قدمت حديثا فرقة “نحن نلعب للفنون” بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، العرض الأول لمسرحيتها الجديدة “أح وبردات” التي قام بإخراجها محمود الشاهدي عن نص للكاتب المسرحي أحمد السبياع، وهي فرجة تجمع بين الكوميديا والمأساة، تعري الذات الإنسانية وتفضح خيباتها وخباياها، وتستعرض مواقف أزواج تسممت علاقاتهم الزوجية بسبب الخيانة والعقد المترسبة منذ الطفولة.
على الرغم من أن الألم زائل، كما تحيل عليه العبارة العامية “أح وبردات”، إلا أن آثاره تظل حاضرة مستغورة في نفسية الأفراد، كما هو حال شخصيات المسرحية الأربعة المكونة من الأزواج: محمد وسمية، وجليلة وأمجد، فألم العلاقات المتشظية والطفولة البئيسة والخيبات والانكسارات كلها يمكن أن تمر ويتأقلم معها الإنسان، لكن ألم الخيانة لا يمكن له أن يمر بسلام، فهو يحدث شرخا في العلاقة الزوجية، ويؤدي إلى انهيار ما بناه الطرفان معا.
وعلى إيقاع العزف الحي للفنان نبيل الصنهاجي على البيان في زاوية الركح، أطلت الفنانة دلال البرنوصي لتغني للزواج عبر اعتماد نص لجبران خليل جبران سبق وأدته الفنانة فيروز، كان يظهر بالتوازي مع أدائها على شاشة خلفية: “ولدتما معا، وتظلان معا،حتى في سكون تذكارات الله، ومعا حين تبددكما أجنحة الموت البيضاء، كونا فرحين.. غنيا فرحين.. إنما اتركا بينكما بعض فسحات لترقص فيها رياح السماوات..”، ليظهر “محمد” الشخصية العادية التي تربت على التقوى والإيمان، والتي يؤديها الممثل سعيد عامل، ويقف على خشبة متحركة متحكم فيها رقميا، كما لو أنها حلبة للرقص، يقم فيها “محمد” نفسه للجمهور ويحكي قصته، التي قد تبدو عادية للبعض، لكنها مختلفة مثل اختلاف أسرته التي لم تكن تشبه الآخرين بسبب التزمت الذي كانت تعرفه، والتي ستنقلب أحوالها رأسا على عقب بعد قدوم صديقين لوالده ووفاة أحدهما ودفنه في سرية تامة، ليتم اعتقاله فيما بعد هو ووالده بتهمة الإرهاب، وذلك بعد مرر ثلاثة أيام فقط على زواجه من ابنة صديقه، فحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ووالده لعشر سنوات.
وعلى أنغام الموسيقى دائما يفصح “محمد” عن عوالم السجن وعن دوره في فتح أعين الشاب على الكثير من الأمور التي كان يجهلها ولم يقربها من قبل. وبعد خروجه من السجن سيرضخ لطلب والد زوجته بتطليقه للمرأة التي لم يكن يحبها، بل يقوم معها بالواجب فقط، ليكتشف الحب مع “سمية” التي تعرف عليها فيما بعد وتزوجها، ولكن الشك فيها كان ينخره من الداخل، ما جعله يتعقبها عبر حيلة وضع رقم هاتفه على لوحة سيارة للبيع، التي وضعها في سيارته التي تقوها زوجته.
بنوع من السخرية على الواقع المر، والشك المتبادل بين الأزواج وبسينوغرافيا تعتمد على التقنيات حديثة مرقمنة في الإضاءة المعقدة والمرايا المتقابلة أبدع فيها الفنان طارق الربح، يظهر الزوجين أمجد وجليلة، التي يؤديها عادل أبا تراب وزينب علجي، فيقدم “أمجد” في مشهد حياته في عشر دقائق، مفلنا أنه يعش مع زوجته حياة رغيدة ولم يتخاصما أبدا لأنهما متفقين على كل شيء: الألوان، الأفكار، وغيرها من الأمور كما لو أن لهما عقلا واحدا، ولكن في لحظة معينة يرن هاتف الزوجة ولا ترد على المتصل، ويستمر الاتصال لثلاث مرات، فيسألها في النهاية عن المتصل، ويتكرر الموقف معه هو أيضا، حيث يتم الاتصال به ولا يرد لثلاث مرات، فيحدث التشابك بينهما، ويسقط قناع التفاهم والثقة وتنقشع سحابة العلاقة المغلفة بالكذب، ليكملا من جديد علاقتهما كما لو أن شيئا لم يقع.
