في الوقت الذي يفترض فيه ان يكون الاحتفال بيوم المسرحى العالمي،مشاركة العالم بهذه الاحتفاالية التي بدأت منذ العام 1962، تجديدا لارادة المسرحيين الاردنين، بالبحث عن اشكال مسرحية متجددة، وخلاقة، وتبني على تراكم ماتم انجازه، فان احتفالية هذا العام التي قادها نقيب الفنانين الاردنيين، واعطتها وزارة الثقافة الشرعية بحضور الوزير والامين،جاءت باهتة وبائسة،لتعطي الصورة المتخلفة عن الواقع المسرحي الاردني.
وزير الثقافة والشباب،وامين عام الثقافة، ونقيب الفنانين،وثمانية فنانين، وموظفي البوفيه في المسرح،كان هذا هو حضور احتفالية الاردن بيوم المسرح العالمي،ولن نصدق اية ادعاءات بان الفنانين مشغولين،لان عدم حضورهم هو رسالة يجب قراءتها جيدا،ونتساءل، الا يوجد احد في وزارة الثقافة يضع الوزير بصورة المشهد الحقيقي للحالة المسرحية؟. وهل جاءت كلمته عن “التشظي” بعد ان ادرك بؤس الاحتفالية، التي تعبر عن انشقاقات طولية وعرضية، وتحالفات، وعشش تحتضن العابثون بالهوية الوطنية الاردنية؟. وانه قد تم جر وزارة الثقافة لحسابات بعيدة عن اولويات المسرحيين الارنيين. والمفارقة ان امين عام الوزارة كتب على صفحته، مايعبر عن فرحه وابتهاجه يهذه الاحتفالية، وكأنه يصادر علينا عقولنا في القراءة والتمييز،ولانعرف بواعث الامين بهذا التعبير الصاخب، مثلما عبّر النقيب عن افتتانه بالمكان.
كان يفترض بوزارة الثقافة ان لاتجعل اخرين ان يقوموا بدور بديل لها، وكان يفترض بنقيب الفنانين ان يخرج من اجواء مهرجان “رم” الاول، وماهو دور اللجنة الثقافية في النقابة ،وكيف تغيب عن دورها المفترض في مثل هذه الاحتفاليات الهامة.
هل يحاول النقيب ترميم ماحصل العام الماضي في المهرجان،الذي واجه رفضا حادا للاختيارات، ولقرار لجنة التحكيم؟ فان ماحصل فيما سمي بالاحتفال بيوم المسرح العالمي، ليس ببعيد عن اختيارات مهرجان النقابة، حيث لجنة الاختيار من الاشخاص “3”، اثنين منهم واجهوا رفضا حادا، وكانت النتيجة، ان تمت مكافاة اثنين من لجنة التقييم السابقة بالموافقة على نصوصهم، والموافقة على نص سبق وان تم انتاجه وعرضه في عمان، على حساب نصوص مهمة، وطبعا ستتم تصفية بعض الاسماء لاحقا، واراهن بانه لن يتم الاقتراب من كل الاسماء التي تدور في فلك النقيب.
من المحزن ان يصل العبث الى هذا الحد، فالدول القريبة منا قدمت احتفالية محترمه، مثلا سوريا التي نعرف ماتمر به، قدمت احتفاليات في دمشق وحلب والحسكة والسويداء وحمص،واللاذقية وطرطوس. وفي لبنان عروض موسيقية ومسرحية ومعرض للفنون التشكيلية ومعرض صور فوتوغرافية،وفي العراق عروض مسرحية، وتكريم الرواد، فيما قامت مصر برسم لوحات”بورتريه” للرواد ،وتكريم افضل من قام بكتابة النماذج الفنية، وقدموا لوحة طريفة عن لاعبي كرة القدم الذين قاموا بالتمثيل داخل الملعب، الى جانب احتفالات في المحافظات.
ان الامكانيات ليست مشكله،والتوقيت ليس مباغتا، انما المشكلة بالارادة،وفي القراءة الصحيحة لحالة التشظي التي تحدث عنها وزير الثقافة،فليس مطلوب تقديم عمل مبهر، كان يمكن اقامة الاحتفال في المركز الثقافي الملكي،وتكريم بعض الرواد،مثلا، وعمل ريبورتاج لايكلف شيئا.بدلا من هذا الهزل، وصور السيلفي،واضطرار الوزير ان يتحدث عن التشظي،بعد ماشاهده من احتفالية ساذجة،غاب عنها اهلها، وحضرها ..من حضر !!!!!!!!!!!!!.