نص مسرحي: “فتاة الثلج” / تأليف: رجاء فرج

( اعداد عن قصة بائعة الكبريت )
الشخصيات :
1- الراوي
2- الجدة
3- بائعة الكبريت
4- مالك المنزل
5- الرجل
6- الاب
7 – الأولاد
8- أطفال الشارع
9- امرأة 1
10- امرأة 2
المنظر الأول: (مكان مفتوح في فصل الشتاء ….برد وتساقط ثلوج قبل أعياد الميلاد)
الراوي: في يوم من أيام الشتاء القاسية وقفت الصغيرة تبيع اعواد الكبريت، اذ الاشجار ترتدي ثياب الثلج، تنشر البرد القارص في ارجاء الشوارع المقفرة، لاشي سوى الاصوات والاضواء تتسرب من النوافذ بائعة الكبريت (تنادي) ابيع الكبريت الجيد.. لدي كبريت جيد ..ثمنه رخيص جداً وجيد…الا تسألوني عن ثمنه؟، انه رخيص وجيد.. لدي كبريت، اشتروا مني ارجوكم…سيدي الا تريد كبريتاً …؟؟ لدي كبريت…
(تتجول الفتاة في المكان، تنادي بتعب وتكرار)
بائعة الكبريت: اعواد كبريت جيدة، اشتروا مني، رخيصة الثمن.. هيا يا سادة..(تتوقف لحظة وتتنهد بعمق)اه…لا احد يريد شراء كبريت…انه كبريت رخيص، هيا اشتروا..اتريدون الكبريت؟؟
المنظر الثاني: (منزل دافئ فيه موقد نار، الأولاد يستقبلون أباهم وهو يدخل البيت)
الأولاد :(يجرون نحو الباب) عاد ابي…عاد ابي احبك يا ابي
الاب: البرد شديد بالخارج (بابتسامة دافئة)، الدفء هنا مضاعف دفء الاسرة ودفء الموقد..ادام الله هذه السعادة فهي كنز لمن يصونها..
بائعة الكبريت: (تنادي خارج المنزل) اعواد الكبريت، هيا اشتروا الكبريت ارجوكم..الن يشتري احدكم مني الكبريت؟ارجوكم اشتروا، اشتروا الكبريت، اه يكاد البرد يجمد اطرافي..ساعدني يا رب.. تنظر الفتاة الى شباك المنزل وتتسأل مع نفسها .. موقد فية نار!! ….اه ..اين أيام جدتي؟؟ جدتي.. اين أنتِ ؟ ها هم الاطفال ينعمون بالدفء، يلعبون تحت سقف البيت، يقتربون من نار الموقد، تتورد وجناتهم فرحا.. جدتي.. كنت معي، وكانت ايامي حلوة .. ولكن (تتذكر جدتها)
الراوي: تذكرت الفتاة الصغيرة أيام الدفء والسعادة مع جدتها ….
بائعة الكبريت: ما ادفء حضنكِ يا جدتي !
الجدة: وما اروعكِ يا صغيرتي !!
بائعة الكبريت : جدتي هل ستحكين لي حكاية ؟؟
الجدة : تطلب كما كانت أمها تطلب من قبل !
بائعة الكبريت: (تضع راسها بحضن جدتها وتردد) جدتي… جدتي
الجدة : كان ياما كان في قديم الزمان… كانت هناك فتاة صغيرة و..
