حول موضوع:”أسس بيداغوجيا الفرجة”، التأمت أول جلسة علمية من فعاليات الدورة 20 لمهرجان طنجة للفنون المشهدية (05 ـ 08 دجنبر 2024) برئاسة أنس لعلو (أستاذ التعليم العالي بكلية اللغات والآداب والفنون/ جامعة ابن طفيل بالقنيطرة ـ المغرب) بمشاركة كل من:
ـ كمال خلادي (أستاذ التعليم العالي بكلية اللغات والآداب والفنون/ جامعة ابن طفيل بالقنيطرة ـ المغرب) ببحث تمحور حول: “المسرح في الألفية الثالثة: هل تختلف حقا ممارسته عن تدريسه؟”
ملخص البحـث:
كيف يمكن أن ندرس المسرح في الألفية الثالثة؟ إنه سؤال على درجة عالية من الأهمية، لكنه يوجد على نفس الدرجة من التعقيد أيضا. يظهر لنا النظر في هذا التعقيد طابع الاستعجال الذي يميز هذا السؤال. تعلمنا الممارسة البيداغوجية ليس فقط طرح الأسئلة وإنما -وخصوصا- العناية بترتيبها. إن أسئلة مرتبة على نحو مختلف ستقود بالضرورة لمخرجات مختلفة. من ذلك، أليس علينا أن نسأل ما المسرح أولا؟ ما هو هذا الشيء الذي ندعوه الآن مسرحا؟ ألا يبدو أن المسرح أصبح أكثر من أي وقت مضى عصيا على الحد؟ ثم، ألا يبدو أن علينا أن نسأل سؤالا أساسيا آخر هو: لماذا المسرح؟
في هذه الورقة، سننكب على بحث السؤالين: ما المسرح؟ ولماذا المسرح؟ باعتبارهما الوجه الحقيقي والحي لسؤال: كيف يمكننا أن ندرس المسرح؟
نعتقد أن تدريس المسرح في الألفية الثالثة، سيبدو فاقدا لكل معنى ما لم يتحد مع أسئلة الممارسة المسرحية نفسها، في هذا الإطار نسأل: هل حقا تختلف ممارسة المسرح عن تدريسه؟ هل يمكن تدريس المسرح خارج رهانات المجتمع الذي يوجد فيه، خارج أزماته وأزمات العالم؟ هل يمكن أن ندرس المسرح خارج رهان أخذ الكلمة، وتوزيعها على الأفراد والجماعات؟ هل يمكن أن ندرس المسرح خارج رهان موازنة المعادلة بين المسرح الخاص بنا والمترسب المسرحي العالمي؟ هل يمكن أن ندرس المسرح خارج رهان الإنصاف في التأريخ وفي توزيع السرود، بالمناسبة، ما الذي يقع عندما نختار نصا مسرحيا، أو كاتبا، أو شخصية، أو حوارا، أو مشهدا للتدريس؟ بطبيعة الحال، يحدث تحقيق لبعض الأهداف التي تبعث فينا الراحة واللذة، كما تحضر أشياء أخرى أكثر خطرا، يحضر تعزيز مصفوفة الهيمنة، ويحضر النسيان…
ـ محمد جلال أعراب (أستاذ التعليم العالي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة ابن زهر أكادير/ المغرب) تطرق إلى موضوع “بيداغوجيا صناع الفرجة”
ملخص البحـث:
يربط الدارسون –في جل الأحيان – البيداغوجيا بمراكز التكوين والجامعات والمعاهد. وهذا شيء أساس ومطلوب، لكن ليس هو الوحيد، وفي معنى آخر للبيداغوجيا، هي علاقة تتأسس بين مالك للمعرفة، وأدوات التحصيل، والتمرس في إيصال المعارف وترسيخها، وبين مستفيد من المعرفة، والرغبة في الإشباع والاكتساب والتملك لها. وتتضح هذه العلاقة أكثر في سيرورة معادلة لازمه ملزمة للاكتساب المعرفي والتعليم ضمن علاقة ثنائية تجمع المعلم والمتعلم. ويتجه صناع الفرجة في نفس السياق لتأسيس علاقات التعليم والتعلم للوصول إلى صناعة الفرجة.
تروم هذه المداخلة استبصار العلاقة التي تجمع البيداغوغ بفريقه من المستفيدين والمتعلمين في الممارسة الفرجوية، تكوينا وتدريبا وتعليما وإنجازا لنظام الفرجة. وتنطوي هذه العلاقة على الكثير من الآليات والخصوصيات في انتقال المعارف من المعلم إلى المتعلم. وتتخذ البيداغوجيا في صناعة الفرجة مقامات أخرى يعزف عليها المشتغلون في الفرجة وصناعها، لأنها تتحول من علاقة تعليمية محض إلى علاقة إبداعية صرف. وهنا مكمن الفرادة والخصوصي التي تميز بيداغوجيا صناع الفرجة عن غيرهم من البيداغوجيين في حقول معرفية وتعبيرية أخرى.