وبعدها يتقدم “محمد” وهو يتكلم في الهاتف مع من يرغب في اقتناء سيارته، ويسأله أين رأى سيارته، فقال له بأنه رآها في مدينة القنيطرة، لتتأكد له شكوكه في زوجته التي أخبرته بأنها ذاهبة إلى السوق، فتظهر الزوجة “سمية” التي تؤدي دورها الممثلة جليلة التلمسي، وينشب شجار بينهما بسبب الشك وانعدام الثقة بينهما، فتصرخ الزوجة في وجهه وتقول له بأن “اللحية التي تنبت في الوجه هو لديه في الرأس”، وذلك للتعبير عن ذكوريته المتضخمة وعن ترسبات المشاكل التي عانى منها في الماضي وما زالت تثقل كاهله. وفي نوع من المواجهة بين الأزواج، يقول “محمد” لزوجة “أمجد” بأن عين هذا الأخير لم تكن على سيارته بل على زوجته، فتقرر “جليلة” الانفصال عن أمجد، فيما تظهر “سمية” مع “أمجد” الذي كان موزعا بين علاقتين ليختار في النهاية “سمية”، التي تفصح عن نعسها، وتحكي قصتها، فهي “سمية اليملاحي” ابنة البرلماني “عبد الطيف اليملاحي” المزدادة بـ “كتامة” عاصمة الحشيش بالمغرب، تاجر الحشيش الذي أصبح برلمانيا بقوة السلطة والمال، وأصبح يلقب بالرئيس في بلدته ويحل جميع مشاكل المواطنين، إلا مشاكل أبنائه الذي لم يتموا دراستهم فانساقوا في عالم الحشيش مثله، فتحاول البنت “سمية” الخروج من هذه البوتقة عبر القدوم إلى العاصمة الرباط لدراسة الهندسة وتحقيق حلم والدها، الذي كاد فيديو له يسخر منه الجميع بسبب أميته، أن يعصف بحياتها الدراسية، لكنها بعد سنة بيضاء تعود لتكمل دراستها، وفي الوقت نفسه تعيش حياة المجون وتتعاطى المخدرات وتصاحب جميع أنواع الرجال، إلى أن التقت بـ “محمد” الرجل الساذج، الذي انتقل من الجامع إلى السجن وقذفت به الأقدار إليها، واعترفت بأنها لا تحبه، بل تحب “أمجد”، الفتى المدلل الذي عاش موزعا بين والدين منفصلين، الأم المتزوجة من رجل آخر، والأب غير المتزوج والذي يشتري له كل شيء ويتنافس مع الأم في استقطاب الابن واستجداء حبه. لهذا وجد نفسه موزعا في علاقته بالمرأة، بين امرأة لا يحبها ويعتبرها “امرأة البيت “، وامرأة عشيقة يهون من أجلها كل شيء.
لعبت المرايا الزجاجية الأربعة المعلقة دورا مهما في المسرحية، فهي تمثل تلك الشخصيات الأربع، التي ينظرون إليها، ويتبادلون الأدوار عبرها، قبل أن ينتقلوا إلى الحلبة المتحركة، التي لم تكن إلا حياتهم التي تعبر في مشاهد من الحكي المؤلم أحيانا والمغلف بالسخرية والغرائبية أو الغروتيسك أحيانا أخرى، ليتخذها “أمجد” وسيلة للبحث عن أناه المتعددة التي بلغت العشرة، من الأولى إلى الخامسة يتحول فيها الإنسان إلى كلب، وفي الأنا التاسع إلى مضحك، ليصل إلى ذروة الغرابة والفتك إلى الضحك المؤدي والقاتل.
وفي مشهد تميز بالأداء الرائع للممثل عادل أبا تراب، يأخذ الغروتيسك في المسرحية مداه الفني ويندمج في الأداء المسرحي للممثل، حيث يتحول الإنسان إلى كلب ينبح، ويعبر عن كل المواقف بالنباح، بل ويرقص على أنغام الموسيقى وأداء المغنية لمعزوفة الحياة، التي يعزفها اثنين كما تقول، لا تعرف أنه واحد أو اثنين يترك السفينة ويركب في الموج، وهذا كله في إحالة إلى نقد الذات والواقع والآخر، ونقل المشاهد في فرجة مسرحية تسائل الذات والقيم والأخلاق، وتعري الواقع وتكشف عن الأمراض النفسية والخيبات.
