انتمائي الى المسرح ككاتب مسرحي يجعلني اتحدث عن تطوير النص المسرحي العراقي، النص المسرحي ابداع فني فاعل له القدرة على الوصول الى مشاعر المتلقي ويؤسس للمسرح قاعدة مضمون تمتلك القدرة التأثيرية، كونها تنتمي الى الناس وتاريخ الامة والنص الذي لا يمتلك روح الانتماء يصبح ظاهرة غريبة تزج قسرا الى المجتمع حالها حال الكثير من الامور الاعلامية التي لا يتفاعل معها الناس او تكون قيمة هابطة.
علينا استثمار التاريخ لأنه ينفتح على كل الدلالات ويمكن تمثيل الواقع الانساني خير تمثيل عبر التأريخ، و يمكن ان يكون قيمة هادفة، انا استغرب فعلا من ابتعاد الاكاديمية العراقية عن النص المسرحي العراقي، فمتى سيكون لنا مسرحنا الاكاديمي الوطني الحقيقي؟؟ الاكاديميات العراقية بدل تعريق النص المسرحي الاجنبي تعمل على عالمية النص العراقي، وهو اساسا يتمتع بصيغ جمالية وفنية بمضمون انساني يرتقي الى ما يقدم عالميا من نصوص مسرحية.
نجد ان نصوص شبابنا العراقي تقدم في اكاديميات عربية في تونس والمغرب والجزائر وليبيا والكثير من مسارح الدول، وهناك اشكالية جديدة ظهرت في المسرح العراقي حيث تم ابعاد دور المؤلف المسرحي عن الحياة المسرحية، واحتلال معظم المخرجين الشباب لقاعدة التأليف. ظهر جيل من المخرجين الشباب لا ينفذ سوى نصوصه التي يكتبها.
لهذا تجد بهرجة اخراجية فنيا ونصوص فارغة مضمونا، اهتموا بتقديم جسد المسرح ونسوا روحه، اغلقوا منافذ مهمة كان لها حراك فني كبير مثل المسرح المدرسي. اين المسرح المدرسي؟ فكان للعمال مسرحهم فرق مسرح العمال وللفلاح مسرحه ولدور الثقافة الجماهيرية وللشرطة والجيش ولجميع الوزارات وكلها كانت مسارح فاعلة وتخلق مثلما قلت حراكا وتشكل حافزا مهما للمسرح.
كل مسرح في العالم له هويته الا العراق، فقد انحرف المسرح العراقي الى موضة نشر الالحاد واصبح النص الملحد والذي يتجاوز على الثوابت اليقينية وكأن النص الجريء هو الذي يتنكر لوجود الله سبحانه ويحاكمه ويقاضيه، نحتاج الى ان نطور مفاهيمنا عن الفن والهوية ومعنى الابداع وروح الفن لنفهم ماذا كنا نفعل وماذا سنقدم للناس.