يقول الأديب (طه حسين): “الجمال لا يستقيم إلّا إذا جاوره القبح، والنّعيم لا يكمل إلّا إذا جاوره الجحيم”
على مر الزمان والصراع قائم بين الجمال والقبح، القيمة والاسفاف، النظام والفوضى الخير والشر، الشيء ونقيضه هكذا خلقت الحياة جنباً إلى جنب يوجد الشيء ونقيضه لتتكون وتكتمل الصورة ولك أن تختار أي الجانبين يستهويك؟ وإيهما يستهدف الجانب الأكبر من تكوينك الإنساني ويخاطب وجدانك ؟!
فالعشوائية توجد في كل زمان ومكان بأختلاف أنواعها وتصنيفاتها. بالتحديد في منطقة العتبة بالقاهرة يحاوط الباعة الجائلين مثلث مسرحي هام (المسرح القومي، مسرح العرائس، و مسرح الطليعة) حيث يصعب السير علي الأقدام لتجد نفسك وسط زحام بشرى شديد يدفعك دفعآ للسير حتي أنك تظن أنك تسير بقوة الدفع وأن الطريق طال وكلما ظننت أنك نجحت في إجتيازه تصاب بالخيبة أنه لاينتهي، وبمجرد دخولك أعتاب المسرح، تستطيع أن تلتقط أنفاسك اللاهثة بصعوبة حمداً ربك وشاكره في الوصول بسلامة.
ليست المشكلة في الباعة الجائلين وحسب ولكنها في الفوضوية والعشوائية التي يتضمنها أصوات الميكرفونات الصاخبة مع تداخل موسيقي المهرجانات وكثرة البائعين وكأنه مجتمع منفصل ومنغلق على ذاته وحينما تنظر للصورة كاملة ترى بوضوح عبثية الواقع في تركيب المشهد ككل !!!
هذا المشهد يحاوط المسرح من جميع أركانه، تستطيع القول أنه يحاوط (القيمة والجمال والخير) متمثلة في (فن المسرح) وما يقدمه من عروض مسرحية وسط محيطه الجغرافي العبثي على تلك الوضعية!. ربما هذا ما دفع المخرج (هاني عفيفي) ليقدم على تقديم فكرته ومن العنوان “أوبرا العتبة” تتفتق عدة أسئلة إلى ذهن المتلقي
أوبرا في العتبة ؟!
هل يقصد تيمننآ بالاوبرا القديمة (الأوبرا الخديوية- الأوبرا الملكية) التي تقع في ميدان العتبة والتي كانت في عهد الخديوي إسماعيل ؟!
وتم افتتاحها في عام 1869 والتي تم احراقها في عام 1971؟!
أم أوبرا من نوع آخر ؟!
بالطبع هي ليست كارمينا بورانا (لكارل أورف) أو (أوبرا عايدة) (لجوزيبيفيردى) ليست كتلك التي ترتدى لها الملابس الكلاسيكية الرسمية في ذهابك لحضور الأوبرا فتلك أوبرا من نوع مختلف .
فكرة النص الدرامي:
يطرح المؤلف (هاني عفيفي) كولاج سريع لما آلت إليه أحوالنا المجتمعية والإقتصادية والإنسانية متخذا المحيط الجغرافي للمكان ركيزة الانطلاق لمحيطنا الأكثر إتساعنا المتمثل في الظروف الإجتماعية والإقتصادية يتخلله بعض الاقتباسات من النص المسرحي (أوديب ملكا) لسوفوكليس، وقصيدة محمود درويش (سقط القناع) وبعض الاقتباسات العلمية والفلسفية وارتجالات الممثلين ليناقش من خلالها هموم وأحلام إنسانية مشروعة واضعآ القيمة والجمال، في مواجهة فوضوية الواقع المتمثل في الباعة الجائلين وأزمة التكنولوجيا التي أصبحت كارثية المتمثلة في إستخدام بعض التطبيقات (التيك توك -الفيس بوك ) وكيف يساء إستخدامها لأن للتكنولوجيا بالطبع جانب إيجابي ولكنه يحتاج إلى وعي يقظ ليفرق بين ماهو نافع وما هو ضار ولتفشي الجهل والفقر (أصبح هناك حاجة ضروريةللحصول على المال بأي وسيلة أصبحت تلك هي الطريقة السريعة لكسب المال) فأصبح هناك أمثلة (أم خالد ) وغيرها مما يطرحها كنموذج فهي تقوم بالبث الايف لتحدث الجمهور عن مشترياتها اليومية !!