بائعة الكبريت: (بفضول) ماذا صغيرة!! هل كانت الفتاة عمرها اكبر من عمري ام كانت اصغر ؟؟
الجدة :كانت صغيرة ولطيفة، وجميلة ورائعة، بمثل عمركِ يا صغيرتي
بائعة الكبريت: وكانت هذه الفتاة تحب جدتها التي تجلسها بحضنها الدافىء لتحكي لها حكاية قبل النوم، صحيح؟
الجدة : بلا… وكان جمالها غير عادي.. صفاء السماء في عينيها اللتين تلمعان كالنجوم، شعرها كخيوط الشمس وصوتها اجمل من تغريد البلابل
(تتابع الجدة حديثها برفق، والفتاة تستمع بتمعن)
الجدة :سترين نجوم براقة واخًرى شاحبة.. .وهكدا الناس بعضهم براق ويعيش بسعادة والأخر حياته الم
بائعة الكبريت: ولكن النجم يبقى عاليا ولا يتاثر سواء كان نجم براقاً ام شاحباً..اليس كذلك جدتي!؟صحيح ما أقول يا جدتي؟
الجدة: بلا يا صغيرتي ،ستصبحين حكيمة عندما تكبرين وتصيرين بعمر جدتك (تتابع الجدة حديثها) عندما توفت امكِ واضطر والدكِ للسفر لم يعد لي هم سوى تربيتكِ وتعليمكِ..كانت وصيتها لي قبل وفاتها اهتمي بابنتي، اطعميها واسقيها وعلميها و افعلي.. وافعلي …. خفت في بداية الامر ولكن حبي لكِ كان اقوى من كل شيء في هذه الدنيا فحب الانسان لولده كيير ولولاه لما عاش الانسان على وجه الأرض فالبغض والكراهية تحرق الانسان ..
بائعة الكبريت: اجل (بحزن) لا ادري لماذا يظلم الناس بعضهم بعضاً لقد خلقهم الله ليعيشوا معاً ويساعد كل منهم الاخر.. في السماء المضيئة نجوم ولو كان نجماً واحداً لما استطاع ان يضىء السماء
الجدة: مهما كانت قوة ضوء النجم لا يقاس بضوء النجوم مجتمعة وكذلك الانسان لا يستطيع التخلي عن اخية الانسان
الراوي : ولكن هذه الأيام الجميلة الدافئة لم تدم طويلاً …..
(تظهر الجدة ممدة على الأرض، لا تتحرك… الفتاة تتوجه نحوها بسرعة)
بائعة الكبريت: (تنادي) جدتي …جدتي…انهضي ارجوكِ انهضي …حفيدتك الصغيرة تناديك !……
الراوي: ماتت الجدة وبقيت الفتاة الصغيرة
(المنظر يتحول إلى الفتاة وهي جالسة أمام قبر جدتها)
الفتاة: جدتي (تبكي) جدتي لماذا تركتيني انت أيضا ..ماذا سافعل بدونك؟؟جدتي!!!
مالك المنزل: (بصوت حاد) الم تملي من هذا الجلوس؟؟ انهضي….هيا انهضي…
بائعة الكبريت: (بصوت مرتجف) سيدي !!!
الراوي: بعد ان ماتت جدتها أصبحت الأيام قاسية على الفتاة الصغيرة..
(مالك المنزل يحمل كيس مليء بحزم من اعواد الثقاب ويعطيه للفتاة الصغيرة) ويقول لها…
مالك المنزل: (بصوت حازم) لا تعودي الى المنزل ومعك عود واحد …عليكِ ان تبيعيها كلها …هيا …
المنظر (في الخارج مطر شديد وبرد قارص)
بائعة الكبريت: (تنادي بصوت مرتجف) اعواد كبريت جميلة ورائعة ..انه كبريت جيد (تحدث نفسها) لا أرى احد في هذا المكان ،المطر شديد،،،،يا رب ماذا افعل؟؟ تعالوا اشتروا اعواد الكبريت، خفيفة ورشيقة ودافئة، تعالوا.. اشتروا اعوادي .. هيا.. لم يبق الا القليل .. اعواد الكبريت .. تعالوا لم استطع بيع حزمة واحدة ولن استطيع ان اعود الى المنزل وهي معي ..يالهي ماذا افعل؟؟
الراوي: وفي طريقها، التقت الفتاة الصغيرةً بمجموعة من الأطفال الفقراء الذين كانوا يحاولون اللعب والابتسام رغم البرد القارص
الفتاة: (تحيهم بمرح) مرحباً….ماذا تفعلون هنا في هذا البرد؟
طفل 1؛نحاول أن نجد شيئاً نفعله لننسى البرد قليلاً…. هل تريدين الانضمام إلينا؟
بائعة الكبريت: بالتأكيد …اممم ماذا تلعبون؟
طفل 2:نلعب لعبة من يمكنه الوقوف على قدم واحدة لأطول وقت دون السقوط والفائز سيحصل على قطعة خبز! خبز حااار ومكسب ها ها
بائعة الكبريت: يبدو لذيذاً امممم احب الخبز الحار والمكسب ….. سأشارككم تبدو لعبة ممتعة…
(يتجمع الأطفال حول الفتاة ويبدؤون اللعبة ….الجميع يضحكون ويمزحون )
طفل 3: لقد خسرت (وهو يضحك)! أعتقد أنني لن أحصل على الخبز حاراً او بارداً هذه المرة!!
