تواصلت فعاليات الدورة الـ8 من مهرجان المسرح العُماني، الذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب في الفترة الممتدة من 22 سبتمبر الجاري إلى 01 أكتوبر 2024 بمحافظة مسقط.
وضمن الفعاليات المصاحبة للمهرجان، احتضن مسرح الردهة صبيحة اليوم أنشطة متنوعة، بدأت بالورشة العملية حول: “سايكولوجية الشخصية المسرحية” من تأطير المسرحي العُماني عمير أنور البلوشي، الذي ركز على تعميق الجوانب النفسية للشخصيات المسرحية ومدى حرصها على بناء روابط قوية بينها وبين المتلقي من خلال اتقان أدائها وتفانيها في توصيل الرسالة المطلوبة. مستعرضا عدة مدارس في التحليل النفسي، ليستند إلى “مثلث هاوكينز للوعي”، والذي يُعدّ من الأساليب البارزة لفهم الشخصيات في المسرح. وشرح كيفية تطبيق هذه النظرية لفهم أعمق للعواطف والمعتقدات النفسية التي تحرك الشخصيات، مما يسهم في تقديم أداء تمثيلي متكامل وتفاعلي.
بعد ذلك، وفي مؤتمر صحفي لفرقة مسرح مسقط عن عرضها “الزمر” الذي قدمته بالمساء عرض المؤلف عبدالله البطاشي رفقة المخرج جاسم البطاشي، بعض الخطوط العريضة لعملهما تاركين للجمهور اكتشاف أحدات المسرحية أثناء عرضها بالمساء . تلتها جلسة حوارية لضيوف المهرجان، أدارها الفنان زكريا الزدجالي، وتحدث فيها كل من: د. مرزوق بشير ( أستاذ الدراما والنقد بكلية المجتمع بدولة قطر)، ود. مصطفى حشيش (أستاذ المسرح بجامعة المنوفية بمصر)، حول تجربتهم المسرحية، وحثهم على أهمية المسرح في رفع مستوى الوعي، واستحضرا في حديثهما دور المسرح التجريبي، كما تطرقا إلى ضرورة استمرار إقامة المهرجانات المسرحية لما لها من فائدة تعود للمسرح وإثراء الساحة الفنية والمسرحية.
أما الفترة المسائية، استمتع الجمهور بفرجة متناقضة، تراوحت بين الكوميديا والتراجيديا، حيث جاء عرض “المنطقة”، وهو من العروض الموازية والتي تدخل ضمن مسرح الفضاءات المفتوحة، الذي كشف عن الصراعات التي تعكس عن تصرفات بعض الباعة المتجولة وسلوكياتها في استدراج الزبون وذلك في قالب فكاهي وكأنه طبق متنوع غايته فتح شهية الجمهور المقبل على دخوله لمسرح العرفان من أجل مشاهدة ثاني عرض ضمن المسابقة الرسمية، لفرقة مسرح مسقط بعنوان “الزمر” الذي أثار جدلية الجنون والعقل ومدى تأثيرهما بحالة انتظار مفتوح من خلال اسرة متشظية تتصارع فيما بينها بحثا عن حقيقة غائبة. وقد واكب العرض قراءة نقدية من خلال ندوة تعقيبية أدارها الأستاذ هلال الزيدي بحضور المؤلف والمخرج وبمشاركة كل من الباحثة المسرحية العمانية د. عزة القصابية و الباحث المسرحي المغربي د. سعيد كريمي.