نصوصنصوص مسرحية

نص مسرحي: “عروش الدمية..!!” / تأليف: شوقي كريم حسن

// السلطة ليست إلا مسرحًا، والملوك ليسوا سوى ممثلين في أدوار فرضتها عليهم الأقدار، لكن السؤال الحقيقي: من يكتب النص؟!!// ( ويليام شكسبير )

 

“مرآة العرش”

(خشبة المسرح شبه معتمة. في منتصف المسرح، عرش مهيب داخل قفص زجاجي، يبدو وكأنه سجن فخم. يجلس الملك داخل القفص، عيناه مغمضتان. حول القفص، خمس دمى بشرية ضخمة تتحرك ببطء، كأنها تكتشف وجودها لأول مرة. فجأة، ينبثق من الظل رجل طويل، يرتدي عباءة سوداء، صوته يشبه صوت الريح)

رجل الظل: (بصوت مهيب) أيتها الدمى، هل تسمعين رجع الصدى؟ إنه ليس اصواتك، بل الصوت الذي اختار لك الكلمات. أهذا عرش يحكم أم مرآة تعكس؟ أهذا ملك أم ظل في زجاج؟

(الدمى تتوقف عن الحركة، وكأنها تستوعب شيئًا جديدًا، واحد منها يخطو للأمام، مترددة، ترفع رأسها نحو الملك)

الدمية الأولى: (بصوت يشوبه الخوف) سيدي الملك… هل نحن من نتكلم، أم أن الكلمات تتكلم بنا؟

(الملك يفتح عينيه ببطء، يبتسم بسخرية باردة، لا يتحرك، لكن صوته ينطلق كأن المكان يتكلم باسمه)

الملك: الكلمات لا تنطق وحدها، بل تحتاج لمن يضعها في فم الريح. أنتم أنفاسي حين أختار الصمت، وأيديَّ حين تقصُر يداي عن الفعل. لا تسألوا من أنتم… بل اسألوا: من أنا؟

(رجل الظل يقترب من القفص، يضع يده على الزجاج، للحظة نسمع صوتًا خفيفًا، وكأن الزجاج يتشقق من الداخل، لكن لا شيء يتحطم بعد.)

رجل الظل: (بابتسامة ساخرة) ولكن، أيها الملك، ماذا لو انقطع الصوت، وسُمِعَ الصمت؟ ماذا لو نطقوا هم، وسكتَ العرش؟

(الدمى تتحرك بحذر، تتبادل النظرات، واحدة منها تمد يدها نحو القفص، قبل أن تلمسه، يرنّ صوت الملك كجرس إنذار)

الملك: (بصوت صارم) العرش لا يصمت…والدمى لا تفكر…وإلا، تحطّم المسرح فوق رؤوس الجميع!

(الدمى تتراجع، رجل الظل يبتعد خطوة للخلف، يختفي نصف وجهه في العتمة، في الخلفية، صوت تشقق زجاجي خفيف، كأن القفص بدأ يتصدع من حيث لا يراه أحد. الدمى تتحجر في أماكنها، رجل الظل نصفه في النور ونصفه في العتمة.… الزجاج يصدر صوت طنين خافت،، كأنه يتنفس)

رجل الظل: (مخاطبًا الدمى) كان يا ما كان، في سالف العصر والزمان،..ملك لا يرى، لكنه يحكم، وعرش لا يتكلم، لكنه يأمر، ودمى… تمشي، وتنفذ، وتنسى أنها تمشي.لكن، ماذا لو تذكرت؟

(الدمى تتبادل النظرات، تتغير تعابيرها، الأكبر حجمًا، تتقدم)

الدمية الثانية: (بصوت يحمل تحديًا مكبوتًا) الملك يرى… لكن بأي عين؟ الملك يحكم… لكن بأي يد؟

