نظمت هيئة المسرح والفنون الأدائية في مدينة الرياض ندوة بعنوان “بناء السينوغرافيا على خشبة المسرح” وذلك ضمن سلسلة ندوات منتدى “كالوس”.
وتناولت الندوة -التي أدارها الدكتور علي النهابي وشارك فيها الفنان عبد العزيز عسيري، والفنان خالد الرويعي من مملكة البحرين عدة محاور ركزت على التعريف بمفهوم السينوغرافيا وأنواعه، ومدى فاعليته في الوطن العربي، والعناصر الرئيسية في السينوغرافيا والعلاقة التي تربطها بمقومات العرض المسرحي كالإيقاع، والديكور، والأزياء، والإخراج، والنص.
وبدأت الندوة بحديث عن تطور تقنيات المسرح منذ العصر الإغريقي حتى العصور الحالية، وكيف اختلف تعريف السينوغرافيا بين المسرحيين عبر العصور، وبيّن العسيري أن تعريف مصطلح “سينوغرافيا” لا زال يتطور بشكل أكبر مع التجارب المسرحية المحلية والدولية، مشيراً إلى وجود تعاريف مختلفة تدور حول فن تنسيق المكان والفضاء المسرحي.
وأضاف: “لا يمكن أن يتخلى العرض المسرحي عن إبهار الصورة؛ لذلك يأخذ مجال السينوغرافيا مساحة كبيرة في العرض كونه عالماً بصرياً يسهم في التأثير على المتلقي بعد أن جمع العناصر المسرحية وقام على تجويدها”.
وقدم العسيري نماذج لمجموعة من الأعمال المسرحية التي نفذ فيها رؤى سينوغرافية مختلفة خلال مشاركته في عدد من العروض المسرحية، منها ما اعتمد على الأزياء كالسينوغرافيا المتحركة التي تقوم على بناء صور متنوعة أثناء حركة الممثلين، فيما اعتمدت رؤيته في عرض آخر على أوراق الصحف وتقطيعها لبناء لوحة بصرية على المسرح؛ الذي بدأ بشكل فضاء خالٍ، وانتهى بشكل مختلفٍ ومغايرٍ عن البداية، كما تحدث عن تجربته في اللعب بالظلال خلال عرض لخلق رؤية بصرية مختلفة عما اعتاد عليه المتلقي؛ من خلال ما يعرف بمسرح الظل.
من جهته أكد الرويعي أن الحالة النقدية لمجال السينوغرافيا تعد محدودة جداً؛ بسبب تراجع المشهد النقدي للمسرح خاصة في الوطن العربي، وقال: “لا تزال القراءات النقدية للرؤية السينوغرافية نادرة جداً؛ لكونها فناً مجرداً يعمل على إيصال الخبرة الجمالية للمتلقي؛ فإن جميع ما يطرح من دراسات أو قراءات تأتي من قبل السينوغرافيين أنفسهم”.
وأوضح أن السينوغرافيا حالة جامعة لجماليات العرض المسرحي، لما فيه من إضاءة وديكور وأزياء، ولا يمكن تفكيكه وتجزئة عناصره؛ لكونه فناً مفاهيمياً أشبه بالثورة ضد المفاهيم الإبداعية السائدة.
وأكد أن العلاقة بين المخرج المسرحي والسينوغرافي يجب أن تكون وطيدة، وتعتمد على الثقة المطلقة، البعيدة عن محاولة فرض الآراء ومصادرة الأفكار، مشيراً إلى أن الثقافة المسرحية في الوطن العربي همشت تخصص السينوغرافيا، وصورته على أنه مجال أشبه بحِرفٍ فنيّة يقوم على تركيب الإضاءة وصناعة الديكور، فيما التوصيف الصحيح يؤكد أنه: “فن تصميم وهندسة الرؤية الجمالية والإبداعية المكملة للنص والتمثيل.
وأبان أن السينوغرافي يجب أن يكون لديه مجموعة من الخبرات؛ ليفهم النص ككاتب، ويعرف حاجات الممثل أمام الجمهور، ويستوعب الموسيقى كملحن، والحركة كراقص، وتأثيرات الضوء كمصور فوتوغرافي.
يُذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن ندوات منتدى “كالوس” الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في سبيل مناقشة الموضوعات المهمة التي تلامس القطاع، إضافةً إلى البحث عن طرق تنميته وازدهاره، والاطلاع على آراء المهتمين والمختصين والخبراء.
عن: وس