تعد الفكرة الرئيسية التي تقوم عليها هذه المسرحية الموجهة للأطفال هي أهمية الاعتناء بالبيئة والمحافظة عليها، وهي فكرة تحمل قيمة تربوية وتثقيفية عالية، تسلط الضوء على التلوّث البصري والسمعي الذي تعاني منه البيئة التي يعيش فيها الإنسان.
جسَّد التعبير عن هذه الفكرة شخصيتان، هما: شخصية سعدان، بكل ما تحمل هذه التسمية من حركة ونشاط، قامت بدور المحافظة على البيئة من خلال ممارستها الايجابية في التخلص من النفايات بالشكل الصحيح . وهي شخصية تمتلك الوعي من خلال حرصها على التعلُّم والمواظبة على الدراسة، لخدمة مجتمعها.
شخصية نعسان: بكل ما تحمله هذه الشخصية من صفات الخمول والكسل، وعدم المبالاة بالاهتمام بالبيئة والطبيعة، لدرجة الإساءة إليها من خلال رمي النفايات والطريقة الخاطئة عند التخلص منها، نتيجة الجهل.
في الإخراج المسرحي جرى تقديم المشاهد المسرحية من خلال صورتين متناقضتين
– صورة البيئة الصحية مثل( المحافظة على النظافة، غرس الأشجار والنباتات، بهدف تعزيز النقاء البصري وسماع صوت العصافير/ الأصوات الجميلة بشكل عام، لتعزيز النقاء السمعي. وكل هذا يحقق الصحة والسعادة للإنسان.
– والصورة السلبية في الممارسات الخاطئة والاساءة للبيئة
– صورة البيئة الملوثة(مثل رمي النفايات بطريقة عشوائية، وإلقاء المخلّفات الضارة في البرّ والبحر، نتيجة عدم الوعي الذي سوف يسبب ضرراً بالإنسان.
هاتان الصورتان المتناقضتان هو ما ساعد المشاهد على الموازنة بين ما هو سلبي في التعامل مع البيئة وما هو ضار وسلبي، ويجعله منحازاً إلى المحافظة على البيئة.
وساهم ادخال حكاية في الحكاية فكرة ايجابية منحت الفرصة للتوسع في طرح المزيد لايصال فكرة المؤلف بطريقة سلسة وممتعة.
وتقديم الفكرة إخراجياً من خلال صورتين متناقضتين، واحدة إيجابية والأخرى سلبية، هو أمر أكثر إقناعاً للمشاهد وبخاصة الأطفال من تقديمها من خلال صورة واحدة إيجابية، وهو ما جعل المسرحية مبتعدة عن النصيحة المباشرة ممن خلال وضع الطفل في حالة موازنة بين أمرين مختلفين في السبب والنتيجة.
والمشهد العام دالّ على فكرة المسرحية من خلال توظيف الصورتين الخلفيتين وهما صورة الشارع النظيف والحديقة الجميلة، ومن خلال توظيف وجود النباتات في ساحة العرض المسرحي.
وكذلك من خلال إدماج الأطفال للتفاعل مع الجانب الإيجابي الذي يمثل المحافظة على البيئة وتعبيرهم عن تفاعلهم النشط، وتعزيزه باللحظة المشوّقه من خلال ختم المسرحية بأنشودة جميلة في اللحن والكلمات.
ومن حيث زمن العرض المسرحي أجد أنه متوافق تماماً ، فإيصال الفكرة في زمن معقول مسرحياً أبعدَ الملل عن الأطفال وجعلهم في تفاعل مستمر مع المشاهد المسرحية.
استخدام الادوات الطبية المرافقة لنعسان على السرير بعد اسعافه بصورة مبالغ بها اضفى نوع من المرح والفكاهة على المشهد ا وكذلك إظهار صوت سيارة الإسعاف وإضاءتها المميزة، وإن كنت اختلف إلى حدٍّ ما مع تمثيل سيارة الإسعاف على المسرح بعربة نقل النفايات، فقد كان يكفي إظهار صوت سيارة الإسعاف مع توظيف الإضاءة الزرقاء الدالة عليها أمام المشاهد.
من ناحية أخرى يشير الاعلان الخاص بالمسرحية إلى وجود عدد آخر من الممثلين( حسام عبود/ علي داود/ حسين جواد/ العباس خلف) غير الشخصيتين اللتين ظهرتا في المشاهد المسرحية(المخرج الذي أدى دور سعدان والممثل الذي أدى دور نعسان)، فما دور هذه الشخصيات في المسرحية.
ومع كل هذا نشكر القائمين على هذا العمل الذي حمل فكرة إيجابية وقيمة تربوية عالية، وأداء مسرحياً مشوقاً حقق غايته من العمل الفنيّ الذي راق لجمهور الأطفال ومرافقيهم.
** كفاية عوجان/ كاتبة اردنية