مونودراما
( غرفة ممثل )
الممثل: (يدخل منزعجا) قلت لها يا امرأة انا لا اتقن غير هذه المهنة، لا استطيع أن ازاول غيرها، لا استطيع، هل سمعت عن حداد يخيط بدلة عرس، أو طباخ يمارس مهنة البناء، لا تريد أن تفهم، كل ما اسمعه منها ( يمثل ) أنت وين وربعك هسه وين، يحظي، ماذا افعل ها ماذا افعل؟ ربعي الان يعني صحبي، المقصود بهم زملاء الدراسة، أو من كانوا بعمري في شارعنا القديم (يصعق) شارعنا القديم أوووف، شارعنا القديم، كلما مررت عليه، لا أجد غير حيطان عتيقة نخرها السوس والزمن، أشعر نعم أشعر أو هكذا أظن، اللعنة المهنة جعلتني حتى في هذا أمثل، لكن ما أشعر به في شارعنا القديم يجلعني أخلع كل الأقنعة التي ارتديها منذ ثلاثين لا . لا أربعين، خمسين، لا ابالغ إذا قلت منذ الصرخة الأولى في وجه أمي وهي تتصبب عرقا بعد الانفجار العظيم، وتعرفون الانفجار العظيم لا داعي لكي أوضح، أين كنت؟! آه شارعنا القديم، شارعنا القديم كما هو نايمة عليه الطابوكة، مثل حظي في نظر زوجتي العتيقة أيضا، ليتني أستطيع التجديد في كل شيء، لكنني لا أستطيع، وحدها من تدرك ذلك لذا فهي تلح، في التقريع والتأنيب كل يوم، كل يوم، حتى وأنا راجع من عرض بائس لاحدى المسرحيات الهزلية التي لا تضحك حتى دود الأرض، لم تعد النكات كما السابق، أو ربما لم نعد نحن كما السابق، أو قد نكون غير قادرين على المواكبة، المرة الوحيدة التي دخلت بها عليها، كنت قد رجعت مبكرا من عملي أذكر أن دوري كان عن شاب عاشق، نعم عاشق (يضحك) لا، لا لم أكن بهذه القباحة من قبل، كنت شابا وسيما أنيقا، تعرفني كل بنات الجيران بتسريحتي الغريبة، لا أخفيكم طرقت الباب طرقات باهتة، تشعر من خلا لها أن الطارق يحمل بين كفيه قلبا خافقا دافئا، و لا أخفيكم كنت قد خلعت ملابس المسرحية لكنني لم أخلع قلب الممثل لحظتها من صدري، طرقت مرة أخرى (يتقمص العاشق) أفتحي يا زوجتي الغالية، لقد عدت يا سكن الروح، أيتها القابعة في مسامات شغاف القلب، افتحي يا بدر أيامي المتلألئ في سماوات اشتياقي، كلمات المؤلف ههههه! افتحي افتحي ولج بردت، لكنها (يمثل) حرامي، حرامي، حرامي، بنت الـ … لا تعرف صوت زوجها من صوت الحرامي، طبعا لا أقدر أن اخبركم ماذا حصل بعدها، كل رجال المنطقة اجتمعوا في الظلام آآآآآآآآآآآآآآخ على رجال المنطقة حين تناديهم امرأة، لكن غبائي هو الذي أوقعني في هذا الموقف، لقد نسيت مكياج الممثل على وجهي من شدة اللهفة للقائها، حرامي بمكياج، في ذلك الزمن كل شيء قابل للضرب على نفسه، وأنا كثيرا ما تعرضت لعمليات الضرب والتقسيم والزائد والناقص أشعر بأن الرياضيات وضعت من أجلي، هي الرياضيات التي جعلتني أعمل هذا العمل الذي تمقته زوجتي، ولكنها لا تدري، والكثيرون أيضا لا يدرون، تخيلوا