“المسرح التربوي في السياق العالمي” موضوع الندوة العلمية الثانية التي برمجت ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة 20 لمهرجان طنجة للفنون المشهدية (05 ـ 08 دجنبر 2024) بإدارة عبد الكريم الشباكي (أستاذ التعليم العالي بكلية علوم التربية/ جامعة محمد الخامس بالرباط ـ المغرب) بمشاركة كل من:
ـ سعيد كريمي (أستاذ التعليم العالي بالكلية متعددة التخصصات جامعة المولى إسماعيل بالراشيدية/ المغرب) أثار موضوع:”تدريس المسرح وفنون الفرجة في المعاهد والجامعات المغربية..الرهانات العلمية والتحديات البيداغوجية”
ملخــص البحـث:
من المؤكد أن تدريس المسرح وفنون الفرجة بالجامعة المغربية، ومختلف المعاهد الفنية، بات اليوم يشغل بال المسؤولين والقائمين على الشؤون البيداغوجية في محاولة منهم لتطوير المناهج والبرامج المعتمدة، والسعي نحو تجويد المنظومة التربوية في شقها الفني بمختلف أسلاك التعليم العالي. كما أن تعميم تدريس المسرح وفنون الفرجة، أضحى اليوم يشكل اقتناعا راسخا لدى الوزارة الوصية، بالنظر إلى مراميه، وغاياته المنشودة، المتمثلة على وجه الخصوص في تكوين شخصية وطنية، متوازنة، ومنفتحة، معتزة بقيمها، وهويتها، وتراثها، الضاربة جذوره في أعماق التاريخ.
ومن أجل إرساء دينامية جديدة كفيلة بالرفع من جودة ونجاعة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وجعلها دعامة لتسريع وتيرة التنمية في بلادنا، أطلقت الوزارة الوصية مخططا ووطنيا لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار(PACTE ESRI 2030). ويكتسي هذا المخطط بعدا استراتيجيا وطابعا عمليا صرفا، يستمد جوهره من التوجيهات الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد، خصوصا في شقه المتعلق بتطوير الرأسمال البشري إلى تدابير عملية، بغية تسريع اندماج المغرب في مجتمع المعرفة، وتشجيع إحداث مسالك جديدة في مختلف الفنون، بما في ذلك المسرح وفنون الفرجة.
غير أن الأسئلة الجوهرية التي تطرح نفسها بإلحاح هي: هل هناك استراتيجية واضحة المعالم والقسمات لتفعيل تدريس المسرح وفنون الفرجة بمختلف مؤسسات التعليم العالي؟ هل سيضل الأمر اختياريا أم سيكون إجباريا مستقبلا؟ ألم يحن الوقت بعد ليخرج المسرح من عباءة الأدب ويستقل بنفسه بيداغوجيا؟ إلى أي حد يأخذ الرؤساء والعمداء مسألة تدريس المسرح والفنون عموما بعين الاعتبار في مشاريعهم لتحمل المسؤولية؟ ألم يحن الوقت لتشبيك العلاقات وتوحيد الرؤى الديداكتيكية والبيداغوجية بين القائمين على مختلف مسالك تدريس المسرح وفنون الفرجة؟ هل ستشكل هذه الندوة نقطة انطلاق لتعزيز التعاون والشراكات العلمية والبيداغوجية عربيا ودوليا في مجال المسرح وفنون الفرجة؟
ـ بينما اختار هشام بن الهاشمي (أستاذ محاضر مؤهل، رئيس شعبة الفنون والوسائط بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة/ المغرب) الحديث عن موضوع:” تدريس المسرح بالجامعة المغربية، وأفق المهننة”
ملخـص البحـث:
غالبا ما يستند الحديث عن تدريس المسرح بالجامعة إلى ضرورة التناسج بين “المعرفة” و”المهننة” على مستوى التكوين. فالمسرح بوصفه ممارسة بيداغوجية يتصل بذاتية الفنان وتصوره للفرجة المسرحية، وهو ما يفسر تنوع التجارب البيداغوجية المسرحية لأنها في جوهرها تمرير ونقل لتصور فنان عايش المسرح واجترح مشروعا عمل على تطويره في إطار الاشتغال المختبري مع فرقته المسرحية. لدلك، ما قدمه ستانسلافسكي وميرخولد وباربا …. لم يكن درسا صلبا وأرتودوكسية جامدة، بل إننا أمام عملية نقل لتجربة نظرية وتطبيقية الى طلاب شغوفين بالفن المسرحي.
