اصداراتمنشورات

إصدار فصلية “المسرح العربي”، أكتوبر 2025 (عبد الرحمن عرنوس /ملف خاص)/ بشرى عمور

صدر حديثا العدد الجديد (44) أكتوبر 2025 من مجلة “المسرح العربي”، التي تصدر عن الهيئة العربية للمسرح بالشارقة، وهي مجلة فصلية محكمة تعنى بالدراسات المسرحية، يترأس تحريرها الأستاذ إسماعيل عبد الله، الأمين العام ورئيس مجلس الأمناء. العدد يحتوي على 138 صفحة يتصدرها غلاف بصورة من العرض المصري “ماكبث المصنع” للمخرج محمود الحسيني.

جاء في  قسم “أسئلة المسرح”، “جدلية الإخفاء والتجلي في المسرح العربي” توقيع عبد الناصر حسو من سوريا، ويكتب علي العبادي من العراق “تداولية المغايرة والسكونية في العرض المسرحي العربي”.
وفي قسم “مفاهيم/مصطلحات” اختار صلاح حمادي جازع من العراق طرح إشكالية:”فلسفة المسرح أو مسرح الفلسفة”. وفي قسم “مطالعات الكتب” توزعت مابيت الترجمة والتأليف: “عرض لكتاب فلسفة الأداء المسرحي تقاطعات المسرح والأداء والفلسفة” ترجمة: أحمد عبد الفتاح، “نموذج السيميوز المسرحي في كتاب سيميائيات المسرح لطاديوز كاوزن” للمغربي أحمد بلخيري، “الكتاب الدراميون العرب والحكاية الإطار في ألف ليلة وليلة” ترجمة الجزائرية سمية زباش، و”المسرح والتنمية ـ من تجارب المسرح التفاعلي في السودان” للسوداني أبو طالب محمد.
وفي قسم “الأجناس الأدبية/ سباقات التداخل”  ارتكنت على تجربتين مهمتين، الأولى بعنوان:”الحوار ومسرجة الحالة القصصية قصة” روبابيكيا” لنجيب محفوظ” للمصري محمد عطية محمود. والثانية للمغربي زكرياء أومارية الذي اثار “المؤهلات والتحولات في رواية “جينيوم.. مزامير الترحيل والعودة”.
أما قسم “متابعات العروض المسرحية” تطرقت إلى أربعة تجارب عربية: الأولى “مسرحية كتاب الله..دراما القيم الروحية” لأنور محمد من سوريا، الثانية “من رهانات المونودراما النسوية العربية الجدية ـ مسرحية “جوكينغ” لحنان الحاج علي أنموذجا” للتونسي د. كمال الشيحاوي، الثالثة “قصيدة المكان وفائض المعنى في المسرحية العراقية “خريف” للعراقي علي مجيد، الرابعة للمصري باسم صادق عن “جسم وأسنان وشعر مستعار..استنزاف الإنسانية في عالم مصطنع”.
وجاء في قسم “قراءات ومراجعات” مشاركة واحدة حول” المسرح المغربي في مواجهة الإيديولوجيا الاستعمارية إلى التجريب المسرحي” من توقيع جواد عامر.
يستحضر العراقي د. فاضل الجاف في قسم “سيرة” حياة ملك المسرح السويدي “غوستاف الثالث” “Gustav III” (1746ـ 1792) الذي دمج السياسة بالفن، لم يكن مجرد حاكم يهتم بالسياسة بل كان ممثلا ومخرجا وكاتبا مسرحيا.
واستحدث قسم بعنوان “أصوات من اليمن” لرصد “معاناة الممثل المسرحي بي النسيان والبقاء” لليمني طاهر الزهيري.
ويأتي قسم” النصوص” لاغلاق العدد بمسرحية “الأديب” رحلة الإبداع والإلهام” تأليف اليمني عمر مجلد.
إلى جانب ذلك، خصص العدد ملفا حول تجربة:”عبد الرحمن عرنوس (1943 ـ 2009) صورة المعلم…صوت الانسان” اعداد نخبة من المسرحيين العرب: د. بشار عليوي من العراق “عبد الرحمن عرنوس…وريادة مسرح الفضاءات المفتوحة في مصر”، ومن الأردن المخرج المسرحي حكيم حرب “مسرح وبحر عرنوس”، والأكاديمي المسرحي العراقي د. رياض موسى سكران “رحلة عرنوس عبر الفضاءات الجمالية المفتوحة”، ومن المغرب الكاتب والمخرج المسرحي د. عبد الكريم برشيد “عبد الرحمن عرنوس بين الوجودية الصوفية”، أما الممثل والناقد والاعلامي اللبناني عبيدو باشا فاختار “عبد الرحمن عرنوس لا يخون المسرح”. بينما تطرق المخرج والكاتب والتاقد المسرحي المصري عصام السيد إلى “منهج الدكتور عرنوس في تدريب الممثل كما وثقه بنفسه”. بدوره الناقد المسرحي والاعلامي المصري محمد الروبي أثار أيضا “منهج عرنوس ووعي الممثل بالعالم”، الأكاديمي والناقد المسرحي التونسي د. محمد المديوني يقربنا إلى” فيه شيء من سقراط.. فيه شيء من “جنون” من ملامح عبد الرحمان عرنوس، الفنان والمعلم”،  ليختم المؤلف والمخرج والممثل المسرحي الأردني ـ الفلسطيني غنام غنام العدد بلحظة لقاءه الأول ب “عرونس”.