ومن خلال الباعة يعرض بعض من مشاكلهم الإنسانية كتلك الفتاة التي تقف مكان والدها على (بيع الأحذية) على أحد الأرصفة بالشارع لمرض والداها لتواجه بلطجي ممن يضعون أيديهم على المكان وأنها مطالبة بالدفع له أو سيطردها من هذا المكان !!! بالإضافة إلى مواجهة هذا السوق كأنثى!!
ليسلط الضوء على قضية شائكة أخري وهي قضية (التحرش) ليعرضها من خلال فتاة محجبة ترتدى ملابس فضفاضة ليؤكد أنه فعل مرضي لايتعلق مطلقاً بلباس الأنثى ولكي يوضح الفعل ليؤكد على بشاعته وضحيته المدانة دائما وهي (المرأة) من خلال الجملة التي تقولها لها صديقتها : “كنتي لابسة حاجة أستفزته؟!! أو صدر منك أي فعل ؟!” وكأنها هي من تدفعه لفعله المشين في المواصلات العامة المتمثلة (في مترو الإنفاق )!! لتصبح الضحية مدانة ومطالبة بالدافع عن نفسها!!!
ليلقي الضوء على الأزمة الإقتصادية التي نعيشها وجشاعة الإفراد طارحآ ذلك في إطار كوميدي ساخر (الكوميديا السوداء) ليخفف من وطأة الأحداث لنشاهد كيف يستغل كل فرد ذلك من خلال بعض المواطنين داخل (عربة الميكروباص) وحينما يعلم كل مواطن بارتفاع الأسعار من خلال مكالمة هاتفية يقوم تبعأ كل منهم برفع أسعار مهنته من الطبيبة، لبائع الخضروات، للمدرس وهكذا دون إحكام عقل أو ضمير فتتسع الفجوة أكثر فأكثر لأن الإصلاح لا يأتي من طلقاء نفسه. فإذا أردت الاصلاح عليك بنفسك أولا!!
فالكاتب أراد أن يوضح علي إنهيار المجتمع من خلال نموذج للمدرس (كنجوم الراب) وهو نموذج ظهر مؤخراً يرتدي بذلة لامعة ويقوم بحجز ملعبأ ويوضع له لافتات ويقابل بالهتاف وكأنه نجم من نجوم الغناء ويقوم بألقاء درسه مع طلابه على أنغام الموسيقي وهم يغنون في مشهد عبثي للغاية مطلقين عليهم أسماء من قبيل (وحش الكيمياء – أسد الرياضيات) فهذا العبث تفوق على ما طرحه ( صمويل بيكيت – ويوجين يونسكو ) معأ!
ليناقش أزمة شركات الهواتف المحمول في الوصول لحل مشكلة العملاء التي تلجاء لهم والتي بالطبع لا يتم الوصول لحل لها و تنتهي بأن العميل (المواطن) يجري الإتصال بالشركة وتنتهي المحادثة بلا جدوى أو فائدة من إتصاله وتظل مشكلته معلقة!
