بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة (محمد سعد برادة)، ووالي جهة الدار البيضاء سطات وعامل عمالة الدارالبيضاء السيد (محمد مهيدية)، ورئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات (عبد اللطيف معزوز)، وعمدة مدينة الدار البيضاء (نبيلة الرميلي)، والمديرة الجهوية للثقافة بجهة الدار البيضاء – سطات (حفيظة خويي)، وممثلو السلطات المحلية وبعض أعضاء مكتب فرع الدار البيضاء للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية إلى جانب لفيف من الفنانات والفنانيين وعدد من البطلات والأبطال الرياضيين. تم الأمس السبت 26 أكتوبر 2024 إعادة فتح مركب لاكازابلونكيز “LA CASABLANCAISE”، بعد إعادة تأهيلها وتجهيزها بشكل كامل لتصبح بحلة جديدة وبمواصفات عالمية مع الاحتفاظ بنفس طابعها المعماري الأصيل.
وتعتبر هذه المعلمة الرياضية التاريخية، فضاء رياضيا-ثقافيا، يتيح للشباب وساكنة مدينة الدارالبيضاء ونواحيها الاستمتاع وصقل مهاراتهم وقدراتهم الرياضية والفنية، فإلى جانب احتواءها على عدة مرافق رياضية (الجمباز وتمارين اللياقة البدنية والملاكمة..)
وشملت عملية التأهيل والتجهيز أيضا الفضاء المسرحي العريق (مسرح عبد الصمد الكنفاوي) والمكتبة الوسائطية.
وللتذكير، أن عبد الصمد الكنفاوي (1928 ـ 1976) أحد رواد المسرح بالمغرب، ومكون الجيل الأول من المسرحيين والمبدعين المغاربة. حيث التحق بمصلحة الشباب والرياضة عام 1953 كمنشط بورشات التدريب والتكوين المسرحية التي كان ينظمها مركز “الفلين” بغابة المعمورة بالقرب من الرباط. إلى جانب نشاطه التكويني الذي كان يباشره إلى جانب الطاهر واعزيز والفرنسيين أندريه فوازين وشارل نوغ. ثم اشتغل قيما على مكتبة المركز، وهو ما أتاح له تعميق مداركه في المجالات التي كان مهتما بها ولاسيما الثقافة الفنية والمسرحية. وأنتج أول مسرحية بعنوان “الشطابة”، تلته أعمال أخرى مستوحاة من أعمال الكاتب المسرحي الفرنسي موليير، وعرضت مختلف هذه الأعمال بالمغرب وباريس غداة حصول المملكة على استقلالها في العام 1956. وله عدة نصوص مسرحية من ضمنها عمله الفني المعروف باسم “بوكتف”، و”مولا نوبة” و “السي التاقي” و”سلطان الطلبة” و”الارتجال على اللحية الزرقاء”، الذي قدم فيه رؤى متعلقة بالمشاهد المسرحية توفر هامشا للعب الإرتجالي على الخشبة.
وفضلا عن ذلك، كان عبد الصمد الكنفاوي ديبلوماسيا ومكونا للأطر النقابية وموظفا ساميا بوزارة التشغيل، وكاتبا عاما لمكتب التسويق والتصدير والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتمكن من خلال إنتاجه الأدبي (نصوص مسرحية وشعرية وجمع الأمثال) من الحفاظ على حريته الفكرية التي عكست روح فنان ملتزم. مما قاده إلى إنشاء وتنشيط المسرح العمالي بالمركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل بالتعاون مع الفنان المسرحي المغربي الطيب الصديقي. في نهاية خمسينيات القرن الماضي رغبة منه في إنشاء مسرح حديث وأصيل في الوقت ذاته. ومن خلال استعمال اللغة الأم (الدارجة)، كان يعبر عن حاجته الى تقريب نفسه بشكل ملموس من الحقيقة ومن المجتمع المغربي.
رفقة السيدة دانييل أرملة المسرحي الراحل عبد الصمد الكنفاوي بمراسيم حفل إعادة افتتاح مسرح عبد الصمد الكنفاوي