بائعة الكبريت : لا بأس …..لدي بعض أعواد الكبريت، يمكننا إشعال واحد والدفء حوله قليلاً.
الراوي :تجمع الأطفال حول العود المشتعل، يضحكون ويمزحون مما أعطى قلوبهم الصغيرة دفئاً مؤقتاً وفرحة
طفل 1 :من يمكنه الآن تقليد حركات الدجاجة بأفضل طريقة؟ أنا أراهن أنني سأفوز!
الأطفال : (بضحكون ويصفقون) هيا ،،،هيا، ،،،،لنرى من الأفضل! يرفعون أيديهم مثل جناح الدجلجه ويقلدون أصوات الدجاج بق بق بيق ها ..ها ها يضحكون ويقفزون (ويخرجون من خشبه المسرح)
الراوي :كانت لحظة قصيرة من السعادة والفكاهة وسط البرد القارص، لكنها كانت كافية لتجعل الفتاة الصغيرة والأطفال ينسون معاناتهم للحظات.
بائعة الكبريت: (تنادي بتوسل) الا يحتاج سيدي لعود كبريت..
الراوي: تمر عربة مسرعة من جانب الفتاة فتسقط على الأرض ويتبلل حذائها ويتمزق (وتنادي مجدداً) انا بائعة كبريت …الا تريدون كبريت… اعوادي تصارع البرد لانها نار صغيرة، لكنها سرعان ما تنطفئ .. ويبقى البرد .. اششش ها ..
الرجل : اعطني حزمة..
بائعة الكبريت : (مندهشه) ها ..تفضل سيدي…
الرجل : تفضلي النقود
بائعة الكبريت: ولكنها كثيرة جداً …(بكبرياء) انا بائعة كبريت ولست متسولة أيها السيد!!! ولن استطيع ان اخذ اكثر من قيمتها !،.
الرجل: ومن قال لك اني لن اخذ جميع الكبريت بهذه النقود كلها صغيرتي..!
بائعة الكبريت : ستاخذ الكبريت كله؟ ها صدقاً تريده كله !! هل ستفتح معملاً للكبريت؟؟
الرجل : اممم ..لقد اشتريتها كلها لكي تعودي الى المنزل ولا تبقي بهذا الجو البارد ..
بائعة الكبريت: (بفرح ) شكرا لك ..تفضل يا سيدي..
الرجل: اشتريتها واعيدها هدية اليكِ. ارجو ان تقبلي هديتي!، اراكِ بخير يا ابنتي..
بائعة الكبريت: اشكرك يا سيدي .انت كريم جداً ،،الى اللقاء..
الراوي : تابعت الفتاة بيع الكبريت في تلك الأيام شديدة البرودة ..مشت طويلاً فوق الثلج وتحت المطر وفي وجه الريح وكل املها ان تبيع ما معها من كبريت ..
المنظر الثالث /بيت مالك المنزل
(غرفة صغيرة وباردة، بائعة الكبريت تجلس على الأرض متعبة وتغطي نفسها ببطانية قديمة. يدخل مالك المنزل بوجه قاسٍ وجشع. يسود السكون للحظة قبل أن يبدأ الحوار)
مالك المنزل: (بصوت غاضب) أين أجور البيت يا فتاة؟ تأخرتِ في الدفع مرة أخرى!
بائعة الكبريت : لقد دفعت يا سيدي ..
مالك المنزل: (صبح اشد غضباً)…متى دفعت؟ انتِ الوحيدة التي لم تدفغ!!