إلى مناقشته لتردي الذوق العام من خلال تسليط الضوء علي بعض (أغاني المهرجانات) يضعها جنباً إلى جنب في مواجهة أغاني (أم كلثوم) ليعكس ويوضح الفكرة وكأنه يقول أيهما سوف ينتصر ؟!. كل ذلك في مواجهة كتلتين كاشفتين لما وصلنا إليه من خلال العلم والفن والقيمة والجمال الذي يمثلهم (الممثل) فهو (الثائر -والعالم -والفنان تارة رسام وتارة عازف للكمان – وتارة فيلسوف وتارة تيريزياس بحكمته وبصيرته كل تلك الأدوار لممثل قرر المؤلف الإ يمنحه أسمأ ليصبح ذلك دور المثقف في كل زمان ومكان فهو من شأنه التصدي لكل تلك الفوضي ولكن المخرج جعله في برج عاجي لم ينزل من برجه ويحاول الإصلاح على أرض الواقع لذلك كان إصلاحأ (رومنطيقيا شاعريأ) ليضع لنا نموذج للمواطن الذي سافر إلي إحدي الدول العربية ليستطيع أن يعيل عائلته لنري أنعكاس ذلك من خلال (زوجة المواطن) تلك النموذج القلق المنغلق على ذاته في حيزها المكاني والزماني التي تتابع نشرات الأخبار فتتوجس تجاه الأحداث وتقوم بتكديس وتخزين كل ما يخطر ببالها من(أغذية- وأدوية) بكثرة دون مبرر لتصبح كمن يبني خدنقأ ويدفن نفسه بداخله ولا يعلم ولا يريد أن يعلم شيء عن ما يدور حوله فهي مثال للمواطن الذي يبحث عن لقمة عيشه ونومه فقط فهذا ما يعرفه عن العالم وبالطبع لا تنتظر منه أن يحرك ساكن أو يحدث تغير لا في محيطه الضيق ولا في مجتمعه الكبير !!!
آليات وتقنيات العرض المسرحي
يبدأ العرض المسرحي من خارج المسرح بالتحديد عند البوابة الرئيسية لمسرح الطليعة وسط الباعة الجائلين بأثنين من مطربي الأوبرا هما (روجينا صبحي – محمود إيهاب) بغناء اوبرالى. وبعد انتهاء الفقرة يذهب الجمهور لصالة العرض لمشاهدة العرض المسرحي وكأن ما سبق كان تمهيدا لكسر الحالة أو ما نطلق عليه (كسر الإيهام) وهو ما قرر المخرج اتباعه كمنهج إخراجي والحقيقة أنه يتوافق مع طبيعة النص والأفكار التي أراد طرحها فيجب الإ يتماهي المتلقي مع ما يشاهده يجب أن يكون ذهنه حاضر ويقظ وهو ما سعي إليه المخرج من خلال حالة الفوضي والضوضاء التي يحدثها الممثلين الذين يقومون بدور الباعة الجائلين وكأنه أراد نقل المناخ الخارجي إلى الداخل لتمتزج الفوضي الداخلية بالخارجية وكأنهما كيان واحد. جاعل هؤلاء الممثلين يخترقون الممرات بين مقاعد المشاهدين من كل اتجاه وصوب ليتخلط الواقع بالمتخيل ولا يوجد فاصل بينهم ليصبح مقعد المتفرج مكان للتمثيل. فتجد ممثلة تقوم بمد أحبال فوق رأس بعض المتفرجين تضع عليها (بعض الملابس) لنشرها حتي تجف! والباعة يتحركون من خشبة المسرح وبين مقاعد المشاهدين
الديكور
تم تقسيم المسرح إلى ثلاثة كوينات (ثلاثة مناطق)، منطقتين رئيستين يتم التمثل بداخلهم هما (منزل المثقف) وهو يرتفع عن خشبة المسرح بحيث يكون أعلى من منزل (المواطنة – الزوجة القلقة).
وذكاء مصمم الديكور (عمر غايات) في إستخدامهُ للخشب ليعطي إحساس بألافهلدي المتلقي يتوافق مع إستخدامهُ للكارتين ذات اللون البنى الورقية التي صنع منها أشكالا تحدث إثرها بتضيق الخناق والتكديس على مستوى الصورة وجماليتها والمنطقة التي تقع في المنتصف توحي بشكل السقالة التي توضع أمام المنازل عند ترميهما وجعلها أعلى ولكن التمثيل يتم أمامها وخلفها الكراتين في شكل هرمي كبير، وعلى يمين المسرح في منطقة الافنسين توضع الكراتين التي يتم تسليط الإضاءة عليها مستخدما (فيديو بروجكتور) ليعرض فيديوهات سريعة لمقتتطفات من فيديوهات (التيك توك). ويضع أمام يسار وجهة المسرح من ناحية مقاعد الجمهور إستكمال لشكل السقالة تتخذ شكل منحدر في اتجاه الأرض لتصبح مكان مطرب المهرجانات.
