بالمغرب: مسرحية “لالة غزالة” تتخذ صورة السهل الممتنع وتتناول الصراع بين التنويري والرجعي/حفيظ ابن ادريس

في إطار دعم الجولات المسرحية بدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل وبتنسيق مع فرقة منتدى انفاس للثقافة والفن بأولاد تايمة، ورغم تواضع امكانيات قاعة العروض، قدمت فرقة ورشة الابداع دراما مساء يوم الاثنين 24 فبراير 2025 بالمركب مع الثقافي اولاد تايمة ابداء من الساعة السابعة مساء، مسرحيتها بعنوان ” لالة غزالة “من أداء كل من الفنانة نادية الفردوس، دليلة حسني، بوبكر فهمي، سالم دابلا، عبد الرحيم رضا، زهير الزهراوي، عبد العزيز بوزاوي..أما النص كان للمبدع بوبكر فهمي والإخراج للفنان عبد العزيز بوزاوي..
تتأسس فكرة العرض المسرحي “لالة غزالة” حول قضية باحث في علم الآثار يدعى (المهدي) الذي يكتشف نقشا قديما غامضا ل”غزالة” على صخرة في موقع أثري. هذا الاكتشاف يحدث في لحظة حاسمة، حيث يعد هذا اليوم الأخير من مهمته قبل أن يغادر إلى المدينة لطلب تمديد المدة لإكمال الحفريات.
خلال فترة غياب الباحث (المهدي) تتراكم أحداث وتتطور بسرعة، مما يؤدي إلى تحول دراماتيكي في الأحداث. الصخرة التي تحمل النقش القديم تتحول إلى ضريح تحت اسم “لالة غزالة”، التي يزعم أنها تمتلك قدرات خارقة وقدرة على إنجاز المعجزات لقضاء حوائج الزوار والمريدين.
و يتصاعد الصراع بين جماعة تنويرية بقيادة “هنية” و”المهدي الباحث” وبين جماعة أخرى تستفيد من الأسطورة والخرافة، بقيادة “الشيخ” و المقدم.
في هذه الأثناء، تتأرجح جماعة ثالثة من المستهلكين من مختلف شرائح المجتمع ، بما في ذلك الأفراد البسطاء والسياسيين وذوي المناصب العليا… ، الذين يتطلعون إلى تحقيق أحلامهم ومشاريعهم من خلال زيارة الضريح والاستفادة من القدرات الخارقة ل”لالة غزالة”.
“لالة غزالة” عرض فرجوي ببعيد هزلي هادف قدم من خلاله المخرج عبد العزيز بوزاوي تصوره الاخراجي من خلاله تمت الاحالة ومعالجة قضية اجتماعية محضة في قالب فرجوي هادف وخط درامي متصاعد.
أما بالنسبة للسينوغرافيا كانت وظيفية الى حد ما، فطبيعة المكان التي أملت التعبير عن الصراع والأخذ والرد وطبيعة الحكاية والشخصيات، كما ان العرض ييني حركة مد وجزر تستدرج المتفرج، فالسنوغرافيا لم تتوقف عن إنتاج الدلالات حيث تحولت إلى مجموعة من المشاهد والرسائل الضمنية، فالمخرج اشتغل بالسنوغرافيا لكي لا تكون ديكور جامد فقط، كالتي نراها في المسرح الصالوني.
كل هذه المكونات التي تطرقنا اليها اعطت فرجة مسرحية ببعد هزلي كما أعطت للعرض تميزا كالعروض السابقة التي اشتغلت عليها الفرقة، على سبيل المثال :” لبسايطية”، “جرب تشوف”، “اللعب فيه و فيه”…