بائعة الكبريت : لقد دفعت؟
مالك المنزل: متى
بائعة الكبريت: قبل ساعتبن
مالك المنزل: لم التق بك
بائعة الكبريت: انا ايضا لم التق بك
مالك المنزل : اذن كبف دفعت؟ هل انتِ مجنونة؟
بائعة الكبريت : لم ادفع لك …
مالك المنزل : من تقصدين ؟ لمن دفعت؟
بائعة الكبريت : للبائع .. صاحب الكبريت
مالك المنزل :ماذا تقولين؟ وما شأني بصاحب الكبريت؟
بائعة الكبريت :يا سيدي (باستياء) الست ابيع الكبريت واعطيك المال؟ ..لذلك انت من يزودني بالكبريت كي ابيعه وقد قال صاحب الكبريت اعطني النقود بدل الايجار لانك لم تدفع له ….
مالك المنزل: سحقاً لكِ وله…. اريد منك الايجار والا ساطردك من البيت هل فهمتي ما اقووول
بائعة الكبريت: (بصوت خافت ومضطرب) سيدي، لم أحصل على أي مال هذه الليلة لقد بذلت قصارى جهدي.. لكن الناس لم يشتروا مني
مالك المنزل: (بصوت مرتفع) هذا لا يعنيني! أريد أجور البيت الآن أو سألقي بكِ في الشارع!
بائعة الكبريت: (تبكي) أرجوك أمهلني بضعة أيام. ..سأعمل بجد لأجمع المال
مالك المنزل: (بلا رحمة وغضب) لا أريد أعذاراً… إذا لم تدفعي الأجور غداً سأطردك أنتِ وكل ما تملكين إلى الخارج
بائعة الكبريت: لكن سيدي… أين سأذهب؟ ليس لدي أي مكان آخر!
مالك المنزل: (باحتقار) هذه ليس مشكلتي حياتكِ لا تهمني كل ما يهمني هو نقودي، درهم، درهمان، على مائة دينار، اشعر بسعاذة كبرى وانا اعدها ،.اشعر بسعادتي تغمرني، اكدس المال مثل الاطعمة، بشرط عدم اكلها او صرفها، اكياس وصناديق.. لذة موسيقى الدراهم حين تتصادم يا سلام .. انها الحقيقة الوحيدة في هذا العالم اتحكم بكل شي بنقودي المكدسة مثل صناديق الرصاص .. ( يضحك) اعطني اكثر من مالك . احترمك اكثر لا تكن طيبا. لانك ستعطف على الناس، وقد يدفعك عطفك الى ان تعطيهم بعض من اموالك! (يضحك) مستحيل لا تعاطف ولا مشاعر،كل شيء عندي هو المال النقود، لانها النفوذ (يضحك بصوت عالي)
خرجت الفتاة للتبيع الكبريت من جديد …
بائعة الكبريت: (تنادي) اشتروا الكبريت أيها السادة.. انه كبريت جيد …يا سادة الا تريدون الكبريت !!كيف توقدون المدافىء بدون اعواد ثقاب ..؟ انها رخيصة ،،لماذا لا تشترون؟؟
(تمر عربة مسرعة بللت الفتاة الصغيرة وسقط حذائها الكبير من قدمها وتمزق ..)
بائعة الكبريت: تمشي وهي حافية القدمين (تنادي) الكبريت ..لماذا لا يشتري احد ؟؟اشتروا ارجوكم (تبكي وتتوسل) اشتروا ارجوكم ثمنها رخيص جداً …اعواد الثقاب ارجوكم !!.
(بملابسها المتردية تجلس بائعة الكبريت وحيدة على الرصيف في ليلة شديدة البرودة وتحدث نفسها)
الناس قساة اكثر من هذا البرد لاشي يستحق ان اعيش من اجله .. سوى انني اريد ان اعيش بسلام بمشاعر دافئة وصادقة تذكرت امي التي ماتت بعد ايام من ولادتي ابي الذي عاش بحسرته، يراني بلا تعليم ابي مات بالسكتة القلبية لا بيت يأويني .. وصاحب المنزل هددني بالطرد انه جشع، يرى العالم دراهم ودنانير قلت له امهلني اياما؟ ضحكً وهو يراني اتألم..لا شأن لي بك (تبكي) الهي وانت العارف بحالي ساعدني وانت الرحيم الرؤوف. فقط اريد هذه الغرفة انها تحميني من البرد والثلج..