بالإضافة إلى إستخدامهُ لموتيفات ليوضح بها الفروق بين منزل المثقف والمواطنة، فمنزل المثقف يوجد به (مكتبه صغيرة للكتب، لوحة لمنظر طبيعي، فوتي دائري صغير به نفوش عربية وضع فوقه (سبرتاية ذات لون ذهبي). أريكة ذات نقوش حديثة، وأباجورة حديثة. فى مقابل منزل المواطنة لايوجد به غير (مخدع صغير من طراز حديث) وعلى جانبيها تتراكم الكراتين الورقية التي تضعها وتضيف إليها إلى أن تحجب الرؤية عنها وتصبح كآنها نافذة صغيرة تتنفس منها.
بالإضافة إلى وجود (بيجامة من الكستور) توضع يسار المسرح بمثابة دلالة للزوج الغائب، إلى جانب إستخدام لراك متحرك يعطي شكل (عربة مترو الإنفاق) من الداخل
الإضاءة
تنوعت الإضاءة ما بين الإضاءة الصناعية المتمثلة في فروع اللمبات التي تم وضعها بالأعلى كتلك التي يتم تعليقها بالشارع المصري وفي الأسواق والمناطق الشعبية لكي توائم الأجواء العامة للعمل الفني، بينما جاءت الإضاءة الداخلية من المنزلين وقد تنوعت بين الإضاءة الخافتة أو الإنارة الكاملة حسب الأحداث الدرامية.
إستخدام الإنارة الكاملة فى ممرات الجمهور وتسليط كشافات الضوء على أعين المتلقي بشكل يزعج الرؤية ليوافق رؤية المخرج في إيقاظ المتلقي لطبيعة الحدث، كانت الإضاءة من تنفيذ (محمد الغرباوي- عادل سامي – نادي دويدار)
الموسيقي
انقسمت إلى ثلاثة أنواع الغناء الاوبرالى بالخارج وبالداخل فوق خشبة من خلال مطربي الأوبرا في منتصف خشبة المسرح على وجه التحديد والغناء الشعبي من خلال مشهد (الفرح والمطرب الشعبي)، وبين الغناء الايف (لمطرب المهرجانات)، والغناء المسجل (لبعض أغاني أم كلثوم)، والعزف على الكمان من خلال (شخصية المثقف )
الأزياء
جاءت الملابس مناسبة لكل شخصية درامية وفق طبيعتها وبعدها الإجتماعي، فملابس الباعة الجائلين جاءت معبرة عن الطبقة الاجتماعية وتوافق ذائقتها واستخدام بعض الإكسسوارات المتمثلة في قوس الشعر (وردة كبيرة) التي تستخدمها النساء من أبناء الطبقة الشعبية وبذلة لامعه يرتديها (شخصية المدرس)، وروب من الستان لشخصية المثقف، وملابس الزوجة (بيجامة النوم) جاءت معبرة ومناسبة للشخصية. فكانت لمصممة الأزياء (مي كمال)
الأداء التمثيلي
شخصية المثقف والتي قام بأدائها (محمد عبد الفتاح) كالا ببشاشة وجهه وهدوء صوته استطاع أن يقدم شخصية المثقف المنعزل عن مجتمعه يراه من فوق ويحزن عليه بشاعرية الكلمات لم يؤدى دور المثقف العضوي لم يشتبك مع واقعه ولم يجرب أن الإصلاح من خلال أرض الواقع وليس من خلال العبارات الفلسفية، فالكاتب أراد أن يوضح أن المثقف له دور في التغير ولكنه ألقى الضوء على نموذج يمليء الحياة المثقف الرومنطيقي الذي لا يحرك ساكن. ولذلك جاء أداء كالا بميزان وقدر على طبيعة تلك الشخصية. اذ لا ينقصه ولا يزيد عنه ربما أيضآ افاده أنه (حكاء ) ماهر. ومع ذلك تمنيت لو كان هناك بعض الانفعال الزائف في بعض اللحظات ليوافق طبيعة تلك الشخصية التي تنادي بشعارات ولا تطأ اقدامها أرض الواقع!
