متابعات

بتونس: العرض السعودي “ولادة منتظرة”.. سفر إنساني بين أزمنة من الدهشة والتأمل الشعري في تحولات الوجود يربك الجمهور المسرحي التونسي / طاهر بن أحمد

العرض السعودي “ولادة منتظرة”، عن نص للكاتب سامي الجمعان وإخراج لسلطان النوه. وهو، ديودراما من تمثيل شهاب الشهاب، ومريم حسين، يجمع بين النص الإنساني والعرض الرشيق في صورته، حيث يقتطع فيه الكاتب سامي الجمعان لحظة إنسانية عالية الحساسية، هي لحظة الولادة، وما تتخلّلها من مواقف ترقّب بين الزوج وزوجته.

لكنه في الوقت ذاته، لا يريد الولادة بحدّ ذاتها، إنما يريد معناها الفلسفي العميق، فبتأمّل هذه اللحظة الفارقة يتبيّن أنّ الحياة ما هي إلّا لحظتين: لحظة الموت ولحظة الولادة، أي فناء وحياة جديدة، وهو ما يتبيّن في الخاتمة التي يصل إليها العرض صداما لكل التوقّعات

وقد شهد هذا العرض حضورا لافتا لجمهور الفعل المسرحي بمدينة حمام الأنف بمحافظة بن عروس القريبة من العاصمة تونس  أين ينعقد مهرجان علي بن عيّاد للمسرح .

لا يتوفر وصف.

جمهور متنوع و غفير واكب هذا العمل المسرحي الجديد في عرضه الدولي الأول وقد التئم بعد نهاية العرض مجلس حواري ضم نخبة من النقاد والإعلاميين والمسرحيين وهواة المسرح. وفتح فيه الحوار بعد تقديم مقتضب للكاتب الدكتور سامي الجمعان مؤلف العمل الذي أشار أن علاقاته بتونس علاقة خاصة جدا قائلا : “احترم تونس و احترم أهلها واحترم المسرحيين فيها فما بالك و نحن نقدم عرض مع شباب قريبين من الاحتراف وحاصلين على جوائز في مهرجان الرياض المسرحي مؤخرا وخاصة الفنان سلطان النوه … هذه التجربة المسرحية أردنا أن نقتطع من الحياة لحظة حساسة جدا هيا لحظة الولادة وظللت اتامل في المرأة حينما تنظر مولودا ليس مولودا يخصها إنما مولودا يأتي إلى الحياة إلى الدنيا كلها في ذات اللحظة نلاحظ أن المقابر مليئة بالموتى في نفس لحظة الولادة فانا اقتطعت من الحياة هاتين اللحظتين الصعبتين. أن يغادر هذه الدنيا واحد عزيز علينا ويأتي واحد آخر أيضا عزيز علينا فما هي المفارقة التي تحدث؟ لذلك لم أرد أن تبقى الولادة في ابن أو ابنة واحدة فذهب الأب لامع و ذهبت لطيفة الأم واتت لطيفة المولودة واتى لامع المولود لنقول فقط لا يوجد في الحياة صدف وإنما كل شي بقدر. أيضا من ناحية مهمة جدا إنها لعبة بين طرفين فقط حينا يكون فعندما يكون هناك أكثر من ممثلين فوق الخشبة سوف تبدو العملية سهلة بتوزيع كل الأدوار وتساعد على تطوّر الفعل الدرامي من احد لأخر أو من شيء إلى آخر… ولكن عندما يكون فقط ممثلين عليك أن تكون حريصا على الإيقاع حريصا على الأداء حريصا على كل شي، هذا العمل بالمناسبة أول مرة يعرض حتى في السعودية لم يعرض فنحن قادمين لتطوير العمل والمخرج لديه أفكار قادمة كبيرة لان هذا العمل لابد أن يستمر…. آخر نقطة أتحدث عنها في هذا العمل انه إبداع إنساني لا يخصّ السعودية ولا تونس ….وأنا دائما نصير الأعمال الإنسانية شكرا لتونس شكرا لأصدقائي الجميلين الذين حضروا من كل مكان وأنا شعر إني حينما اعرض أعمالي في تونس فاني فعلا بصدد فعل المسرح فشكرا لجمهور تونس الاستثنائي”.

لا يتوفر وصف.

