اصداراتمنشورات

صدور العدد 42 (أبريل 2025) من دورية “المسرح العربي”/ بشرى عمور

عن الهيئة العربية للمسرح بالشارقة، صدر حديثاً العدد الجديد 42 (أبريل 2025) من مجلة ” المسرح العربي”، وهي مجلة تصدر كل ثلاثة أشهر بصفة دورية (يناير، أبريل، يوليو، أكتوبر) تُعنى بمستجدات المسرح العربي. وتجمل غلاف العدد بصورة من العرض التونسي “البخارة” من إنتاج مسرح أوبرا تونس (قطب المسرح والفنون الركحية) للمخرج صادق الطرابلسي، والفائز بالجائزة الكبرى للدورة الخامسة عشرة لمهرجان المسرح العربي بمسقط (جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي)، في نسختها الثانية عشرة، لأفضل عمل مسرحي لسنة 2024.

لا يتوفر وصف.

العدد يكتنز مسارين أولهما ملف العدد (خاص) وفيه ست ابحاث تدور جميعا حول موضوع:”المسرح والذكاء الإصطناعي بين صراع السيطرة وثورة الإبداع” وهو الموضوع الذي تمحور منه القسم الثاني من المؤتمر الفكري المصاحب للدورة 15 لمهرجان المسرح العربي بمسقط (9 ـ 15 يناير 2025)، وشمل على بحوث من بعض المشاركين وهم:

ـ “المساحة الرمادية بين الإبداع البشري والذكاء الإصطناعي” د. اسامة لاذقاني /سوريا

ـ “الذكاء الإصطناعي وتوليد النص المسرحي” أ. عبد اللطيف فردوس / المغرب.

ـ “توصيات جول استخدام الذكاء الإصطناعي في المسرح” د. خليفة الهاجري: الكويت.

ـ ” الذكاء الإصطناعي في المسرح” د. آمنة الربيع: سلطنة عمان.

ـ ” مسرحنا الذي نريد” أ. اسماعيل عبد الله/ الإمارات.

أما المسار الثاني في هذا العدد ففيه أيضا ست أبواب ضمت بدورها تسعة بحوث:

الباب الأول (دراسات) تطرق من خلاله الباحث السوداني أ.د. يوسف عبيد إلى موضوع:”المسرح والحركة الوطنية في السودان”. وفي الباب الثاني (تجارب مسرحية) ارتكن على ثلاثة تجارب: من اليمن حدثنا الباحث هايل علي المذابي عن “فنون الفرجة..المقاومة الثقافية وصناعة الوعي”، بينما اختار المغربي د. عزيز الذهبي أن يطلعنا على “الفرجوي في المسرج الثالث”، أما المصري أسامة جاد قربنا من “الدراماتورج… نجيب سرور”. أما الباب الثالث (أسئلة المسرح) طرحها علينا الباحث العراقي د. بشار عليوي من خلال بحثه حول:”موقع التجريب المسرحي في فلسفة المؤسسات الإنتاجية ـ مسارات وتحولات”. وجاء في الباب الرابع (وثائـق) نستالوجيا قدمها الباحث السوداني د.سيد أحمد أحمد بعنوان:”المسرح والسلام (تجربة المسرح السوداني)”. ليشمل الباب الخامس (مطالعات الكتب) على قراءتين: الأولى للسوري عبد الباقي يوسف “ثنائية الحق والغيرة في مسرحية “نزوة العاشق” ليوهان فولفجانج غوته”، والثانية للمصري أحمد محمد الشريف “سندباد المسرح العربي: رحلة بين أورقة المهرجانات وملامح الهوية المسرحية”. ليختتم العدد بالباب السادس (مهرجانات) تطرق منه الباحث د. راجي عبد الله عن الخصوصية العربية في المسرح من خلال “المهرجانات العربية المسرحية وتأثيراتها الإبداعية على تطور التفاعل مع الجمهور المسرحي”.

 

  افتتاحيـــة العــدد:

تجديد منازل الأمس

 

 كيف يكون التجديد إذا لم يقم الجديد بالجدل مع القديم؟ وهل يعني التجديد التغيير الشامل الكامل؟ أم أن القديم يلد الجديد والجديد يأتي من رحم القديم؟

كيف ننظر للموروث من الحكايات الشعبية التي شكلت المعين الأساس للآداب وتربية الخيال؟

أي اكتمال يكون لنشأة الفرد لو غابت حلقة أساسية من تلك النشأة، أعني تلك الحلقة المتمثلة بالحكاية والأسطورة والملحمة الشعبية؟

أي حكاية أو أسطورة أو ملحمة يمكن أن تلائم طوفان التغيير الذي يواجهه الإنسان في حياته المعاصرة؟ هذا التغيير الذي يمكن أن يطال ما اتفق عليه من تقسيم الأجيال والمجايلة؟ حتى صار المتغير الذي يحدد صفات جيل في ربع قرن أو عشر سنوات، يمكن أن يمر على المرء في عامين أو ثلاثة ولا أبالغ إن قلت في عام واحد، أي وكأننا أمام جيل يتغير كل خمس سنوات على أبعد تقدير.

أوليست هذه التغييرات عوامل لتغيير في التفكير ووسائل التعبير والتواصل؟

أولا تؤدي هذه التغييرات المذهلة إلى زيادة الفجوة بين الأجيال فيما بينها؟ وبين الأجيال وثقافة مجتمعاتها وموروثاتها؟ بل وإن التغييرات ستحمل معها ثقافة المجتمعات المنتجة لها والمؤثرة في بعثها وترسيخها.

لا نريد لأطفالنا أن يصبحوا أقرب للروبوتية (الآلية) منهم لإنسانيتهم، ولا نريد لهم أن ينقطعوا، بل نريد لهم أن يحققوا القطيعة المعرفية بمفهومها الجدلي، أو فلنقل القطيعة كما أشار لها باشلار بقطع الصلة بالماضي دون إنكاره، بحيث يبدأ الإنسان بالعمل وفق منظومة عقلية كلية جديدة أوسع من المنظومة السابقة وأكثر تعقيداً.

وضمن مسؤوليتنا الأخلاقية تجاه تطوير وتجديد معارفنا الثقافية المسرحية وقفنا أمام ناظم خصصناه لمسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال للعام 2025، المسابقة التي بلغت في هذا العام نسختها السابعة عشرة، وجاء هذا الناظم لينقل للأجيال الصاعدة من أطفالنا واليافعين أهمية الدخول الإيجابي إلى عالم الحكاية الشعبية الموروثة، الدخول كأبطال جدد في هذه الحكايات، أبطال يمكنهم أن يغيروا مساراتها، وأهدافها وقيمها، لذا جاء الناظم على النحو التالي: أطفالنا أبطال جدد في حكاياتنا الشعبية.

نعم، نريد أن نعيد إنتاج هذه الثقافة الهامة والملهمة، ونريد لحكاياتنا أن يتجدد دمها من خلال دماء الأجيال الجديدة التي يضخها الأبطال الجدد في عروقها، نريدها حكايات تقيم في منازل الغد لتعيش أكثر ولتكون أبلغ؛ فكما قال جبران (الحياة لا تقيم في منازل الأمس)“. 

 

Related Articles

Back to top button