تمحور موضوع الجلسة العلمية الثالثة للدورة 20 لمهرجان طنجة للفنون المشهدية (05 ـ 08 دجنبر 2024) حول:”الأداء، الهوية والثقافة”. نوقش من خلال أربع مداخلات سييرها مراد المكينسي (أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة/ المغرب” الذي قدم استهلالية موجزة عن الجلسة ومحوراها حيث جاء فيها:
أنا بخصوص المشاركة بهذه الندوة، جاءت كالتالي:
ـ دانييلا بوتنزا Daniela Potenza (باحثة في اللغة العربية وآدابها بجامعة ميسينا / إيطاليا) ناقشت من خلال بحثها :تعقب الأصالة، تجربة أسلوب “عصيان التأديب المعرف””.
ملخــص البحــث:
شاركتُ العام الماضي رفقة كل من بولين دونيزو وياسمان خاجي في تحرير كتاب بعنوان: ”التراجيديا اليونانية والشرق الأوسط. تعقب الأسطورة”، وهو جزء من سلسلة ’الشتات الكلاسيكي‘ التي تحررها بلومزبري. صدر الكتاب في أبريل الماضي (2024) وهو الرابع من هذه السلسلة. أود أن أشارك تجربتي حول المساهمة في تحرير هذا الكتاب مع التركيز على بعض الجوانب الأساسية المتعلقة بـ”التصميم العالمي“ وما يسمى بتاريخ الفرجة ”الشرق أوسطي“ وكيفية انخرطنا في ”عصيان التأديب المعرفي“ ضمن إطار غربي رأسمالي. سوف أطبق فكرة الأصالة كقوة ناعمة داخلية للرأسمالية. تهدف تأملاتي إلى إبراز رهانات النشر مع دار نشر عالمية مرئية من حيث تسويق دراستنا ونشرها (مثل: اختيار العنوان، والسعر، والولوج)؛ ووعينا بالهيمنة اللغوية للغة الإنجليزية، وتقديم بعض الأمثلة المتعلقة بالمشاكل اللغوية وموقفنا من الافتراضات اللغوية (مثل مصطلح ”الكلاسيكيات“ للدلالة على ”الكلاسيكيات اليونانية“). كما سأتناول في هذا الكتاب أيضًا تكوين الكتاب من خلال حالات دراسية تتيح العديد من القراءات الممكنة وتواريخ المسرح. إلى جانب ذلك، أود أن أؤكد على تعدد التخصصات (سواء من المحررين أو المساهمين) وتعدد تقاليد الدراسات (المحررين والمساهمين) لتنوع التصورات والمقاربات للموضوعات. وسأختتم ببعض الملاحظات حول الأهمية التي أوليناها للسياق والوضوح ومحاربة الاستشراق واحتضان التعقيد.
ـ محمد جليد (أستاذ جامعي بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال / المغرب) تطرق إلى موضوع “الهوية الجماعية: في تشكل انتماءات جماهير كرة القدم: الألتراس نموذجا”
ملخـص البحــث:
تمثل التظاهرات الرياضية، خاصة مباريات كرة القدم، مناسبات مثالية لإعلان الانتماءات وإبراز الخصوصيات واستعراض صفات الذات الجوهرية والظاهرية، في تجلياتها الجماعية على الخصوص. تتعدد أدوات هذا الإعلان وحوامله وحمولاته، إذ تحيل الأوشحة واللافتات، مثلا، على انتساب الجماهير إلى مدينة ناديهم المفضل، وعلى المنطقة أو الجهة، مثلما يحيل العَلَم والأقمصة والأزياء الحاملة لألوانه على الانتماء إلى الوطن، وتمنح هذه العلامات والرموز إحساسا بالفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية. على النحو ذاته، تترجم طقوسها التشجيعية الثقافةَ المحلية، الشبابية منها خصوصا، السائدة في هذه المدينة أو تلك الجهة. بينما تعكس الأعلام الهويات الوطنية للأمم المتنافسة في بطولة إقليمية أو قارية أو عالمية. في المقابل، تعبر كرة القدم نفسها، وباقي الرياضات بدون استثناء، عن وجود هوية كونية تكرس، وإن بشكل ضمني، انتماءا مشتركا إلى اللعبة نفسها، يتمثل في أسلوبها وقواعد لعبها وقوانينها، وأساسا في الإجماع شبه الكلي على وجودها والحاجة إليها. من هنا، ستدرس هذه الورقة كيف تبني جماهير الألتراس هوياتها الخاصة بها، وستنظر في مضامين هذه الهويات وتبلورها والحوامل التي توظفها للتعبير عنها عموما.
ـ مارجوري كانتر Marjorie Kanter (مؤلفة ثلاثة كتب تحتوي على مقاطع أدبية قصيرة أشبه بالقصائد، جميعها مستوحاة من تجارب حياتية / الولايات المتحدة الأمريكية) التي أثارت موضوع “الثقافات الناطقة: مشروع تشاركي متعدد اللغات والثقافات (نشأته، سيرورته، أهدافه المتوخاة ونتائجه الأولية)”
ملخـص البحـث:
إن اللغة ضرب من ضروب الأداء، فما نقوله و ما نعتقده وما نعبر عنه يكون تارة مخططا له ومصطنعا وتارة عفويا ومرتجلا. ولذلك يمكن للغة أن تحمل في طياتها كل ما هو متضاد، فتجدها تجمع في الآن ذاته بين التمكين والخضوع، والعدوان والسلام، والأحاسيس و البرود، والفكر المتأني و ما يقابله من تعبير عفوي مسترسل.
وفي هذا الإطار، يأتي مشروع “الثقافات الناطقة”، وهو مشروع عملي، تنموي، مبتكر، ومتعدد الثقافات يهدف إلى استكشاف وتعزيز التفاهم والتواصل وتسليط الضوء على الواقع الثقافي بجوهره وظاهره، وبما ينطوي عليه من قواسم مشتركة واختلافات بين مختلف الثقافات. وفي هذا الصدد، إن تطوير مشروع كهذا و/أو المشاركة فيه يمكن أن يكون أداة قوية لتعزيز السيرورات التربوية.
ويتكون هذا المشروع من سلسلة من المجلات التي تحتوي على نص أصلي بقلم مارجوري كانتر يشبه ببساطته القصيدة ويرد في كل عدد، بالإضافة إلى ترجمات وتكييفات لنصوص من وإلى مختلف لغات العالم (قام بها ناطقون بهذه اللغات). وسيتم منح تعليمات محددة إما للترجمة الحرفية أو التكييف تخص كل عدد من المجلة، كما ستركز النصوص الأصلية (بطريقة ما) على التواصل مع الذات و/أو مع الآخرين.
وسيتضمن كل عدد من المجلة نسخة ورقية، وأخرى رقمية. ومن المحتمل إلحاق مقاطع فيديو تتراوح مدتها بين دقيقة وثلاث دقائق للمشاركين وهم يقرأون النصوص التي ألفوها ويعلقون على اختياراتهم والعوامل التي أفضت بهم إلى تبني تلك الاختيارات.
ـ عبد الله المطيع (أستاذ محاضر مؤهل، كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط / المغرب) شارك ببحث موسوم ب ” التربية على ثقافة الفرجة في الجامعة المغربية: نموذج مشروع كلية علوم التربية في التربية على ثقافة الماء”.