الكلمة الافتتاحية للعدد

على مسارات الحكمة والحوكمة/إسماعيل عبد الله
مبادرتان جديدتان من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، مبادرتان تدفعان العمل الاستراتيجي للهيئة إلى الأمام:
الأولى: جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للتميز المسرحي للشباب.
الثانية: المهرجان العربي للمسرح المدرسي.
ولا يخفى على المتأمل في المشهد أنهما تقصدتا المستقبل المسرحي، والذي يتأسس في المرحلتين والأجيال التي تمثلهما، وقد جاءت المبادرتان الكريمتان خلال اللقاء المهم الذي جمع صاحب السمو بأعضاء مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح، في مقر الأمانة العامة بالشارقة نهاية سبتمبر 2025، حيث ناقش سموه ووجه وأفاض من كريم معرفته وبعيد نظره الكثير، خاصة وأن المجلس في اجتماعه هذا ناقش ووضع الأسس الجديدة للاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية 2025 – 2035، قد ذهبت الاستراتيجية في نسختها الجديدة صوب البرامج التي تترجمها المشاريع والمبادرات في كل ما يهم المسرح العربي.
فإذا كانت الحكمة هي القدرة على اتخاذ قرارات رشيدة بناءً على المعرفة، التجربة، والتفكير الأخلاقي. وتشمل التبصر، والتوازن، والقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ في سياقات مركبة. وكانت الحوكمة مجموعة من السياسات، والقواعد، والآليات التي تنظم العلاقة بين الإدارة الجهات المستهدفة، بهدف تحقيق الشفافية، والكفاءة، والمساءلة والمراجعة المستمرة داخل الهيئة ومشاريعها، فإن الرؤية بعيدة المدى والرؤية المحفزة من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تقف في مقدمة ما تتجه إليه الهيئة العربية للمسرح من برامج وآليات تنفيذها، واقفة في ذلك على خطين متكاملين هما الحكمة والحوكمة.
إننا في الهيئة العربية للمسرح نجدد العهد والالتزام بالعمل الجاد والدؤوب الذي يليق بهذه التطلعات السامية، وبكل ما يحقق للمسرح العربي من سبل التنمية والتطور، خاصة لناحية النهوض بالمسرح في المناطق الأولى بالرعاية، والتركيز على العمل الاستراتيجي؛ وإذا ما كنا نعتز بأننا أنجزنا كل ما جاء في الاستراتيجية التي أطلقناها عام 2013، وتجاوزناه في سنوات لا تتجاوز نصف المدة العشرية، فإننا سنعمل من خلال التعاون والشراكات المثمرة على إنجاز الأفضل في المشهد المسرحي العربي.

Related Articles

Back to top button