أنك من أجل درس واحد لا تحبه، أو لا تستوعبه، تتغير حياتك رأسا على عقب، أو كما يقولون مية وثمانين درجة، أما أنا فدرجة واحدة جعلتني أرتدي لون التراب ثلاثا وعشرين سنة، تخيلوا ارتدي زيا واحدا ثلاثا وعشرين سنة لأمثل أسخف دور في حياتي وأطوله، دور مستمر، متشظي، متعدد، لبست فيه مختلف الأقنعة، بل الوجوه، كنت قاتلا، ومقتولا، مثلت دور الهارب، والمتمارض، اسند لي دور أرسال الجثث الى ذويها، شاركت في مراسيم العزاء، وذرفت الدموع، وفي بعض الأوقات أصبح ملّاية، لمن ليس له أم أو أخوات تنعى عليه، مرة صنعوا لي دكة لغسل الموتى، في ذلك الوقت كنت لا أعرف الصلاة على الميت، ووقفت أصلي للغائبين، يقينا أن الله قبلها مني كيفما كانت فصلاة الغائبين واحدة، مادام الغائبون يشبهون بعضهم، قالوا لنا حينها (يمثل) نكون أو لا نكون ذلك هو السؤال، الوحيد الذي كان يشعر بذلك هو أنا، أنني المعني بهذه الكينونة دون غيري، (يمثل) أكون أو لا أكون ذلك هو السؤال، أيتها الوجوه المكفهرة، العاطلة عن الحب، ها أنذا المجبول على مصارعة الثيران، أيتها السماء، لا وقت للزرقة لحظة هطول الرماد، انتقمي مني (ينتبه) مني؟! انتقمي من الي سواها ليش مني (يضحك بهستيريا)، لم أكن أرغب بهذا الدور، لكن المخرج العنيف أسنده إلي بالقوّة، أعتقد أنه كان مقتنعا جدا بقدراتي، (يمثل) اسمع يا صديقي .. هكذا تبدأ دوما ياصديقي .. أنت وحدك من يستطيع أن يعطي في هذا الدور، مصبوب عليك صبابة، قراءاتك المتعددة لمدارس المسرح أعطتك قدرات لا يمكن أن تتصورها، الدور لك ولا أريد نقاشا بعد هذا.. لم يكن يعلم بأنني جبان نعم جبان، وأعلنها أمامكم أنا جبااااااااااااااان، حتى النجاة التي حصلت عليها لم تكن بقدراتي التي اكتسبتها وموهبتي التي أمتلكها، لقد حصلت عليها لأنني جبان، جبان، الشجعان وحدهم من يغادرون سريعا، لكنني أحمد ربي على جبني الذي جعلني استمع إلى تقريع زوجتي المقيت، جعلتها أمامي، لا في الأسواق تبيع للمارة كل شيء، كل شيء (يمثل) بكم هذه الحاجة أيتها الجميلة، هذا المكان ليس لك، كان عليك أن تسكني في قصر، تخدمك الجواري… الكل سلاطين يمتلكون القصور والجواري ولد الـــ ….. ، تخيلوا أن جبن الانسان يحفظ له حياته وزوجته، أي نعم أنها سليطة اللسان، ولكن الشرف فوق كل شيء، ثنائية مقبولة الجبن والشرف (طرقات) يمعودين قلنا جبان … (يستمر الطرق) هل جاؤوا من جديد، لست هنا، والخادم ذهب لجلب حاجيات المنزل، فقط الكلب هنا (ينبح) هل سمعتم، الكلب (تقف الطرقات) لم لا ، كلب كلب، مادام يوقف الطرقات، فعلت خيرا يا كلبي العزيز (ينبح بود)، أنا أعلم أن هذه الطرقات للمخرج يستعجلني، سيفتح الستار بعد قليل، لا أخفيكم وقد اطلعتم على الكثير من الخفايا، أن هذا هو آخر دور