ثم احتلت الكلمة للحضور فتدخل الفنان سيف اللقام فنان مسرحي  قائلا :” عشت تجربة استثنائية من خلال حضوري لهذا العرض عندي مدة طويلة لم أشاهد عرضا مسرحيا بهذا التناغم والأداء والانسيابية إني معتز بحضوري لهذا العرض والتجربة الفريدة التي عشتها وخاصة مع الجمهور الحاضر في الصفوف الأمامية الذي تمتع بكل اللحظات الصادقة والجمهور الخلفي الذي وصلته الأصوات صافية والأضواء مشعة تحمل العمق الإنساني لهذه التجربة إنها من المرات القليلة التي أشاهد هذه القوة في صياغة النص وأداء الممثلين لعلها تجربة سحرية انتقلت من الممثلين إلى الجمهور الحاضر، كنت محظوظا إني كنت قريبا من الممثلين وهو في لحظات توهجهم الإنساني لم اصدق انه هذه المرة الأولى التي تعرض فيها هذه المسرحية لتمكن الممثلين من عناصر الأداء المسرحي انه عمل متناسق لقد أربكنا الأداء. نص الدكتور جمعان كان استثنائيا وصعبا عرف المخرج بشكل ذكي كيف يحوله إلى مشهديه مسرحية”.

لا يتوفر وصف.

رضا البقلوطي صحفي: “لقد أربكتني قوة هذا العمل بقدرته على التقاط التفاصيل الإنسانية التي نشترك فيها جميعا دون حدود جغرافية أو حضارية، لقد منحتم الجمهور التونسي أملا مضاعفا لمتابعة الفعل المسرحي بالمملكة العربية السعودية والوقوف على لحظات تطوره الهائلة وخاصة مشاركة المرأة السعودية إني سعيد جدا اليوم برؤية المرأة/الممثلة السعودية فوق الخشبة تلعب إلى جانب زميلها الرجل /الممثل وتؤدي دورها على أحسن وجه بل وصلت إلى نوع من المفارقة والإبداع أريد أن احي صناع الفعل المسرحي السعودي وأدعو الى مزيد تعريف الجمهور العربي بالتجربة المسرحية السعودية الجديدة”

لطفي عياري مسرحي: “بقطع النظر عن جمالية ولادة منتظرة وقوة الأداء المسرحي، أنا فخور بوجود المرأة السعودية على خشبة المسرح ان الولادة التي تطرحها هذه المسرحية هيا ولادة حياة مختلفة جيل جديد ورؤية مختلفة فقط أريد أن أنبه على المبالغة في الخطاب المباشر للعرض المسرحي والتي غمرت تفاصيله والاستعمال المفرط للأصوات الخفية التي كان يمكن الاستغناء عليه”.

لا يتوفر وصف.

هدى بوعزيزي أستاذة تربية مسرحية: “أنا في قمة السعادة لرؤية امرأة سعودية شقيقة ممثلة فوق خشبة المسرح أريد أن أتحدث على الإقناع الذي رافق اللعب المسرحي وأحببت فكرة النص ونبله في اختيار هذا الموضوع مما يعيدنا إلى مرجعية المسرح الأساسية انه أمر مفارق وهائل أن يتحدث رجل عن لحظات الولادة، انه أمر مدهش أريد أن احي كاتب النص لاختياره هذا الموضوع وهو ما يتطلب عمقا في الإحساس …. العمل ككل إضاءة موسيقى إيقاع كان مميزا فشكرا لكم”.

أماني بولعراس مقدمة إذاعية: “ليست أول مرة أشاهد عملا مسرحيا في تونس فقد سبق أن استضافت أيام قرطاج  المسرحية وعدة مهرجانات أخرى أعمالا مسرحية سعودية، ولكن في هذا العمل فاجأتني شعرية هذا النص الذي شاهدته فهي ولادة منتظرة من شاعر بالأساس الدكتور سامي جمعان ولو أن الشعرية كانت أيضا في نوعية الأداء و السينوغرافيا …أيضا لقد شعرت أن هناك اتفاقا ضمينا من اجل بلوغ هذا المستوى من الشعرية بين ثنائية الموت والحياة عنصرين واضحين ولكن هناك لحظات صمت بين الرجل والمرأة وسط الثرثرة اليومية ليتدخل المخرج ويستغل على هذا الصمت ويحوله الى نوع من الحياة وكأنه يريد اقتناص اللحظات التي تبشر بالحياة أكثر من الموت والعدم “

لا يتوفر وصف.

منير العرقي مخرج و كاتب مسرحي: “لقد زرت المملكة العربية السعودية وشاهدت تحقق الفعل المسرحي ومشاركة المرأة  بشكل رائع وعليه فاني افهم استغراب الجمهور التونسي ودهشته ان المسرح السعودي يتطور مع رؤية المملكة التي خرجت بالمرأة من المشاركة البسيطة في الحياة اليومية كقيادة السيارة مثلا إلى مجالات الإبداع وخاصة في المجال المسرحي” .

Related Articles

Back to top button