الملك: (بهدوء، دون أن يفتح عينيه) بأعينكم أنتم…بأيديكم أنتم…

الدمية الثانية: (تضحك بمرارة) إذن… نحن الملك؟

(صمت. الجميع يحدّق بها. حتى رجل الظل يرفع حاجبه بإعجاب خفي)

الدمية الثالثة: (بصوت يشوبه الشك) إن كنا نحن الملك… فمن داخل القفص،،،ومالذي يفعله هنا؟

الملك: (يبتسم ينتظر هذا السؤال) السؤال ليس من أنا…بل لماذا أنا هنا؟

(رجل الظل يضع راحة يده على القفص، صوت التشقق يصبح أوضح)

رجل الظل: ( يخاطب الجميع، وكأنه يخاطب لا أحد) سؤال يولد سؤالًا، والعرش يزداد ثِقَلًا…لكن، أيها الملك، يا من تحكم دون أن تلمس، هل تستطيع أن تحكم دونما دمى؟

(الملك يرفع يده ببطء، مشيرًا نحو الدمى، إشارة خفيفة، تجعل الجميع يرتجف. الدمى تلتفت إلى بعضها، الصمت يخيّم، فجأة، تبدأ إحداهن بالتحرك بشكل غريب، وكأنها تُجبر على السير. إنها الدمية الأولى، تتحرك نحو القفص دون إرادتها، عيناها تحملان رعبًا غير مفهوم.)

الدمية الأولى: (بصوت مكسور) أنا… لا أريد… لكنني…،،،،!!

رجل الظل: (بهمس شيطاني) إنه الخيط، أيتها الدمى….الخيط الذي لا ترونه، لكنه يشدكم… يشدكم دائمًا.

الدمية الأولى: (تحاول التراجع، لكنها لا تستطيع) لاااااااااااااا!!!

(تصل إلى القفص، تلمس الزجاج بيدها المرتجفة. تختفي داخل القفص وكأنها لم تكن. لحظة صمت ثقيلة، … صوت الملك يعلو، ليس من داخل القفص، من كل مكان)

الملك: (يتحدث من كل الجهات) الدمى… لا تتمرد…الدمى… تحلّ محل الدمى…

(الدمى ترتجف، رجل الظل يبتسم ابتسامة غامضة، ينسحب ببطء إلى العتمة، تاركًا الفوضى تشتعل. صوت الزجاج يستمر بالتشقق،.. الدمى تتحرك ببطء، تخشى أن يناديها الزجاج. رجل الظل يقف في أقصى المسرح، يستمتع بمأساة يعرف نهايتها مسبقًا)

رجل الظل: (بهمس يروي حكاية خرافية) في البدء… كانت الدمى تمشي بلا وعي، ثم جاء الصوت، فأعطاها أسماء،..ثم جاء السؤال، فأعطاها ذاكرة،..لكن المسكين من يعرف أكثر مما ينبغي…لأن المعرفة أول الخيوط التي تخنق الدمية.!!

(الدمية الثانية تتقدم ببطء، تحدّق في القفص،.)

الدمية الثانية: (بحزم) لا يمكننا البقاء هكذا…نحن نتحرك، لكننا لا نختار. نحن نتكلم، لكن اصواتنا ليست لنا. لا أريد أن أكون دمية أخرى في القفص!

(الدمى تلتفت إليها، بعضها يهز رأسه موافقًا، وبعضها يتراجع خوفًا. الملك يفتح عينيه، محدّقاً بها،.)

الدمية الثالثة: (بحذر، تخشى أن يُسمع صوتها) لكن… كيف نعرف أننا لسنا دمى؟ ماذا لو كان التمرد مجرد دور آخر؟

رجل الظل: (يضحك بخفوت) وأخيرًا… دمية بدأت تفهم! أيها الملك، لقد صنعت دمى ذكية… لكن، هل الذكاء نعمة، أم لعنة؟ الذكاء فعل أم قول..؟!!