لي في مسيرتي الفنية الحافلة بالإنجازات (يضحك) الإنجازات نعم، لا تصدقون ها حسنا سأريكم (يجلب مجموعة من الأقنعة ) انظروا هذه هي الانجازات، هذه ليست أقنعة بل وجوه، وجوه وانجازات، انجازات ووجوه، هذا وجه قرد (يقلد القرد)، كان دورا في مسرحية عن الحيوانات، وهذا وجه رجل سافل، كان يغري الفتيات الصغار(يمثل) هي أيتها الصغيرة، تريدين هذه الحلوى، وهذه اللعب، انظري عروسة جميلة، يااااااااااي يااااااااي كان دورا مقرفا مقرفا، وهذا وجه أمبراطور دكتاتور، يأكل في اليوم عشر وجبات على إيقاع اناشيد تفتح شهيته للأكل والقتل (يمثل) هؤلاء بالرصاص، وهؤلاء بالفرم أما زالت الماكينة تعمل، أما هؤلاء فاحرقوهم، وهؤلاء ادفنوهم أحياء وواصلوا العزف هيا، العزف والغناء، العزف والغناء، ثنائية أخرى، الموت والغناء، وهذا وجه امرأة، نعم امرأة، أديت دورها بإتقان، التقاليد ليست كما هي اليوم، البيوت كانت تخاف المسرح أما اليوم فالبيوت تخاف البيوت، اها وهذا وجه مؤلف، نعم مؤلف لقد أرهقني كثيرا، كان علي أن أكون كاذبا، ومخادعا، وأخرج من قبعة كقبعة الساحر ما يجعل الناس تصدق ما ترى، مؤلف حياة، لكنها حياة مخادعة، صدقوا لقد حاولت فضحه في المسرحية، إلا أنه نجا بإعجوبة مني لولا كسر الإبهام، نعم كسر إبهامي وأنا أحاول كسر قلمه اعتراضا على جملة مكررة تخدش الحياء، حتى أنني نسيت دوره بعد اسدال الستار (طرقات) إي .إي دقائق فقط ، لا أريد لهذا الباب أن يفتح، كم أتمنى ان يبقى مقفولا إلى الأبد، لا أريد الخروج لا أريد، ليتني استطيع أمثل دورالسجين في الغرفة الانفرادية التي لا يدخلها شيء، ليتني. ليتني (صوت باب يقفل.. ظلام) هاي شنوو . مصباح علاء الدين، ياناس. ياعالم. أنا هنا، لم أفعل شيئا، اخرجوني من هنا، اخرجوني ، انتم الذين هناك، كان تشابه أسماء، راجعوا اسم أمي، أي نعم إنه من الأسماء القديمة غير المتداولة هذه الأيام، لدرجة أنني لا أستطيع البوح به بصوت عال، ولكن أستطيع أن أهمس به فقط . أرجوكم، لست أنا من تمنّى، كنت أمزح فقط ، اخرجوني، عمي أنا جبان، اخرجوني، قلت كل شيء في التحقيق بعد أول صفعة تلقيتها من تلك الكف العريضة، كل شيء، أنا الذي فعل، وأنا الذي لم أفعل، وأنا الذي سيفعل، اخرجوا كل أوراقكم، وملفاتكم القديمة والجديدة، سأوقع عليها، فقط اخرجوني من هذا الظلام، سأفعل أي شيء، أنا ممثل، تريدون أن تتسلوا، أنا أستطيع تسليتكم، إضحاككم، أبكيكم، لا .لا ، فقط إضحاككم، سأتعب . نعم سأتعب إذا ما أردت أن أبكيكم، عيونكم خلقت فقط للتسلية والضحك، وليست للبكاء، حتى دموع الفرح، لا تخرج منها، اخرجوني .اخرجوني، أوووف ما هذا الاحراج الذي أنا فيه؟ الاحراج والظلام يا لهذه الثنائيات التي تلاحقني! علي أن أتقن النظر من خلال الأصابع، نعم الأصابع (يتحسس الجدران) هذا جدار، لزج، رائحته كريهة، لقد وقعت في بالوعة آسنة، جدار أخر، أخاديد ، حفر صغيرة، خط طويل، نهر نعم . إنه نهر، أسمع جريان الماء ورقرقته، حفيف شجر، لا. لا حاجة للشجر، لا وجود للشمس، حالمون، كل الذين يعيشون في الظلام حالمون، سأختار هذا الجدار الأملس، أنا لا أحلم إلا بالوجوه، نعم، الوجوه، لا أريد الأشياء فالكلمات تقف كالغشاء بيني وبينها، لكن الوجوه لايمكن أن يحول بيني وبينها حائل، هي أنا، التماهي المحض، وجه أمي نعم، وجه أمي (يصرخ) يمه، يممممممممممممه، لا تسمعني أكيد، هي الآن ذرات تراب، تدوسه الأقدام، تذروه الرياح، ولكن تراب أمي يختلف عن كل تراب الأرض، لا يصنع منه إلا تنانير الخبز الأسمر، لأنه طين حرّي، إيه يمممممممممه، ما أزال أذكر عضّتها في أذني، كنت مشاكسا نعم، وحدها عضّتها هي من ترجعني عن طيشي، ولد طائش! وعاشق كبير لا فرق في تلك الأيام بين العاشق الكبير والصغير، كلنا حدائق، هذا هو وجهها أمامي تراه أناملي، العينان الواسعتان، والرصعات الطبيعية، وشفتان إشششششش، سيراها الأخرون، أصمت يا فضائحي، ولكن لماذا تلاحقني وجوهي، نعم وجوهي، لي أكثر من وجه ووجه (يصرخ) ارجعوا لي أصابعي، لا أريد أن أقرأ زيفي، لا أريد أن أفتت طابوق هذه الجدران بكم، تلاشي أرجوك، أليس هذا حبسا انفراديا، الكذب حتى في العقوبة، لماذا لا يقهرها التلاشي، أخرجوني ،أخرجوني (صراخ هستيري) اخرجوني، اخرجوني، أو اخرجي من رأسي، اخرجي من رأسي (تعود الإضاءة وكأن شيئا لم يكن) حسنٌ هذا هو اليوم الأخير للعرض، بل اليوم الأخير لي، حدث ما حدث وها أنا كما أنا، أعدكم بعرض ممتع ونافع، وأشك في هذين الاثنين، فكما تعلمون متى ما كان العرض ممتعا فلن يكون نافعا والعكس صحيح، أنا أمثل فقط، والأفكار من غيري، لا استطيع الاعتراض، ولا النقاش، فقط (يمثل) البس هذا القناع، احفظ هذه الكلمات.. وفي مرات.. البس هذا القناع، ولا تقل شيئا، مسرحهم وبكيفهم، مرة واحدة واحدة حاولت الاعتراض على جملة مكررة تخدش الحياء، واتذكر أنني أخبرتكم عن الذي حدث، إيه لحظة شجاعة، والحمد لله لم تستمر (رنين جوال) أووووووه قلت لها لا تتصلي في هذا الوقت، امرأة جاهلة لا تدرك أنني في الدقائق الأخيرة قبل فتح الستار أحتاج للاسترخاء والتأمل، طقوس، لا تعلم كم نتعب (يرد)، ألم اقل لك يا امرأة لا تتصلي في هذا الوقت، إلى متى أعيش معك في هذا التكرار، لا تت.. نعم . ماذا ؟ لا لا . متأسف جدا، نعم نعم أنا هو، من معي، لا بأس لا أعرفك، تفضل، ماذا تريد ؟ مابه الدور ؟ ليس لي !ماهذا المزاح السمج ؟! ( يقفل الجوال ..