بائعة الكبريت: (تتابع) لقد حل الظلام ولم استطع بيع شي من لكبريت ..وان عدت الى المنزل وانا على هذه الحال فان العقاب الشديد ينتظرني من دون شك ،،ماذا علي ان افعل ؟؟كيف اتصرف؟كيف ساعود ..(تحدث نفسها) اذا اشعلت عود الكبريت هذا فانه سيدفئني قليلاً (تتخيل) وجه مالك البيت الغاضب والمخيف ساشعل عود واحد ..لا باس عود واحد.. واحد.(تشعل العود وترى رؤية فيها مدفئة) انها مدفئة دافئة ما اجملها تشعرني بالدفء ..انطفئ العووود (تشعل) عود ثاني (ترى) رؤية مائدة طعام عليها الذ واشهى الأطعمة..اوزة مشوية..انها (تتكلم) وتقول ..انا الاوزة المحشوة بالمكسرات، ما رأيكِ ان نرقص…
بائعة الكبريت: (تضحك) أوافق ..
يرقصان معاً ويلعبان مع المائدة والكراسي والمكنسة الطويلة، يرقصون بفرح …ويضحكون ثم تسقط على الأرض وتضحك وتعود الى حالتها …(تشعل) عود ثقاب اخر …ترى رؤية انها تسقط من شجرة جميلة وتلعب وتقفز بين الأشجار …
فينطفىء العود….
بائعة الكبريت: لقد انطفىء..سأشعل عود اخر ..ربما اعود الى العابي ثانية!! (البائعة الصغيرة تشعل عود كبريت آخر وترى رؤية جميلة تجمعها بجدتها) جدتي (صوت بكاء ممزوج بسعادة) وتجري نحوها …
الجدة : تعالي معي …تعالي….اسرعي… ليس لدي وقت …
ينطفئ العود ….تختفي الجدة…
بائعة الكبريت : جدتي انتظري…إلالعاب التي اختفت غير مهمة …فقط ابقي انتِ …اشتعلي ايتها الاعواد..
(تظهر الجدة من جديد، تحضن الفتاة)
بائعة الكبريت: جدتي حضنك دافئ..
الجدة: انه لكِ يا صغيرتي فلتبقي به دافئة..
بائعة الكبريت: اروي لي حكاية يا جدتي..
الجدة: ماذا تريدين ان اروي لكِ يا صغيرتي..
بائعة الكبريت: اروي لي حكاية عن البرية الجميلة
الجدة: ساحكي لكِ عن البرية كما تحبين يا حبيبتي..هناك نباتات واشجار وثمار وشمس ساطعة.
بائعة الكبريت: ساذهب الى البرية لانها جميلة جداً
الجدة : في الربيع البرية تكون اجمل فاستعدي لذهاب اليها واستمتعي بجمالها حيث البلابل والطيور واشعة الشمس .
بائعة الكبريت: أنني اتشوق اليها يا جدتي
الجدة: صغيرتي …
بائعة الكبريت: جدتي اخبريني اكثر عن البرية فقد احببتها ..
الجدة: تعالي ..تعالي…
الراوي : وجدت الفتاة جدتها اخيراً ولحقت بها وتخلصت من البرد والجوع والفزع الشديد …رحلت الصغيرة وتركت ورائها تلك المدينة القاسية التي لم ترحم طفولتها وبرائتها…
تجمع المارة حول الفتاة الصغيرة
الرجل : اعرفها….كانت تبيع الكبريت هنا …يا الهي باتت في العراء فقضى عليها البرد …
امرأة 1: مسكينة كانت تحاول ان تدفئ نفسها باعواد الثقاب ..
امرأة 2: يبدو انها عانت بردً شديداً قبل ان تموت …
الراوي : كانوا الناس يتحدثون عن الفتاة المسكينة ولكنهم لم يعلموا انها رأت اجمل الأحلام السعيدة مع جدتها التي تحب ان تبقى معها وان لا تفارقها…واخيراً نقول كم لدينا من أطفال مثل بائعة الكبريت في الشوارع وبرد الشتاء وحر الصيف وتحت نيران الصوراريخ والمسيرات واسلحة الطغاة والمحتلين التي تهاجم الأطفال وهم نيام في أحضان امهاتهم وابائهم …تباً لكل من يقتل الطفولة وبرائتها ….
رجاء فرج / العراق