متابعات

بتونس: في قلب الرمال… مهرجان دولي يكرّم الحياة والفن/ كمال زهيو

نجاح استثنائي للدورة الخامسة من المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء بفطناسة (من 30 أبريل إلى 4 ماي 2025)

 

تحوّلت منطقة فطناسة التابعة لولاية ڨبلي إلى فضاء مفتوح للفن والحلم، حيث احتضنت الدورة الخامسة من المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء، وسط حضور جماهيري وازن ومشاركة دولية متنوّعة، جسدت إيمانًا متجددًا بالمسرح كفعل جمالي ومجتمعي.

افتتحت التظاهرة بتكريم رمزي ومؤثر للفارس الراحل الهاشمي جمل، رئيس جمعية الخيل بسوق الأحد، الذي وافته المنية منذ أشهر قليلة. تكريم يحمل في طياته وفاءً للذاكرة الحية للجهة، واستحضارًا لعطاءات رجال رسموا ملامح الأصالة والهوية. كما تم الوقوف دقيقة صمت ترحّمًا على روح الفنان المسرحي الكبير أنور الشعافي، أحد أعمدة المسرح التونسي، الذي غادرنا تاركًا أثرًا لا يُمحى في جسد المسرح العربي.

توزّعت العروض والأنشطة على مدى خمسة أيام، تمازجت فيها الرمال بالممثلين، والقصص بالصدى، والجمهور بالحدث، في تجربة فنية وإنسانية خارجة عن المألوف. تنقّلت العروض بين الطقسي والتجريبي، بين المحلي والدولي، بين القصة والارتجال، فكانت الصحراء مسرحًا حيًّا للعب والانخطاف.

نجاح هذه الدورة لم يكن ليُكتب لولا جهود جماعية لجنود الخفاء، وعلى رأسهم: الكاتبة العامة للمهرجان، السيدة (سعاد نصيب)، التي تميزت بحنكتها الإدارية ونفسها الطويل في المتابعة الدقيقة لكل تفاصيل التنظيم.رئيسة المهرجان، السيدة (مفيدة المرواني)، التي واصلت رهانها على الفن كأداة تنمية وتنوير في قلب الصحراء. مدير المهرجان، الفنان (حافظ خليفة)، الذي أصرّ منذ التأسيس على صياغة تجربة مسرحية خاصة بالصحراء، تخرج عن السائد وتفتح آفاقًا جديدة لفن العيش والإبداع في الجنوب.

الدورة الخامسة من مهرجان فطناسة لم تكن فقط تظاهرة فنية، بل كانت حدثًا إنسانيًا مقاومًا، وإعلانًا بأن الصحراء ليست فقط فضاء جغرافيًا، بل ذاكرة، وانتماء، وأفق جمالي خصب.

المهرجان نجح… لأنه زرع المسرح في الرمل فأنبت نورًا.

 

Related Articles

Back to top button