يضحك) هل عرفتم من هذا، لا داعي أنا اخبركم فيما بعد (يتمم مع نفسه) الدور ليس لي، الدور ليس لي، ليس لي الدور، هه مخبول ،أحمق (صوت الجوال مرة أخرى) أووووه يالجوال المزعج، تلاحظون كم هي معاناة الممثل هذه الأيام (يرد) ألو، أنت ثانية، يا سيدي لا أريد أن أفسد عرضي الأخير، اسمع أنت لا وقت لدي لهذه التفاهات لا أريد أن أسمع، ماذا لا أريد (يقفل الجوال) عجيب. عجيب، إلى متى يتعرض ممثل مثلي لمثل هذه المضايقات؟ اضحكوا معي رجاء، لم يبق على العرض إلا دقائق معدودة، ويأتيك مثل هذا لقول نكتة دعونا نضحك عليها سوية، الدور ليس لي ( يضحك) هيا اضحكوا، أين المخرج ليضحك معنا، أيها المخرج، تعال واضحك، والمؤلف أين المؤلف الذي قال لي لقد كتبت هذا الدور من أجلك أنت، لا يستطيع غيرك أن يمثله، كلهم يعلمون قدراتي في تجسيد الأدوار الصعبة والمركبة، وحدي من يجيدها، هكذا هي المواهب العظيمة، وأنا أمتلك إحداها، أين الممثلون ليضحكوا معنا؟ حان أوان الضحك، لابد أن تشاركوني هذه اللحظة (يستمر بالضحك) وأنت يامصمم الإضاءة سلّط كل أضوائك على هذه اللحظ التي فرّت من زمن البؤس، اجلب معك صانع الأقنعة، وليجلب معه قناع الدور الأخير لممثلكم الموهوب، تعالوا، تعالوا جميعا، لابأس أنا موافق على أنه العرض الأخير، وواثق أنهم لا يتخلون عني، بعد أن يروا براعتي في تأديته، براعتي نعم براعتي، ثم من أين سيحصلون على ممثل مثلي؟ مملوء بالأقنعة، حافل بالخداع، مدجج بكل شيء، مضحك، مبكٍ مخيف، حساس، عاشق، مخادع (طرقات مستمرة) حاضر، دقيقة فقط، أنا جاهز، لقد سمعوني وأنا أنادي عليهم، ستعجبهم النكتة بالتأكيد، الذي سيضحك كثيرا هو المخرج وبعده في الدرجة نفسها المؤلف، لأنهم جلسوا معي وقرأنا الدور سويا، وعدلنا وصححنا، وشطبنا، وأضفنا، وشربنا الشاي معا هكذا هي العادة، لو تتوقف هذه الطرقات قليلا، دقيقة واحدة، لا داعي لهذا الاستعجال، مازال المتفرجون يتوافدون، لا يريدون أن يفوّتوا رؤية ممثلهم البارع، العبقري (يسعل بقوة)، اللعنة، اللعنة، ألم أقل لك لا تصرخ بصوت عال، حنجرتك تتحسس، ليس بيدي ليس بيدي، أحب أن أتشارك مع الآخرين كل لحظة سعادة، خذ نفسا عميقا هيا، كل شيء في مكانه، الآن يستطيعون أن يرفعوا الستار، ينتظرون أن أخرج عليهم، اللحظة التي ينتظرون، سيرفع الستار، ليت هذه المرأة المزعجة مع الجمهور الآن لتتفرج على زوجها وهو يمثل أعظم دور في حياته، ليتها هنا كي تكف بعد ذلك من ملاحقتي، لكي أترك هذا العمل، ولن تكف، أربعون سنة وهي على هذا الحال، دعني منها الان، لا أريد أن أنفق الأنفاس الأخيرة في هذا، الـتأمل فقط (يتنفس بعمق) الآن حان وقت رفع الستار (يهم بالخروج، صوت رسالة في الجوّال ) أووووووه ياربي (يرجع، يتفحص جوّاله، يقرأ الرسالة) تم دفع مبلغ راتبك التقاعدي لبطاقتك التي تنتهي بالرقم ….. (يقف ساهما… تتلاشى الإضاءة شيئا فشيئا مع اسدال الستار)