أما شخصية الزوجة والتي قامت بأدائها (دعاء حمزة) استطاعت دعاء بخفة ظل أن ترسم طبيعة الشخصية التي أرداها المؤلف والمخرج معأ ربة المنزل القلقة التي تكدس الأطعمة والادوية، فهي نموذج للمواطن القلق من الغد الذي يريد أن يأمن على يومه فتلك هي المساحة الآمنة لها، ففي بعض اللحظات تمنيت منها توضيح القلق والتوتر أكثر ليتضح المعني المراد إيصاله.
مع مجموعة من الممثلين الشباب الموهوبين
(إياد رامي – رنا عاصم -أحمد سعد – أمنية صلاح الدين –بكر محمد هاجر عوض ) فكانوا وقود العرض
الرؤية الإخراجية لعفيفي
لقد وفق المخرج في إستغلال خشبة المسرح وخطوط الحركة الإخراجية وتحريك مراكز القوة به وكان على وعي بثبات حركة المثقف والزوجة ولذلك شغل باقي المسرح مستغلّاً جميع مراكزه، وجاءت خطوط الحركة الإخراجية وفق طبيعة الشخصيات والموافق الدرامية.
ومن ذكائه وما يحسب إليه أن يبدأ العرض وسط الباعة الجائلين بالغناء الاوبرالى ربما الصورة غير إعتيادية ولكنه سعي للأصلاح، فليس الحل أن تنفر من محيطك ربما التعرف عليه ومحاولة الأرتقاء به حل من الحلول ربما لن يستقبلها الباعة من أول محاولة ولكنها بالطبع ستحدث إثرها. ومما يحسب إليه أيضآ اختياره النهاية أن ينتصر القيمة والجمال والخير. ففي مشهد النهاية يأتي مجموعة من الباعة الجائلين يلقون بشوالات وكأنها نفايات يتراكم في منزل المثقف لتعطي شكل هرمي تعلوه آلة الكمان في صورة جمالية وقوس الكمان يلعوا التكوين الهرمي الذي يختفي ورائه المثقف وتتداخل أصوات مطربي الأوبرا مع موسيقي الضوضاء لينتهي العرض المسرحي.
ولكن عتابي عليه هو كثرة الحكبات الفرعية التي كان من الممكن الإستغناء عنها مثل (شركة الهاتف المحمول) و(المدرس النجم) لتفسح المجال للتعمق في بعض المشكلات الأخرى واعطائها تلك المساحة فعلي سبيل المثال (المواطنة) وهوس تكديس الأشياء لم يتم التمهيد له دراميآ اللهم الإ من خلال سماعها لنشرة الأخبار في بضع ثواني والتي لم تكن مبررا كافياً لحالة الهوس في اقتناء المؤن من (مواد غذائية -وادوية علاجيه).
كما كنت أتمنى أن يربط مطربي الأوبرا ليس في الفقرة الخارجية فقط ولكن أن يتم دخولهم علي خشبة المسرح وليكن لاستكمال الغناء ولا يستطيعون فعل ذلك من الباعة الجائلين واستحواذهم على المكان ليكون مبررا دراميآ وتمهيد لدخولهم مرة تانية قرب النهاية ولكن دخولهم عند النهاية أصبح بمثابة حلية مقحمة لم يتم التمهيد لها مع الأخذ في الاعتبار أنها تعبر عن مضمون أكبر وأكثر اتساعا من مجرد دخولهم.
وبالرغم من زخم الأفكار ودسامتها الإ أنها تضافرت لتصف واقع نحيا به ويحيط بنا من الفوضوي والعشوائية والتي لاتقتصر بالطبع على حدود زمانية ومكانية ولكنها تمتد لأبعد من ذلك، فالفوضي سلوك بشري وليس مكان ورغم حالة العصف الذهني من كل اتجاه في الأفكار المطروحة وحالة التشتت التي يمكن أن تصيب البعض لكثرة الأفكار المطروحة الإ أنها حقيقية وصادقة لحياة نحياها نتمني أن يسودها الاستقرار والسلام والعدالة ويعم أرجائها القيمة والجمال والخير.