بيد أنه في الدرس الأكاديمي بالمغرب ظلت الهوة قائمة بين المعرفي والمهني. وفي السنوات الأخيرة صرنا نلحظ انخراط المؤسسات الجامعية في سياق المهننة، بدل الاقتصار على تلقين المعرفة الفنية وتاريخ المسرح. وهو توجه لا يخلو من صعوبات وعوائق منهجية وعلمية… مما يستلزم مساءلة التكوين المسرحي في جامعاتنا المغربية. فهل استطاع الدرس الأكاديمي الانفتاح على اللعب الدرامي بعيدا عن الطابع الأدبي الصرف؟ هل تمكنت الجامعة المغربية من تمثل المسرح باعتباره تكوينا مستقلا له خصوصيته وتفرده؟ هل يحضر المسرح بامتداداته الفنية والتقنية أم أنه مجرد نص لغوي؟.
ـ أما محمد لعزيز (أستاذ باحث وناقد مسرحي بالدارالبيضاء/ المغرب) تطرق إلى “مسرح الطفل ودوره في تصحيح القدرات اللغوية”.
ملخــص البحــث:
تتأسس هذه المداخلة على فرضيات أهمها:
– لا تستطيع المدرسة لوحدها الاضطلاع بأدوار تنمية اللغة عند الأطفال.
– يلعب المسرح في تنمية القدرات اللغوية أهمية قصوى للأطفال وهذا ما أكدته الدراسات الكثيرة التي عالجت الموضوع من مختلف جوانبه، بحكم الكم العددي للأطفال الأسوياء، غير أن الحديث عن الأطفال الذين يعانون اضطرابات في اللغة وفي التواصل يحتاج من الفنانين والتربويين والمعلمين انتباها كبيرا، ومعالجة أوفى فلهم منا حق الانتباه اليهم هم أبناؤنا كذلك، ولا فرق بينهم وبين الأطفال الأسوياء.
وحتى يتم تأطير المداخلة سوف تعمد إلى الاجابة عن الأسئلة التالية:
أولا: لماذا الحديث عن الاضطرابات اللغوية والتواصلية عند الطفل؟
ثانيا: ما المقصود بالضطرابات اللغوية ؟وماهي تمظهراتها في لغة الطفل؟
ثالثا: ماهي أنواع الاضطرابات؟
رابعا: كيف يعالج المسرح الاضطرابات المختلفة؟
تحاول هذه المداخلة من خلال هذه الأسئلة والفرضيات استقصاء قيمة المسرح في معالجة الاضطرابات المختلفة على اعتبار أن خشبة المسرح مصحة أو مستشفى بمقدوره معالجة الكثير من الاضطرابات لغوية وتواصلية ونفسية واجتماعية مع دعوة الآباء والأمهات بالمغرب إلى تسجيل أبنائهم في ورشات المسرح، ومعاهده …
ـ بشرى السعيدي (أستاذ المسرح بجامعة المولى إسماعيل بالراشيدية/ المغرب) تحدثت عن “تدريس المسرح بالجامعة: نحو مقاولة ثقافية وآلية للدبلوماسية الموازية”.
