يمثل محمود ياسين مرحله شديدة الخطورة في التمثيل المسرحي المصري والعربي بشكل خاص ..فقد بدأت الانطلاقة الأولي مع انطلاقه مسرح الستينيات ومن حسن حظ محمود ياسين انه تعاون مع اهم رواد مسرح الستينيات الفريد فرج و ميخائيل رومان و محمود دياب و صلاح عبدالصبور و جلال الشرقاوي و كمال يس و كرم مطاوع و عبدالرحمن الزرقاني و غيرهم اي انه كان علي صغر سنه نقطه محوريه في مسرح الستينيات والسبعينيات علي حد سواء…وكان نجما مسرحيا شديد التميز علي الرغم من تربعه علي عرش السينما فتره السبعينيات الا انه لم يترك المسرح فهو المسرحي النبيل الذي عشق المسرح.
بدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية ” الحلم” من تأليف محمد سالم وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة “المسرح القومي” والذي قدم على خشبته أكثر من 20 مسرحية أبرزها:”الحلم” إنتاج 1964، “سليمان الحلبي” إنتاج 1965، مسرحيتي “الزير سالم”، “حلاوة زمان” إنتاج 1967، “المسامير”، “دائرة الطباشير القوقازية” إنتاج 1968، “ليلة مصرع جيفارا”، “وطني عكا” إنتاج 1969، “النار والزيتون” إنتاج 1970، “حدث في أكتوبر” إنتاج 1973، “عودة الغائب”إنتاج 1977.
فيما قدم عددا من المسرحيات بفرق أخرى منها “ليلى والمجنون” لفرقة الجيب إنتاج 1970، “الزيارة انتهت” مع فرقة “الفنانين المتحدين” إنتاج 1982، و”بداية ونهاية” لـ”جمعية فناني وإعلامي الجيزة” إنتاج 1986، “واقدساه” مع “إتحاد الفنانين العرب” -إنتاج 1988، “الخديوي” مع الفرقة “الغنائية الاستعراضية” إنتاج 1993، ومسرحية “الرحمة المهداة” مع فرقة المسرح “الحديث” إنتاج 2007، بالإضافة إلى مشاركته ببطولة: أوبريت “ميلاد أمة” إنتاج 1980، و عرض “أصوات قلبت العالم” إنتاج 2006، ” مصر فوق كل المحن” إنتاج 2014.
يقول الدكتور عمرو دوارة، في جريده مسرحنا ، إن المسرح بالنسبة لمحمود ياسين كان الملعب الأساسي، الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من نصف قرن، شارك خلالها ببطولة عدد كبير من العروض ببعض الفرق المسرحية المهمة، بينها: “المسرح القومي، مسرح الجيب، الفنانين المتحدين”.
وأضاف دوارة: “كانت بداية عشقه للمسرح من خلال المسرح المدرسي بمحافظته بور سعيد، من خلال بعض فرق الهواة وبالتحديد فرقة (المسرح الطليعي)، وبعد انتهاء دراسته الثانوية رحل للقاهرة ليلتحق بكلية الحقوق بجامعة عين شمس”، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل بداخله فشارك في بطولة عدة مسرحيات من خلال المسرح الجامعي، كما سعى للاحتراف ولذلك تقدم قبل تخرجه مباشرة لمسابقة أعلن عنها بفرقة “المسرح القومي”، وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964 وكان قد نجح في الالتحاق بالمسرح القومي قبلها بعام، ومن المصادفات القدرية أنه تولى مسؤولية إدارة “المسرح القومي”، خلال الفترة من 1988 إلى عام 1990.
وتابع دوارة، أنه تعاون خلال هذه الرحلة المسرحية مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة عبدالرحيم الزرقاني، حمدي غيث، كمال يس، سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، سمير العصفوري، عبدالغفار عودة، شاكر عبداللطيف، ياسر صادق، والمخرج الألماني كورت فيت.
دايره الطباشير القوقازيه
تأليف بريخت وإخراج سعد اردش علي خشبه المسرح القومي عام ١٩٦٨ برز محمود ياسين في دور المخبر بجوار عظماء القومي سميحه ايوب و شفيق نور الدين و توفيق الدقن و عبدالرحمن ابو زهره و محمد السبع وزميلته هاله فاخر….في عرض مسرحي اشترك فيه سبعون ممثلا وممثله يتحرك بمرونه ووعي محمود ياسين ابن اللحظهالاشتراكيهالمعهودهفالارض لمن يزرعها والاطفال لم يقدر علي تربيتهم والسلطه لمن يقدر علي الحكم و الحياه لمن يقدر علي صنعها و الفعل المهم في ماذا نفعل ولا يهم مت ورثنا من الماضي بل ماذا صنعنا للمستقبل…تلك هي لب حكايهالمسرحيه. وكان الموقف يصدق علي محمود ياسين بقوه وصراحه وهو يخطط لمستقبله الفني والمسرحي علي وجه الخصوص
واقدساه ١٩٨٨
يعود محمود ياسين مع اتحاد فناني العرب في مسرحيه واقدساه تأليف يسري الجندي وإخراج المنصف السويسي والذي جمع فريق عمله من أكثر من دوله عربيه وفي هذه المسرحيه ينتصر محمود ياسين لنفسه للممثل المسرحي الاصيلوالمتاصل بداخله الممثل الذي لم تسرقه السينما وبريقها لم تستطع أن تنال من توهجه المسرحي
الصوت الخاص
لا يمكن أن يمر اي متلقي متخصص أو غير متخصص علي صوت محمود ياسين دون الوقوف امامه في ذهول ..صوت قوي يمتلك رونق الفصحي وجلالها وموسيقي اللغه ومرونتها ووعي مداخل ومخارج الكلمات والاصوات مما كفل ل محمود ياسين القدرهالمتناهيه علي القيام بالادوارالصعبه ولعبه الراوي التي لعبها محمود ياسين بعمق شديد ووعي اشد
محمود ياسين الإداري
تقلد أكثر من منصب لعل اهمها مديرا للمسرح القومي في الثمانينيات وتحمس بقوه للمسرح بل جمع في مسرحيه واحده نجوم السينما حسين فهمي وفاروق الفيشاوي في مسرحيه اهلايابكوات والتي حققت النجاح الساحق ..ليثبت محمود ياسين ان من يعشق المسرح لابد أن يعشقه المسرح أيضا ويمنحه عمرا فوق عمره