يظهر التكوين الذي يشمل جميع المفردات المكونة للصورة المسرحية على الخشبة بشكل عام، اما بخصوص تأثير التكوينات الضوئية فتظهر من خلال توزيع الضوء بشكل متساو ومتباين، من حيث انتشاره وقوة وخفوته الذي يؤدي الى إعطاء اثر واضح على الاشكال الموجودة ، أي ان و التكوين الضوئي (( استخدام الضوء بكافه خواصه كعنصر من عناصر التصميم بمعزل عن الصورة المنعكسة على الستائر الخلفية ،ويعد التكوين او التركيب احد الركائز الاساسية لأهداف الاضاءة المسرحية، وينهض التكوين على كثافة الضوء والظلال وانتشارهما )) (1) وعليه فأن عملية تأثير التكوين الضوئي تحدث من خلال الاستخدام الامثل للضوء على كامل خشبة المسرح والتي بدورها تؤثر بشكل كامل على الحدث المسرحي ، اضف الى ذلك ان توزيع الضوء يعطي شكلا مغايرا لعملية تأثير التكوين والذي يأكد (( على التكوينات التشكيلية والحركة الفردية او الجماعية التي يصممها وينفذها المخرج على خشبة المسرح )) ( 2) كما نلاحظ ذلك بشكل جلي في عرض مسرحية (ارصفة ) للمخرج “ياسر مثنى” اذ الضوء والظلال المتكونة بفعل الاسقاطات الضوئية أعطت تأثيرا واضح للتكوينات الضوئية ،وهذه التكوينات والتشكيلات تفتح وظائف درامية من خلال تركيز الضوء عليها وبحسب الالوان التي يحملها ذلك الضوء فتؤدي الى خلق تأثير درامي في العمل المسرحي، ومن خلال ذلك يجب ان نتوصل الى اهم الخصائص التي يتصف فيها التكوين:
1. وحدة الشكل: وهي تصميم العناصر الفنية بشكل منظم وترابطها مع بعضها من خلال الالتحام، والاتساق، والتكامل في العمل المسرحي ليبدو كلا متماسكا، وهذا التنظيم الفني للضوء والوانه، وتناسق وترابط الضوء وخفوته، ينتج اثر التكوين في العرض المسرحي فهو يعطي لشكل الصورة المسرحية وحدة متكاملة من خلال التكوين الضوئي.
2. التوازن بين المساحات والكتل: وهي الحالة التي تعادل بها القوى المتضادة، من خلال التوازن الضوئي وطريقة تسليطه، على الكتل والموجودات المسرحية، ليزيد من اثر التكوين ،و توازن الشكل المرئي للألوان ففي مسرحية (ذات دمار) للمخرج “سعد هدابي ” تجد ان المخرج عمل على إعطاء اثر واضح للتكوينات الضوئية من خلال التوازن الضوئي المسلط على الاشكال والشخوص الموزعة على الخشبة المسرح.
3. التناسب : العلاقة في الحجم ، والكم او الدرجة بين شيء ، وأخر ، او بالنسبة أي مراعاة النسب في حجم ، أو مساحة العناصر، ينبغي وجود تأثير في تناسب التكوينات الضوئية لونية في حجم ومسافة انبعاث الضوء وكمياته من اجل خلق وبناء التأثير الدرامي .
4. السيادة : هي النواة التي تبنى حولها الصورة ، وهي جزء من تأثير التكوين الضوئي الذي يشكل مركزاً لجذب البصر. اي ان تكون هناك اضاءة تحدد سيادة الحدث او العنصر المسرحي من اجل خلق تأثير على المتلقي وجذب نظره وذهنه الى ذلك المكان او الحدث. (3 )
5. التنوع : يرتبط التنوع بتأثير التكوين الضوئي لقدرته على اظهار الشكل الموجود .
وهذا يعطي صورة واضح في تأثير عملية التكوين في العرض المسرحي ، من خلال بناء الصورة الدرامية ،واضفاء مجال رؤية واضح لجميع التشكيلات الموجودة على خشبة المسرح ، حيث ان الغالبية العظمى من العروض المسرحية تعتمد بشكل كبير على التكوينات الضوئية وما تخلقه من تأثيرات درامية في العرض المسرحي، حيث ان الإمكانات الهائلة التي يتصدى لها التكوين الضوئي في تأثيره على بنيات وتفاصيل العرض في عمليات ، الرؤية ، التخيل ، الايهام ،التفاعل، شد الانتباه…الخ.
الاحالات:
1 – حسين علي كاظم، استخدامات الضوء واللون في المسرح العراقي (رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة بغداد كلية الفنون الجميلة، المسرح، 1988،ص74.
2- عثمان عبد المعطي، عناصر الرؤية عند المخرج المسرحي(.القاهرة: الهيئة المصرية للكتاب، 1996)ص١٦٩.
3- ينظر: ميادة مجيد امين الباجلان، الايقاع البصري في العرض المسرحي (عمان: دار امجد للنشر والتوزيع، 2019)ص90.