صدر حديثا مجموعه مسرحية بعنوان:”ناشر” للكاتب هشام شبر عن دار ليندا للطباعة للنشر والتوزيع في سوريا .. الكتاب يحتوي على عشر نصوص مسرحية وهي تعد من نصوص الحرب.
وقد جاء في مقدمة الكتاب التي أنجزها (د. علي الحمداني) ما يلي:
” النص المسرحي , مدونة كتابية ذات خطاب افتراضي, تأخذ المتلقي الى عوالم بعيدة لم يكن قد سبر اغوارها, وجال في افاقها. والمتلقي يحلم مع كاتب النص المسرحي بعالمه اللامحدود ويرتقي سلالم اللاوعي بوعي وقصدية حاضرة.
إن انفتاح النصوص المسرحية, التي يكتبها الفنان الكاتب هشام شبر, على مديات تأويلية واسعة, تعد من أهم المميزات الواضحة لكتاب النصوص المسرحية المعاصرة. التي تنهل من ثقافة وحراك الذائقة الجمالية للمجتمع. وذلك للتفاعلية الجدلية المتعالقة ما بين الوعي الإبداعي للكاتب, ومجمل الوعي الثقافي والانثروبولوجي والسيسيوثقافي لذاك المجتمع, الذي يعيش فيه.
إن هناك تبادلية تأثيرية بين طرفي المعادلة, التي تكتمل دورتها في مقدار الإزاحة الجمالية باتجاه مستقبلها الآخر، المتوجه له بالخطاب المسرحي, عبر وسائط فنية وجمالية تمور بها خشبة المسرح. لقد عرفت (هشام شبر ) منذ ما ينيف على الثلاثين عاما, خاض غمارها بعشق متواصل لفن المسرح, فتراه ممثلا يرتقي الخشبة ويجسد ادوارا مسرحية كتبها بنفسه, او كتبها اخرون. فضلا عن تواجده مخرجا مسرحيا تواصليا, لنصوص مسرحية كتبها بقلمه, او كتبها اخرون. وهو ايضا مدرب للرقص الدرامي, وكاتب مقالات ونثريات عديدة.
وقد عرضت مجموعة من نصوصه التي كتبها في بلدان عربية واجنبية. هذه المجموعة التي بين ايدينا تضم عشرة نصوص مسرحية، تسربلت بلباس الحرب, اذ هيمنت الحرب على الفكرة الفلسفية للنصوص, وتناثرت احداثها بين السطور.
ففي حوار لاحدى شخصيات مسرحية المشرحة, تقول الجثة الاولى: جئت من مكان يشرب حرب, ويأكل حرب, ويتكلم حرب. الحرب كانت هاجسا فكريا, ومكانيا, وارتقت لتكون فعلا حاضرا في الزمان, في نصوص المجموعة, والتي ولدت من رحم معاناة الكاتب ذاته, لتتوزع في حوارات درامية تصاعدت نحو جماليات اللغة الشعرية, لتفصح عن شعرية وجدانية انشطرت حواراتها في كل النصوص, فغدا صوت الكاتب حاضرا, وان كان يتوارى خلف مسميات شخوص درامية.
والقت تلك الانشطارات لشخصية المؤلف بظلالها الحسية لتوفر مسافة جمالية بينها وبين القارئ لتلك النصوص, ليلمس عن قرب بان ثمة بياضات نصية, ما زالت عالقة في ذهن الكاتب, تركها ليملأها فعلا دراميا عيانيا, عندما يخرجها بنفسه.. انا اشهد ان (هشام شبر) من فناني المسرح الذين تميزوا بشمولية منجزهم الابداعي وتواصلهم الحثيث لترصين وتأكيد فاعلية المسرح وعيا وكتابة وتمثيلا واخراجا بالديمومة والمثابرة ليكون فعلا انجازيا قارا , مع منجزات الثقافة العراقية المعاصرة .