من أقوال مييرهولد للمخرج/ ترجمة: فاضل الجاف
الممثّل بحاجة إلى دراسة فن التمثيل كما يدرس عازف الكمان آلته، من سبعة إلى تسعة أعوام. لا يمكنك أن تصبح ممثّلًا خلال ثلاثة أو أربعة أعوام.
***
غياب الارتجال في أداء الممثّل دليلٌ على توقّفه عن النمو.
***
لا ينبغي للمخرج أن يخشى الصدام الخلّاق مع الممثّل أثناء التدريبات، حتى لو بلغ الصدام حدّ الشجار بالأيدي!
***
قوّة مكانة المخرج – بخلاف الممثّل – تكمن في كونه يعلم، أو ينبغي أن يعلم، دائمًا كيف سيكون العرض غدًا. فهو يمسك بزمام كل شيء، لذلك فهو، بطبيعة الحال، أقوى من الممثّل.
وعليه: حارب، ولا تخشَ الخصام والقتال.
***
مسرح المخرج هو مسرح الممثّل، مضافًا إليه فنّ التركيب الكلي.
***
لعلّكم تنتظرون مني أن أضع كتابًا ضخمًا عن تجاربي في الإخراج المسرحي، لكنني – في الحقيقة – أحلم بتأليف كتيّب، كرّاس صغير تقريبًا، أُحاول أن أُلخّص فيه بعض
***
الحقائق الأساسية. ففي هذا الكرّاس سأجمع خلاصة تجاربي الضخمة! فقط لو كان لديّ وقت كافٍ للاختصار، كما قال أحدهم.
***
لا أتذكّر من قال إن علاقة الفنّ بالواقع تُشبه علاقة النبيذ بالعنب – لكنه قول رائع.
***
في الفن، ليس مهمًّا أن تعرف كلّ شيء، المهم أن تُخمّن.
***
أجمل ما في الفنّ، أنك في كلّ مرحلة جديدة تشعر وكأنك عدتَ تلميذًا من جديد.
***
لا تخلطوا بين مفهومي التقاليد والكليشيه؛ فالكليشيه هي التقاليد بعد أن فقدت مضمونها.
***
طوال حياتي، شاهدتُ ما يتراوح بين خمسة عشر إلى عشرين عرضًا لمسرحية هاملت.
***
كلّ عرض كان مختلفًا تمامًا عن الآخر، لكن الشيء الوحيد الذي كان مشتركًا بينها، هو أن الممثّلين كانوا يرتدون دائمًا الزيّ الأسود.
***
أُحبّ أن أُعيد العمل على عروضي السابقة. وقد قال لي البعض إنني بذلك سأُفسدها ربما.
لكنني لم أتمكّن، ولو مرّة واحدة، من مشاهدة عمل من أعمالي دون أن تنتابني رغبة في تغيير شيء ما فيه.
***
الميزانسِين لا يعني التشكيل الساكن للمجاميع، بل هو عملية نموّ: تأثير الزمن على الفضاء.
فإلى جانب عنصر البلاستيكا، هناك أيضًا عنصر الزمن الكامن فيه، أي الإيقاع والموسيقى.
سألجأ إلى نوع آخر من المقارنة:
إذا كان التمثيل لحنًا، فالميزانسِين في هذه الحالة هو الهارمونيا.
***
عندما جزّأتُ نص الغابة إلى وحدات (إبِيسودات) ، صاح الجميع:
“إنه يُقلّد السينما!” لكن لم يخطر ببال أحدهم بوريس غودونوف لبوشكين، ومعظم مسرحيات شكسبير، مبنيّة بهذه الطريقة أصلاً.
***
من أصعب الأمور أن تُخرج مسرحيات رديئة وسطحيّة. بودّي أن أدفع للمخرج ضعف الأجر المعتاد إذا أخرج عملاً رديئًا. لكن مقابل فرصة لإخراج هاملت أو المفتّش العام، بودّي أن أجعلهم يدفعون لي!
***
إن لم تمنح الفنّ كلّ شيء، فلن تمنحه أيّ شيء وأجمل ما في الفنّ أنك، في كلّ مرحلة، تشعر أنك تلميذ من جديد.
***
أُبصر كتاب بيتهوفن للكاتب رومان رولان مفتوحًا على المنضدة.
وبينما أتصفّح كتابًا آخر عن الفنّ، أرسم خطًّا تحت عبارةٍ لبيتهوفن:
ليست هناك قاعدة لا ينبغي خرقها من أجل الإتيان بما هو أجمل.
عن كتاب «مييرهولد» لألكسندر غلادكوف، موسكو، 1990.
