حفي حضن الدار البيضاء الساحرة، تتراقص الأحلام وتتناغم القلوب، نلتقي بكم في الدورة السادسة والثلاثين لمهرجان المدينة، في الثاني من يوليو 2024، حيث يمتزج سحر الفنون بعبق التاريخ.
على نغمات الموسيقى العذبة، وبين طيات القصائد الحالمة، نفتح أبواب الإبداع ونرحب بكل الأرواح المتعطشة للجمال. هنا، على أرض الدار البيضاء، تتجلى أرواح الفنانين في لوحاتٍ من نور وصوت، تتهادى فيها الرؤى والألوان، لننسج معًا قصة حب لا تنتهي بين الثقافة والإنسان.
في هذه الليالي السحرية، ارتشفنا من كأس الفنون حتى الثمالة، ونسافر عبر عوالم المسرح والسينما، ونحلق في سماء الإبداع بلا حدود. نحتفي بتنوعنا، ونغني للوحدة، ونرسم على جبين الليل بريق الأحلام التي لا تموت.
في قلب مسرحية “سالب الصفر”، يرتقي أرثيس، الفيزيائي المبدع، كشخصية محورية تناغم بين العلم والإنسانية. يُعرض أرثيس كرمز للتطور والطموح، يجسد الرغبة الشديدة في تحقيق الإنجازات العلمية وتحقيق التقدم في عالم الفيزياء والتكنولوجيا.
سالب صفر، الآلي المساعد لأرثيس، يتألق بذكاءه الاصطناعي وولائه الكامل لرجله. يعتبر سالب صفر شريكًا مثاليًا في تنفيذ التجارب العلمية وإدارة المختبر، مما يضيف بُعدًا تكنولوجيًا وفلسفيًا للقصة.
الشخصية الأولى، العمي الذي استعاد بصره بفضل أرثيس، تتميز بالحساسية والفرحة العميقة، حيث ينعكس فيها تحقيق الأمل والنور بعد فترة طويلة من الظلمة، مما يمثل تحولًا شخصيًا وروحيًا ملهمًا.
الشخصية الثانية، المجرم السابق الذي عاش حياة من الجرائم والبلاوي، تمثل التوبة والتغيير الداخلي. بفضل تجربة أرثيس، يكتشف المجرم السابق الندم ويسعى لتحقيق الغفران والتوبة، مما يضيف بُعدًا إنسانيًا معقدًا لشخصيته.
الشخصية الثالثة، الفتاة الصغيرة ذات الطموح الكبير، تجسد البراءة والأمل. يُعبر حلمها برؤية والدتها المتوفية في الجنة عن الإيمان الصادق والتطلع إلى الروحانية، ويتجلى فيها التحول العاطفي بعد استعادة قدرتها على رؤية ذكرياتها العزيزة.
الشخصية الرابعة، الشاب ذو البشرة الداكنة الذي تعرض للتنمر، يعكس التحول الشخصي من الاستهزاء والتهميش إلى قبول الذات والفخر بالهوية. يمثل الشاب الذي يكتشف جماله الفريد والتميز الذي يأتي من داخله، مما يعزز تفرده ويعطيه قوة داخلية جديدة.
الشخصية الخامسة، الشخصية الضعيفة التي اكتشفت القوة الداخلية، تتميز بالتحول من الضعف والتعرض للتنمر إلى قوة داخلية وثقة في النفس. تجسد الشخصية الخامسة الإرادة والصمود أمام الصعوبات، مما يبرز قدرتها على التغيير والتطور الشخصي.
فمسرحية “سالب الصفر” لا تقدم مجرد قصة علمية، بل تعبر عن رحلة إنسانية متعددة الأبعاد، حيث يتقاطع فيها العلم والأخلاق والروحانية بشكل ملحمي وعميق، مما يجعلها محط أنظار المشاهدين ومصدر إلهام للنظر بعيدًا عن سطح الأحداث الظاهرية.
للمسرحية “سالب الصفر”، دور السينوغرافيا يلعب دوراً بارزاً في تحقيق جو مناسب يعكس القصة والشخصيات بشكل ملائم. يُعبر السينوغرافيا عن البيئة التي تدور فيها الأحداث، وتساعد في تعزيز الجو المعبر والجمالي للمشهد عبر تصميم الأماكن والديكورات التي تتلاءم مع السياق الزمني والمكاني للقصة.
أما الاحترافية الذي لعبها الممثلين في تقديم المسرحية، فتشمل هذه الجوانب الفنية والفنية التي تعكسها الأداءات المتميزة للممثلين، واستخدام التقنيات الصوتية والضوئية بطريقة تعزز من تجربة المشاهد. الاحترافية تظهر في كيفية تنظيم المسرحية بشكل يتيح للجمهور فهم القصة بوضوح وتأثير عميق، مما يساعد في إيصال رسالة العمل الفني بشكل قوي ومؤثر.
ففي هذه الدورة لدار البيضاء يتلألأ المسرح بجمال،مهرجان لهذه السنة يجمع بين الفن والمعرفة في أفق واسع.
الدورة الـ 36 تسطع بأعمالها السحرية، من جامعات العالم تأتي الأصوات المنيرة .
تناغم من الألوان والأفكار تتلاقى، في عروضٍ تجسد الحكايات وتعبر عن الآمال.
ترقص الكلمات وتتلاقى الأفكار بين الطلاب، تتراقص الأضواء على خشبة المسرح بأنامل فنان.
يعزف القلب أوتار الإبداع والتعبير، ترتسم العروض بخيوط الإلهام والإخلاص.
في كل لحظة تحتفل الثقافات بالتبادل، وتتشابك الأفكار لتبني جسوراً من الفهم والتواصل.
مهرجان ينثر الجمال والروحانية على أرض الدار، يحيي التقاليد ويخلد الفن بروحٍ سامية.
في كل عام، ينبض الحياة بأنغامه الساحرة، يتحد العالم على خشبة واحدة لنرسم أحلامنا الباهرة.
هكذا ينطلق مهرجان الدار البيضاء بأفقه الواسع،
مهرجان الإبداع والتألق، يا لحدثٍ مهم وعظيم.