عام

المغرب: “تواتر” التونسية تبهر جمهور مهرجان الدار البيضاء للمسرح الأمازيغي/ بشرى عمور

انطلقت فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الدار البيضاء للمسرح الأمازيغي يوم 18 سبتمبر 2024، وقد كانت من بين أبرز العروض المسرحية التي جذبت انتباه الجمهور والنقاد وفتحت حوارا مستفيضا لمناقشة قضايا المرأة و علاقاتها النفسية والاجتماعية ، مسرحية “تواتر” التونسية، التي قدمت عرضها الأول في المركب الثقافي سيدي بليوط. هذه المسرحية التي سافرت إلى المغرب بدعم من وزارة الشؤون الثقافية التونسية، كانت تجربة جديدة تمامًا بالنسبة لفرقة من الممثلين الهواة الذين لم يسبق لهم الصعود على خشبة المسرح، ولكنهم تألقوا بفضل التدريب المكثف في ورشة بينا باوش للبحوث المسرحية بنابل.
مسرحية “تواتر”، نص وإخراج محمد الطاهر العجرودي، هي اقتباس حرّ عن مسرحية “ماذا، أين” للكاتب صموئيل بيكيت، وتمثل تجربة فريدة في إدارة ممثلين غير محترفين حيث كانت فرصة لأداء متميز للممثلات، فريال ساسي، سميرة بوقديدة، نادية محمود، وريم قريعة، و جاء هذا العرض نتيجة تدريب دؤوب وإشراف متخصص ضمن إطار مدروس من البحث والتطوير المسرحي الذي تقوده الورشة منذ تأسيسها في 2017.
تتناول المسرحية قصة ثلاث نساء في محطة قطار مهجورة، حيث يعشن في تكرار دائم لروتين حياتهن، مع حارسة للمكان حيث الزمن بلا توقف.
هذا العمل المسرحي جذب اهتمام الجمهور بفضل سرديته البسيطة و العميقة في الان نفسه، إضافة إلى منهج إدارة الشخصيات التي تعكس حياتهن المتوقفة في زمان ومكان غير واضحين. هذا المنهج اعتمد تزاوجا بين المقاربات النفسية و المناهج المسرحية الغربية القائمة على لائحة هامة من التطبيقات التمثيلية
الأسلوب الذي اعتمده محمد طاهر العجرودي في إدارة الممثلين الهواة كان مبتكرًا، حيث ركز على تطوير أدائهم بشكل طبيعي ومنسجم مع روح الورشة المسرحية القائمة على التعافي بالفن عموما و بالمسرح خصوصا .
الجمهور المغربي استقبل العرض بحفاوة، وأبدى إعجابه بقدرة المسرحية على إثارة مشاعر عميقة رغم بساطة الأدوات المستخدمة.
بهذا الدعم والتوجيه، أثبتت “تواتر” أن العمل الجماعي والتدريب المتواصل قادران على إنتاج أعمال مسرحية متميزة حتى مع ممثلين جدد، مما يفتح آفاقًا جديدة للمسرح التونسي في الفضاءات الدولية.

 

Related Articles

Back to top button