وفي ختام العرض، وبعد تبادل أدوار الحكي، لم تعد سوى حكاية “جليلة” التي تؤديها زينب علجي، لكنها لم ترغب في الإفصاح عنها، وفضلت أن يسمع صوتها في مشهد رائع يغلفه السواد، بعدما كانت الأضواء المعقدة والساطعة هي الطاغية على المشاهد الأخرى، معلنة أنها لن تقدم أي مونودراما، ولن تبكي أو ترثي حالها، ولن تقدم الماضي أو الحاضر، ولن تتطلع إلى المستقبل، لأن الأمر بالنسبة إليها سيان. وبهذا الشكل تظل قصة “جليلة” هي الحكاية المنفلتة، والتي يمكن لكل واحد منا أن يخرجها بالشكل الذي يراه، مادامت كل شخصيات المسرحية متشظية ولا تعرف ما تريد في النهاية، لأنها نتاج تربية وأوضاع اجتماعية معقدة، الخاسر فيها هو المرأة والرجل. إلا أن “أمجد”، الذي ظل موزعا بين امرأتين: الزوجة “جليلة” امرأة البيت العادية، و”سمية” المرأة اللعوب التي عرف معها الحب، ينتصر للحياة والحب ويصف “سمية” بأنها المرأة الني يقال عنها “أح وبردات”.
في هذه المسرحية، التي اشتغل عليها المخرج محمود الشاهدي إلى جانب المؤلف أحمد السبياع ونسقا كل شيء فيها إلى جانب السينوغراف طارق الربح الذي كتب بعض أغاني المسرحية، تجتمع الرؤية الإخراجية المتميزة والنص القوي والسينوغرافيا المخصصة للعرض بكل تفاصيلها والأداء المتميز للممثلين، لتقدم فرجة مسرحية تجمع بين الدراما والكوميديا وتستعرض مجموعة من المواقف التي لا تخلو منها الحياة المشتركة بين الرجل والمرأة، سواء كان ذلك داخل مؤسسة الزواج أو خارجها، حيث تتنوع مسارات الحياة، وتختلف التطلعات عند الشخصيات، وتتضارب الأيدولوجيات، لدرجة تصبح معها الحياة المشتركة مستحيلة، ولكنها رغم ذلك تستمر.
ولأن النص هو الذي يفرض التوجه العام للعرض، والدعامة الأساسية لكل مسرحية، كما يؤمن بذلك المخرج محمود الشاهدي، فإن مسرحية “أح وبردات” خير مثال على ذلك، ففي البداية تم الاتفاق على العنوان، والموضوع الرئيسي والمواضيع الفرعية، وأسلوب الكتابة وغيرها من التفاصيل الدراماتورجية، كما أسر لنا المخرج، حيث تعددت اللقاءات مع الكاتب أحمد السبياع، الذي سبق له الاشتغال مع المخرج في المسرحية التاريخية “إيسلي” وفي مسرحية “الماس الخاوي”، قبل انطلاق المشروع عمليا. فأسلوب النص وطروحاته، والعلاقات الزوجية، والمشاعر الإنسانية هي نقطة البداية لنسج اشتباكات منسجمة بين الشخصيات، فالنص كما يقول “هو الخيط الرابط والمرتكز الناظم. فحبكته غير التقليدية، بما تحويه من حكايا متعددة يمكن أن تصير في أي لحظة بداية لمشاهد جديدة. فقوة النص تكمن في قدرته على خلق عوالم متعددة ومنسجمة ومتكاملة في الوقت نفسه”.
وتقوم الرؤية الإخراجية لهذا العرض على الانسجام والتكامل بين عناصر العرض، وعلى الذهاب بعيدا في الاستفادة من كل الجماليات التي يتيحها كل عنصر على حدة، ثم العناصر مجتمعة ومتناغمة. فقد اعتمد العمل على أغان وموسيقى مؤلفة وملحنة للعمل حصريا. وعلى المستوى السينوغرافي هناك اعتماد كبير على التقنيات المعاصرة ذات الوقع الجمالي والتأثير الفني الهامين، فقد اعتمدت السينوغرافيا تقنيات جديدة من قبيل، الخشبات المتحركة والمبرمجة رقميا، وحوامل الإضاءة المبرمجة، والإضاءة ذات التعقيد التقني، والترجمة الفورية، والميكروفونات، وغيرها. مع الحرص دائما على عدم تحويل العمل المسرحي إلى زخم تقني يرتكز على الإبهار البصري والحركي دون عمق فكري وفني.
أما الملابس المقدمة في العرض، والتي أنجزتها أسماء هموش، فهي عبرت عن تركيبة الشخصيات وكانت بمثابة محدد لها، ويمكن اعتبارها لوحة تشكيلية بألوان وأشكال تتناغم مع العناصر البصرية الأخرى، وتتغير حسب حالات ومواقف الشخصيات.
ويرتكز العمل عموما على الممثل وحضوره ولعبه، لأنه هو الذي يحمل عبء العرض ككل ويشد انتباه الجمهور بقوة لعب الممثلين فيه وأدائهم المتكامل والمتناغم، والذي لا زيادة فيه ولا نقصان، لعب دقيق ومركز، كان الفضل فيه للمثلين الذين تم اختيارهم بعناية فائقة، بل إن البعض منهم، كما قال لنا المخرج، تم اختيارهم قبل كتابة النص. أما الذين تم اختيارهم بعد الكتابة، فقد أخذ بعين الاعتبار تمكنهم الأدائي ومناسبتهم لطروحات النص الجمالية والفكرية.
