكاتيرية المفسرة للُعبات والتي تستنطق الكلمات؟ وكيف أخرج الرسام وصنوع هذه المشاهد المصورة؟ وجمعت في كتابه الثاني اللعبات التياتيرية عددا من صوصه القصيرة المعروفة باللعبات ووقفت عليها بالتحليل والدراسة عام 1987 أما الكتاب الثالث لها عنه فجاء عام 2019 و عنوانه «يعقوب صنوع رائد المسرح المصري» ومسرحياته المجهولة، دراسة ابستمولوجية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، و قامت فيه بالرد على المزاعم والأكاذيب حوله بالوثائق التي أثبت إثباتا قاطعا ريادة صنوع للمسرح المصري
وجاءت الدراسة الرابعة لتعود لمجلته بالدراسة إذ أنشغلت بتأمل النص المكتوب وعلاقته بالصورة لانتاج الدلالة الفنية و الدرامية أيضا وانقسمت الدراسة على تمهيد وثلاثة فصول، ناقشت في التمهيد عدة إشكاليات حول اللعبات التياترية والحوارات ووقفت عند ماهيتها وعلاقة التأثر والتأثير بينها وبين مسرحيات مصورة وحواريات منشورة في صحيفة بنش كرنفال لندن الشعبي، وعثرت على هذه الصحيفة في مكتبة جامعة تورنتو لمؤسسها هنري مايهو Henry Mayhew المطبوعة في لندن، عرف بصحيفة بنش ثم بدأت في المقارنة بين مسرحيات بنش الصحفية المصورة وحوارياته ومسرحيات صنوع الصحفية المصورة وحوارياته وخرجت بنتائج مهمة جدا.
أما الفصل الأول وعنوانه: “الجنس في الاختلافات أو التنويعات اللغوية المصورة الواردة في لعبات أبو نظارة التياترية وحوارياته”. فالحواريات هي وع من المسرحة لشخصات ظهرت بالمجلة وتجسد م خلال الرسم الذي كان يتدخل صنوع بتعليقات بالعامية المصرية؛ليعطي الصوره حسا دراميا مشهديا .
و بدأت الدراسة بالتنويعات اللغوية المصورة الخاصة بالنساء ودرست سمات لغات ولهجات الشخصيات كالأغا والحاكم ودرست التنويعات اللغوية الخاصة بالمرأة المصرية المنتمية إلى الطبقة الشعبية وإلى الطبقة الوسطى وقد استخرجت المؤلفة التعبيرات الاصطلاحية من لعبات أبی نظارة التياترية وحوارياته.
أما الفصل الثاني وعنوانه: “المعرفة المشتركة الشعبية بين المتكلم والمخاطب”فيقف على الأبنية النصية في التداولية /عناصر أو وسيلة أو حلقات في سلاسل التواصل والتوصيل إذ لن يتم التوصيل إلا بتحليل المعرفة المشتركة بين المتكلم والمخاطب سواء كانت معرفة شعبية أو تاريخية أو عربية.
أما الفصل الثالث: فجاء بعنوان التعبيرات الاصطلاحية المتداولة في اللعبات التياترية والحوارات وهي تلك الكلمات الاصطلاحية الثابتة بعد أن وتري د نجوى أن هناك أثر واضح لمجلة بنش الشهير في ذلك الوقت على مجلة أبو نضارة وتحدد العلاقة بوضوح.
وتؤكد المؤلفة أنه لم تنشأ فكرة كتابة لعبات وحواريات صحفية مصورة في مجلة أبو نظارة منفراغ؛ بل سبقتها وعاصرتها صحيفة بنش PUNCH الإنجليزية فتأثر بها؛ بل وأثرت أيضا مجلة أبو نظارة في بنش وفي غيرها من الصحف مثل جريدة باريس – لافرانس – لوسوار وفي الصحف الألمانية والأمريكية التي كانت تنقل عنها وتترجم. كذلك فأن رسام صحيفة بنش هو نفسه رسام مجلة أبو نظارة ويأتي الكتاب ليقدم قراءة تداولية للعبات صنوع والبحث في مصدار تشكليها وكيف كانت المسرح أداة في التعبير بشكل عام فترك أثرا واضحا على تجرته الصحفيه وما نشره بالمجلة .