ملخــص البحـث:
لا شك أن ازدهار أية حضارة رهين بتطور التعليم بها، فارتقاؤها يتطلب بين الفينة والأخرى حركات تصحيحية تُقَوِّمُ مسار العلوم والآداب والفنون على الخصوص. وقد ظل المسرح منذ أمد بعيد حاضرا في البرامج التعليمية، حيث عُدَّ طريقة تربوية تعمل على تحويل المحتوى التعليمي إلى مواقف وخبرات تساعد المتعلم على تكوين شخصيته حسا وإدراكا، وتزوده بالمعارف والخبرات المتنوعة التي تفيده في حياته بواسطة اللعب الدرامي، غير أن ما يسمى بالفن البيداغوجي يبقى تقنية تعليمية تختلف أهميتها وفق الطَّور التعليمي التي تقدم فيه، حيث يختلف الأمر في المرحلة الابتدائية ،إذ يعد المسرح علاجا لمشكلات نفسية وسلوكية مثل: الخجل و الانطواء والتلعثم، ويوظف من أجل اكتشاف مواهب الأطفال والتعرف على شخصياتهم، لتتطور أهدافه في المرحلة الإعدادية والثانوية إلى تعزيز القيم الدينية والوطنية والمشاركة الوجدانية لتطلعات المراهقين في كافة مناحي الحياة تجنبا للعنف وإدخالا للبهجة والسرور في نفوسهم، لينتقل في المرحلة الجامعية -وهي محور دراستنا- لتحقيق أهداف أسمى تتلاءم والنضج العقلي والمعرفي للطالب، والعمل على إدماجه في سوق الشغل، لذلك سَنُسائل في هاته المقالة عن جدوى تدريس المسرح في الجامعة وذلك بالإجابة على المحاور التالية:
• ما هي المواد المعرفية الخاصة بالمسرح ودراسات الفرجة التي ينبغي تدريسها للطالب بالجامعة المغربية؟
• كيف نجعل من هذه التكوينات البيداغوجية في المسرح والفرجات مشتلا لإنشاء مقاولات ثقافية ناجعة تواكب التنمية المجتمعية ؟
• ما هو السبيل لجعل المسرح الجامعي أداة للدبلوماسية الثقافية بدلا من القوة الصلبة السائدة في العالم ليستجيب وتطلعات النموذج التنموي الجديد؟
ـ ليختتم لحسن احسايني (أستاذ باحث بالكلية المتعددة التخصصات بالراشيدية/ المغرب” الجلسة بمناقشته موضوع “بيدلغوجيا الفرجة المسرحية في التعليم الحديث: الإشكالات وسبل التطوير”.
ملخـص البحــث:
أصبحت دراسات الفرجة تحظى باهتمام كبير من طرف المهتمين والباحثين في الثقافة بصفة عامة، بل وأضحت تتخذ موضوعا لمختلف التظاهرات العلمية والأكاديمية، ويرى البعض أن سبب هذا الاهتمام يعود إلى السعي نحو اتخاذ الفرجات لافق أرحب للتفكير في التراث الشعبي لمختلف الثقافات، ومنه التفكير في التراث الإنساني عامة. وما يبرز ذلك هو احتفاء طنجة المشهدية دائما بالفرجات في مختلف دوراتها، ولعل موضوع مؤتمر طنجة المشهدية لهذه السنة خير دليل على ما أضحت الفرجة تكتسيه من أهمية كبيرة، حيث دأبت إدارة المهرجان في اختيار مواضيع تهتم بالفرجات من مختلف جوانبها، حيث اختارت لهذه الدورة موضوع ” الفرجة والبيداغوجيا “، فمن خلال هذا الموضوع يتضح أننا بحاجة ماسة إلى مساءلة بيداغوجية لمدى حضور الفرجة بمختلف تلويناتها في مناهجنا ومقرراتنا الدراسية، من هنا جاءت رغبتنا في الاشتغال حول هذا الموضوع من خلال مداخلة موسومة ب: “بيداغوجيا الفرجة المسرحية في التعليم الحديث: الإشكالات وسبل التطوير”، منطلقين من مجموعة من التساؤلات من قبيل: كيف يتم تدريس المسرح في المدرسة المغربية؟ هل هناك هندسة بيداغوجية لتدريس الفنون عامة، والمسرح خاصة؟ ما هو الغلاف الزمني المخصص للمسرح ضمن المقررات الدراسية؟ أين تكمن الصعوبات والعراقيل التي تحول دون جعل المسرح مادة أساسية في البرامج التعليمية؟ كيف يتم اختيار النصوص المسرحية المدرجة في المقررات؟ ما هي بعض الحلول المقترحة لنجاعة تدريس الفرجة المسرحية للمتعلمين في المدرسة المغربية؟