إن الاشتغال المسرحي في شكل مختبر، كما يؤمن به المخرج محمود الشاهدي، هو الذي منح هذا العرض المتكامل في كل عناصره، النجاح والتنوع والتجديد في الإخراج الذي يؤمن به هذا المخرج ويعمل على تطبيقه، حيث لا تتشابه مسرحياته ولا تكرر نفسها حتى ولو اعتمدت على المواضيع نفسها.
مسرحية “أح وبردات” عمل لفرقة “نحن نلعب للفنون” من إنتاج مسرح محمد الخامس بشراكة مع المركز الثقافي سعيد حجي، من إخراج محمود الشاهدي عن نص للكاتب أحمد السبياع. ساهم في تشخيص العمل كل من: جليلة التلمسي، زينب علجي، عادل أبا تراب، سعيد عامل. وقع سينوغرافيا العمل والإضاءة الفنان طارق الربح، والملابس لأسماء هموش، والغناء والألحان لدلال البرنوصي إضافة لعزف نبيل الصنهاجي.
تأسست فرقة “نحن نلعب للفنون”عام 2006 من طرف مجموعة من الفنانين الاحترافيين من خريجي الفوج السابع عشر من المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، وتشتغل على الابداع الفني والترويج للمسرح المغربي على وجه الخصوص ولمختلف التيارات الفنية المغربية والأجنبية عموما، وذلك عبر برامجها المتعددة من تداريب احترافية، ولقاءات بين مختلف الكفاءات المختصة المحلية والدولية من أجل خلق فضاءات إبداعية للتشارك والتعاون المتبادلين.
نبذة عن المخرج:
محمود الشاهدي، مخرج مسرحي مغربي، من مواليد مدينة فاس عام 1984، خريج المعهد العالي والتنشيط الثقافي بالرباط عام 2007، متحصل على الدكتوراه في فنون العرض مختبر المقاربات المعاصرة للإبداع والتوجهات الفنية من جامعة ستراسبورغ بفرنسا. أستاذ باحث بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، يدرس بالمعهد مادة الإخراج المسرحي. مدير “أكاديمية علي زاوا لمهن الثقافة”، والمدير الفني لفرقة “”نحن نلعب للفنون”، والمدير الفني للمهرجان الوطني للمسرح الاحترافي في الدورة 23 ـ وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
يتميز أسلوبه المسرحي بالتعدد الفني والتجديد، في كل عمل مسرحي يوظف تقنيات وأسلوبا إخراجيا مختلفا، يستمدها من النص المسرحي ومن العناصر الأخرى التي تحقق للعمل جماليته، وتحقق له البصمة المنشودة، والتي ظهرت في أعماله التي حصدت مجموعة من الجوائز لأحسن عمل مسرحي وأحسن إخراج في المهرجان الوطني للمسرح الاحترافي بالمغرب، وفي مهرجانات وطنية ودولية.
محمود الشاهدي “مخرج لا يملك صيغة جاهزة”، كما يقول عنه الكاتب أحمد السبياع، لهذا تجده في كل عمل يقدم على مغامرة جديدة، تجعله يكتشف طرقا وأساليب فنية جديدة. من بين أعماله المسرحية نذكر: “تمارين في التسامح” عام 2012 عن نص لعبد اللطيف اللعبي، ومسرحية “بين بين” عام 2013 عن نص من تأليفه هو وطارق الربح، ومسرحية الشارع “حنا” عام 2014، ومسرحية “أخذ الكلمة” عام 2015 عن نص لعصام اليوسفي، ومسرحية “الكاس الخاوي” عام 2016 عن نص من إنجاز مشترك مع إيمان الرغاي وأحمد السبياع، ومسرحية “توقيع” عام 2017 عن نص لعصام اليوسفي. كما عمل على تقديم مسرحيات تاريخية كمسرحية “إيسلي” عام 2023 عن نص للكاتب أحمد السبياع، ومسرحية للأطفال بعنوان “سفر”.
وبالموازاة مع أعماله المسرحية، عمل محمود الشاهدي على تسيير وهيكلة مجموعة من المشاريع الثقافية والفنية نذكر منها، المهرجان الوطني للمسرح الاحترافي، والمركز الثقافي نجوم المدينة، وأكاديمية “علي زاوا” لمهن الثقافة، ومهرجان “تي أرت/الخشبة الجديدة”، كما أشرف على مجموعة من الورشات التكوينية داخل المغرب وخارجه، استفاد منها حتى الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.