تحاول هذه المداخلة أن تحفر في مفهوم بيداغوجيا الفرجة، من منظور الممارسة، وحلقات التكوين والتدريب، والبناء المعرفي والإيديولوجي والجمالي للفرجة. وتستحضر بعض التجارب في بيداغوجيا الفرجة، والتصاقها بأساليب منهجية صارت مع الزمن مرجعا ومصدرا للكثير من الممارسين وصناع الفرجة. وفي الوقت ذاته تشير إلى الكيفية التي طور بها العديد من البيداغوجيين هذه التجارب للوصول إلى بيداغوجيا فرجوية مبدعة.
ـ داريو توماسيلو (أستاذ دراسات الأداء، جامعة ميسينا، مدير المركز الدولي لدراسات الفرجة في الفنون والتخيلات الاجتماعية ((UNIVERSITEATRAL /إيطاليا) الذي تطرق إلى “تدريس المسرح بوصفه فرجة: دراسة مختصرة قائمة على شهادات ميدانية”
ملخـص البحـث:
هل هناك أي شيء يمكن للمسرح أن يقدمه لمجال التعليم في زمن اللاخبرة؟ طبعًا، ولكن فقط طالما أننا نستخلص النتائج القصوى. في الواقع، لا يمكن تصور أن مسألة استحالة التجربة في عصر الحداثة تستدعي التنصل من الأسئلة الملحة التي يطرحها المسرح على عالم التعليم. ومن الواضح أيضًا أن عملية إعادة تشكيل مجال البحث الذي تغير بعمق، أصبحت تحكمها توجهً يتسم بتغليب التواصل على الفعل. تروي هذه الدراسة التوثيقية تجربتي باعتباري مدرسًا لدراسات الفرجة في جامعة جنوب إيطاليا.
ـ أنس العاقل (أستاذ باحث بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط/ المغرب) الذي أثار موضوع “البيداغوجيا وفنون الفرجة”
ملخــص البحـث:
سنحاول من خلال هذه الورقة تعريف المفاهيم وحصرها، والتمييز بين الديداكتيك باعتباره منهجية للتدريس، والبيداغوجيا باعتبارها حل المشكلات التعليمية-التعلمية. وبعد ذلك سنتطرق لمفهوم ما بعد الحداثية والذي ارتبط بالفنون الأدائية، لنحاول استخلاص الأسس التي استقتها الفنون الأدائية من ما بعد الحداثية. ثم سنناقش الإشكاليات التي تفرزها التعاريف خصوصا في مجال الفرجة، واختلاف تعريف مفهوم الفرجة/الأداء بين الباحثين الممارسين وغير الممارسين. وسنتطرق لكيفية تدريس المسرح في أحد معاهد الفن المسرحي بالجنوب العالمي، مؤسسة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، والمنهجية المعتمدة في التدريس، والمنهج المعتمد في تدريب الممثل، والأساليب التي يتمرس عليها الطلاب، والفنون المجاورة التي تدخل في صلب منظومة التكوين. كما سنتطرق لبعض بحوث التخرج من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، والتي انفتحت على مجال الفرجة بصفة عامة، والفرجات المغربية بشكل خاص. وسنتطرق إلى تجربة مغربية في فن الفرجة، مزجت ما بين الحكي، والشعر، والموسيقى الحية، والغناء، والرقص الكوريغرافي، وألعاب السيرك، لكنها في نفس الوقت تضمنت أسئلة بخصوص المعنى من الوجود الإنساني. لتمزج بين المساءلة الفكرية واستحضار التجربة التذوقية الصوفية من خلال “الحضرة”، ولتضفي على فن الفرجة بعدا بيداغوجيا في علاقتها بالمتفرج. وفي الأخير سنثير تساؤلات بخصوص المركزية الغربية في مجال تدريس الفن المسرحي خصوصا، والفرجات بصفة عامة.
ـ كريمة بن سعد (أستاذة جماليات ونظريات الفن، جامعة القيروان، المعهد العالي للفنون والحرف بالقيروان/ بتونس) طرحت السؤال التالي: “أي تأسيس بيداغوجي لفن البرفرمونس في ظل ضبابية المصطلح ومحدودية الممارسة”
هل نحن قادرون على تأسيس بيداغوجيا لفن يتميز بضبابية اصطلاحية وانعدام مقاييس تقيمية ومحدودية ممارستية؟سأحاول من خلال هذا البحث المقدم الكشف عن واقع الفنون الأدائية (البرفورمونس التشكيلي) في تونس وخصوصياته التشكيلية، وعلاقة هذا الفن بالمتلقي ومدى قدرته على استيعابه والتفاعل معه. ومن خلال البحث في واقع حضور هذا الفن في المجتمع التونسي وعلاقة المتلقي نحاول استقصاء بقاييس وأسس بنائية لهذا النوع من الفنون لنصبح من خلالها قادرين على ادراجه في نظم التدريس الجامعي بمعاهد الفنون خاصة إذا علمنا أن البرفورميرة العالمية “مارينا أبراموفيتش” قد نجحت في تأسيس مدرسة مختصة في الفنون الأدائية وأصبحت تستقطب عديد الفنانين.