الملك: (بصوت هادئ) اللعبة انتهت.،،لا احد يسألني كيف ولماذا..وحدي من يقرر..ويفهم مقاصد الإنتهاء!!

(الخيوط التي لم يكن مرأية، تبدأ بالظهور، تمتد من أعلى المسرح، تلتف حول الدمى، تجعلها ترتجف، تتحرك رغمًا عنها)

الدمية الثانية: (تحاول المقاومة، لكنها لا تستطيع، تصرخ) لاااا… نحن لسنا دمى…الدمية انصات اخرس،،وحكمة بكماء.. الدمية نسيان لايترك اثراً..(تصرخ) الدمية وعاء للصبر..!!

الملك: (يبتسم، يرفع يده كأنه مايسترو يتحكم في أوركسترا خفية) متى كانت للدمى ارادة،،، تحرّكوا بإرادتكم…ان كانت عندكم إرادة..

(تبدأ الدمى بالتحرك… لكنها لا تتحرك كما تريد. أجسادها تتلوى في رقصة غريبة، يحركها لاعب مجهول. رجل الظل يصفّق ببطء، إعجابًا أو سخرية)

رجل الظل: (بهدوء) ها قد بدأ العرضُ الحقيقي، لا خدعةَ في الألم،..ولا أقنعةَ للموتِ حينَ يصفّقُ الجسدُ للفراغ….!!

(الرقصة تستمر، الدمى تحاول الصراخ، تصرخ بأقدامها، بأيديها، بأجسادها التي لم تعد ملكها. رقصة مسرحية، لكنها رقصة موت، ورجل الظل يراقب، نصفه في النور ونصفه في العتمة… صوت تشقق الزجاج لم يعد همسًا، بل صار يشبه هدير بحر بعيد. الدمى ترقص ، بخطوات أبطأ، أثقل، وكأنها على وشك السقوط.)

الدمية الثالثة: (تحاول المقاومة) هذه ليس أنا…قدماي ليستا لي…صوتي ليس لي…أحلامي ملقاةٌ على الأرصفة، يمرُّ بها الغرباءُ، يدوسونها كأنها ظلالٌ لا تخصُّ أحدًا.!!

(تنظر إلى يديها، تراهما لأول مرة، تتوقف عن الرقص، ترفع رأسها ببطء، تدرك شيئًا مرعبًا)

الدمية الثالثة: (بهمس مذعور) إنها… ليست خيوطًا…إنها… نحن، دمى نُسبتْ إلى الريح، ووجه كنتُ أظنه لي، لكنه تلاشى في الزحام….!!

(صمت ثقيل. باقي الدمى تتوقف، محدّقة في بعضها البعض. رجل الظل يبتسم، يصفّق مرة واحدة، صوته يرتد مثل صدى في فراغ)

رجل الظل: (بهدوء المنتصر) وأخيرًا… أحدكم عرف الحقيقة. أحدكم عرف الحقيقة… لكن ما نفع الحقيقة إن بقيت حبيسة اللسان؟، …الحقيقة سهم لا يُستعاد بعد انطلاقه. أحدكم عرف الحقيقة… لكنه، ألقى بها في ظلمة صدره، وأكمل حياته بين العتمة والصمت…الحقيقة ثقيلة، لا يحملها إلا من تجرأ على الجحيم…!!

الدمية الثانية: (بفزع) لكن، إن لم تك هناك خيوط… فمن يحركن… إن لم تكن هناك خيوط، فمن يمدّ أصابع القدر في أضلاعنا؟ من يعبث بأرواحنا كدمى تتأرجح بين وهم يقين؟

(يضحك الملك، يرفع يده، مشيراً إلى القفص حوله، إلى الزجاج الذي بدأ يتصدع)

الملك: (بصوت رخيم) هذا هو العرش. ليس سجنًا… بل مرآة. ليس قيودًا… بل انعكاسًا. أنا هنا، لأنكم جعلتموني هنا. وأنا أحكم… لأنكم لا تريدون أن تحكموا!

