لا مسرح بدون نص ولا مسرح بدون ممثل ومهما كانت مخيلة المتلقي الا انه لن يفهم النص الا من خلال الممثل الذي يعطي الكلمة معناها النظري والسمعي والحركي بواسطة جسده باعتباره حامل العلامة الاول والاساسي مهما اختلفت طبيعة العروض المسرحية وتنوعت، فالممثل اذن هو صلب العرض ومتعة المشاهد وهو المسرح كله ولهذا اهتم منظري المسرح بالممثل ومنهم (ارتو) و(غروتوفسكي) الذي تحدث عن الممثل المقدس رافضا الممثل المبتذل فالممثل المقدس عنده هو” ذلك الممثل الذي يستطيع تشييد لغة نفسية تحليلية خاصة به هي لغة الاصوات والحركات التي تمكنه من ازالة كل عنصر معوق كي يستطيع تخطي كل قيد يمكن تصوره”.
وعند العود الى مسرحية “خوف سائل” لمخرجها (صميم حسب الله يحيى) نلاحظ بانه رسم الحركة للممثل بشكل دقيق وغير منفصل عن بيئة العرض المسرحي التي تعامل معها ممثليه (هشام جواد وبهاء خيون) بحرفية عالية ومن الدقة حيث استطاعا تحديد ابعادهم الهندسية لفضاء العرض من حيث الاقتراب بشكل متلاصق او الابتعاد او الهمس اثناء الحوار، وكل هذا اوحى للمتلقي بوجود دافع حقيقي لهذه الحركات والهمسات لأجل تحقيق هدف بدافع عقلي او نفسي.
وختاما علينا كمتلقين ان ندرك بان المخرج وممثليه كانوااكثر اجتهادا باعتمادهمعلى الحركة والانفعالات والاصوات فضلا عن الحوار المختزل ليضيفا للمتلقي متعة اضافية جاءت من خلال مشاهدته لتمثيل صادق خال من اي تصنع او مبالغة.