الحرقة الأولى…
إننا نفرح لأي مولود جديد سيدعم الحركة المسرحية وهكذا صفقنا فرحا للمهرجان الوطني لهواة المسرح في دورته الأولى والمنظم في مدينة مراكش بشراكة بين وزارة الثقافة والاتصال والهيئة العربية للمسرح.والكل اجمع على أن العروض المسرحية المقدمة كانت عروضا توازي او تفوق ما يصطلح عليه بالمسرح الاحترافي بالمغرب.
يعني كان هناك إجماعا من طرف الحضور ومن طرف المهتمين والفاعلين المسرحيين ومن طرف وزارة الوصية في شخص السيد الوزير ورئيس قسم الفنون والمسؤولة عن قسم المسرح والسيد مسؤول الهيئة العربية بالمغرب والاعترافات موثقة في استجواباتهم التليفزيونية.الكل صفق وانتهى المهرجان ووزعت الجوائز على الفائزين وراح كل إلى حال سبيله ورجع الوضع الى ما كان عليه أفلا يحق لنا إن نتساءل عن مصير ومآل المسرحيات الفائزة ؟؟هل ستموت مع نهاية كل مهرجان أم أنها ستروج ليطلع الجمهور على ما انجزه هؤلاء الهواة بدون دعم معتمدين على جيوبهم؟؟هل الجوائز تبقى في حد ذاتها الحد الأقصى من الطموح وكل من فاز قد دعم نفسه ومن لم يفز له الصبر إلى ابد الآبدين؟؟الا يحق للفرق المتوجة المشاركة في المهرجان الوطني للمسرح مع العلم أن الإعلان لم يوضح ان كان المهرجان خاص بالفرق المسرحية المحترفة ام هو لكافة المبدعين بغض النظر عن التسميات والمصطلحات ؟؟ وحتى وان تعذرت المشاركة في المسابقة الرسمية ولم تختر عروضها رغم توفرها على كل مقومات العروض المسرحية الجادة والهادفة الا يحق لها المشاركة على هامش المهرجان ليشاهد الجمهور ما وصل إليه الإبداع لدى هواة المسرح ويقارنه مع انتاجات الفرق المحترفة المدعمة من طرف الجهات الوصية ؟؟ نتمنى أن تدوم الفرحة ولا تكون فرحة موسمية مرتبطة بأيام معدودة كمواسم تبوريدة وان يتشكل وعي بالعودة الى العمود الفقري للحركة المسرحية المغربية فليس كل محترف هو حقا محترفا وليس كل هاو هو فقط هاو .فالإبداع لا يختزل في بطاقة فنان تمنح كي تسهل سبل المشاركة في المهرجانات او تسهل عملية الحصول على الدعم.
فإذا كانت البطاقة هي الاعتراف باحترافية صاحبها فكيف نفسر رداءة بعض العروض الاحترافية ؟ أو ربما معظمها وهذا باعتراف أهل الاختصاص.فهل العيب في الأشخاص ام في من اعترف لهم بكونهم مبدعين أم أنهم لم يتوفروا ابدا على موهبة وإنما جاؤوا في زمن الرداءة الذي يقبل على كل من يعرف او يجيد فن تصنطيح؟؟ فمن العيب إن نقتل ما اعتبرتم انه إبداعا وهللتم له ولزمن الهواة واكثرتم من المديح لدرجة اننا توهمنا اننا نعيش حقا مرحلة صحوة مسرحية حقيقية واندفعتم في تصريحات انية كان الغرض منها بهرجة إعلامية او خطابا موجه للهيئة العربية الداعم الأساسي.مع العلم ان جل المبدعين المتواجدين في موقع القرار هم من خريجي مدرسة الهواة وان معظم الكتاب والنقاد هم كذلك مروا من هذه البوابة.فمن العار ان نستثني او لا نشجع من اثبتوا أنهم حقا مبدعين رغم صفة الهواة اللصيقة بهم. فقد حاولوا ووصلوا فلننظر قليلا إلى الأسفل (في نظركم )فهناك حقا يتواجد الإبداع والمبدعون .فهذه مسؤولية تاريخية سوف تسجل ضدكم يوما ما.فما الضرر ان فتحتم لهم أبوابا لعرض انتاجاتهم وتتركوا الحكم للجمهور.