(الدمى تحدّق فيه، في الزجاج، في نفسها. رجل الظل يقترب من القفص، يمد إصبعه، يضغط بخفة على الشق الصغير … صوت تحطم هائل ….الزجاج ينفجر. يتلاشى، . الملك لا يتحرك، يبدو أقل وضوحًا. الدمى تبتعد، تنظر إلى بعضها البعض. رجل الظل يخطو خطوة الى الوراء،.)

رجل الظل: (بابتسامة شبحية) حسنًا… انتهت المسرحية. لكن، السؤال الآن… من سيكتب النص القادم، من يكتب الفصل الأول؟ من يخطُّ صرخة العرش الواهم، من يكتب المسرحية قبل أن يبتلعنا الصمتُ جميعًا؟

(الدمى تتبادل النظرات. الملك ينهض عن العرش، يسير نحوهم ببطء. لم يعد يبدو ملكًا. لم يعد يبدو شيئًا على الإطلاق.)

 

العرش المنسي

(لا شيء تغيّر كل في مكانه. القفص الزجاجي مهشم تمامًا، الدمى متناثرة حوله، في حالة من الفوضى. الملك جالس على الأرض، صار يشبه شخصًا فقد سلطته. رجل الظل يقف بعيدًا، يراقب المشهد)

الدمية الأولى: (بصوت مكسور) ماذا يعني هذا؟ ألم ننكسر نحن أيضًا؟ ألم نتحرر؟

الدمية الثانية: (تصرخ، وهي تحمل أحد أطراف القفص المتكسر) لكننا… لا نعرف كيف نعيش خارج القفص؟!! إننا نعيش لأننا مخلوقات محطمة! والآن… أصبحنا بلا شكل، دونما وجوه!

(الدمى تهتز، غير قادرة على إيجاد مكانها، وعلى الرغم من حرية الحركة، لا تستطيع فهم معنى هذا التحوّل. الملك ينهض ببطء، ينظر إليها،متنهداً، وكأن حملًا ثقيلًا قد سقط عنه)

الملك: (بصوت فاقد للأمل) أردتم أن تهدموا العرش، لكنكم لا تعرفون ما الذي تجدونه وراءه. العرش ليس مجرد زجاج،إنه الروح التي تحكم كل شيء. ليس شفّافًا ليعكس وجوه الحالمين، ولا هشًّا ليسقط بشظايا الوهم…!!

الدمية الثالثة: (بغضب، وهي تتحرك بعيدًا عن الملك) نحن لسنا ملكًا… لسنا دمى، تُحركها أصابعُ الظل، نحنُ الفكرةُ التي لا تَشيخ، والصوتُ الذي لا ينكسر لقد فهمنا الآن!!.

(رجل الظل يقترب من الدمى المتنازعة)

رجل الظل: (بصوت مشحون بالتهكم) الدمى… تظن أنها حُرّة، لكن الحرية… سجن أوسع. والملك… يعكس ما في داخل كل واحد منكم… صنعكم خيوطه، وصنعتموه بأنفسكم.!!،

(صوت ارتطام مفاجئ. الملك يرفع يده، يبدو أن لديه قليلًا من القوة)

الدمية الأولى: (متراجعة) نحن لا نريد العودة…هل الحرية تُؤخذ بالاختيار؟!!

الملك: (بصوت مبحوح) الحرية لا تُعطى، لا تُؤخذ…لكن، هل يمكننا العيش بدونها؟ الحرية تعني الفراغ… والفراغ هو العرش الذي لا يرى.،،

(الدمى ترتبك، بعضها يتحرك بشكل عشوائي، والآخر ينظر إلى الملك. فجأة، يهتز المكان. كل شيء يبدأ في الارتجاج)

رجل الظل: (بصوت قوي) ألا ترون؟ إنكم حكمتم أنفسكم بالدمار، لأنكم تحاربون ما هو طبيعي. الحرية ليست هدية… الحرية لعنة ابدية، وسؤال لايفقه الإجابات!!

(الدمى تبدأ بالتفكك، أجزاء منها، تتحول إلى رماد، الملك يحدق بها، عاجزًا، الرجل الظل يقف في الظلام، يراقب كل شيء يتحطم)

 

“خيوط ودمار”:

(الأرض مغطاة بقطع زجاج ورماد. الرجل الظل يقف في المنتصف، الملك جالس على الأرض، يحدق في يديه، وكأنه يراهما لأول، يبدأ الرجل الظل بالكلام، إلى نفسه)

رجل الظل: (بصوت عميق) قلتم جميعًا إنكم ترغبون في الحرية…لكنكم لم تدركوا ما هي الحقيقة، إن الحرية… ليست مرفقة بجواب. الحرية هي السكون. الحرية هي العدم. الحرية هي العدم،..أن تكون خاليًا من القيودِ،..أن تفلتَ من الأوهامِ التي تغلفك،أن تُفلتَ من عبء الماضي،،،وتعيش في اللحظةِ الخاليةِ من الزمن…الحرية أن تَكونَ، دون أن تُحَددَ من أحد، أن تكون الفضاءَ الذي لا نهاية له،،!!

(الملك يرفع رأسه، يتطلع إلى الرجل الظل)

الملك: ولكن… ماذا عني؟ ماذا لو كانت حقيقتي تكمن في صمتي؟ ماذا لو كان العرش مجرد خيط شفاف، خيط يربطني بهذا العالم؟

رجل الظل: (بابتسامة هادئة) كنتَ نائمًا، أيها الملك… لم تكن تحكم… كنتَ مجرد ضحية لتصورك.

(الملك ينهض، مشوشًا، ينظر إلى الحطام حوله)

الملك: سقط العرش…و اختفى كل شيء…هل يبقى شيء بعد هذا؟

(الدمى التي تم تدميرها تعود الى الحركة، بدون وجه أو ملامح، ودون هدف. الرجل الظل يراقبها بصمت)

رجل الظل: (بصوت هادئ) عندما تكون النهاية، لا بد أن تكون هناك بداية جديدة…لكن الحقيقة… لا تبدأ في الزمان. الحقيقة تبدأ في الفراغ…!!

(الجميع في صمت)

 

“المرآة الأخيرة”

(المشهد أكثر هدوءًا: العرش فارغ تمامًا، الزجاج المحطم قد اختفى، والدمى . هناك ظلالٌ تسير على المسرح، تتحرك ببطء،. الرجل الظل يقف في المركز، يراقب المشهد)

رجل الظل: (بصوت عميق) ماذا بقي؟ أين ذهبت الاشياء؟ هل الفراغ كان يملأ العرش؟ أم أننا نحن من ملأناه؟!!

(الملك يظهر من العدم، يتأمل في الظلال)

الملك: (بصوت متعب) ما هو العرش الآن؟ هل هو مكان، أم فكرة؟ هل كان مجرد ظل… أم كان خيطًا؟ ليس أكثر من وهم نلاحقه وهو يبتعد؟ هل كان يومًا يحكم؟ أم عرش من كلماتٍ فارغة؟!!

(الملك يقترب من الظلال، يمد يده نحو الفراغ الذي أمامه)

الملك: (بصوت هادئ) لقد كنتُ الجواب، وكنتُ السؤال..، والآن، لن يبقى شيء سوى الفراغ…

الرجل الظل: العرش ليس مكانًا…العرش كان حلمًا متداعيًا. خيطًا يربط الأرض بالسماء، يصل بين ما هو مرئي وما هو مخفي. اما الآن، فلا مكان له في الواقع. أصبح فكرة ضائعة في الزمان، ظلًّا يُراقب دونما صوت.

( البحث عن بداية مغايرة)

Related Articles

Back to top button