ثمة تعقيدات شائكة تثيرها المحاور الفكرية بالمهرجان التجريبي هذا العام ، الا ما يجعلها مُلحه وضرورية ظلت تلازمنا في كل دورة بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ، (ف كلمة تجريب ) هي في حد ذاته صادمة ، فضلا عن المحاور الفكرية التي طرحها المهرجان في دورته ال31 اي عقد من الاستمرارية ، بين تلاحق الأفكار بين المشتغلين ب ابوي الفنون ، أن طرح عنوان ك صراع المركزيات الذي ظللنا نتواري لسنين لمناقشتها الا في حدود و نطاقات ضيقة ، يجعلنا في ارتباك دائما و مستمر ،
ان صراع المركزيات يدخل عدد من المطابخ الايدلوجية ، و الناظر لتاريخ الشعوب وخصوصا علاقة بين الشرق و الغرب اول ما يجده ذلك التعالي المتمحور لتاريخ العقل الاستعماري في الاقتصاديات و مصادر القوة بين الحضارات ، أن نظرتنا في الشرق لهذه العلاقة لم تذهب في تكافؤ واضح بين الحضاراتين ، ولأن حدودها المسورة بالسياسات له قدرة في تقويض شأن الثقافة فضلا عن الاقتصاد ، و هذه تجعلنا دوما ننظر إلي أن الغرب مركز استنادا الي مصادر المرجعيات للمسرح بالتحديد و دون التفكير في أن الحضارة الشرقية يتقدمها فنون الشعر وذلك ما يستند عليها الغرب في نظريات الدراما.
هذا التعقيد لابد من فضحه بدعم المفكرين المسرحيين بالوطن العربي وتجديد الرؤية في تراثيات الشعوب المثبتة حتي عند الغرب ، الذي يبني فرضتها علي الفنون عند الشرق و يتهمها بأنها غير قادرة علي التحرر من تابوهات الأسلام الذي يقعد عمليات مخاض المنتج يصيب بكثير من التشوهات الجمالية
هذه النظرة تفضح العقل الغربي الذي يعرف مصادر العروبة في الإلهام وقدرتها علي تعدد هذه المصادر و تجديد رؤاها في عملية انشطار واضح ، الا الاستمرار المتكرر ومحاولة دراسات المناهج الغرب بطريقة عربية موسومة في العقل الجمعي بالمركز ، هذا الانشغال يجعلنا نعيد قوالب المنتج نفسها في تصورات معمارية واضحه والبحث في الهندسة الثقافية لبنية العقل العربي صاحب القدرة علي الاستمرار ، ولأن المسرح هو سؤال الحياة المتجددة ، فقد يبدوا الأمر شائكا إلا أنه يجب أن يحدث بعد أن خاض العرب ربيعهم العربي ثم جائحة كرونا التي أثرت علي مفاهيم المنتج الفني و بمقترحات ل فضاءات جديد و متجددة حتي علي تقاليد التلقي ، فلم يعد للامر حدود مستحيلة في وطننا العربي ،اذا يتطلب الأمر حوارات جادة بين المشتغلين و المنظرين و فتح التابوهات السياسية المغلقة لضرورة الحياة نفسها بعد إعادة نسق الإنسانية نفسها .
ان المهرجان استطاعة بمحاورة الفكرية تحريك المُلح من البحث و الضروري في الاشتغال ، وجاءت معظم الاوراق متسقة مع فضاء البحث الجاد و المهم في كسر السائد في أنماط التفكير و حتى التداول و الحوار بين الفنانين العرب في بعضهم بل لم يستثني حتي الفنانين الغرب نفسهم ، و سيكتب التاريخ عن هذه الانتباهة المشرقة.
التي تبناها المهرجان التجريبي و اقترح أن يكون هذا الطرح في عدد من مهرجان الوطن العربي حضورا بها مستمر غير منقطع التحاور فيها .
شكرا للقائمين علي أمر المهرجان اللجنة العليا و لجنة المحاور الفكرية فقد ألقيتم حجر في بركة مياه امتلأت بالدوائر الفلسفية و الجمالية الغير تقليدية لتذهب بنا في شأن الحق و الجمال المطلق .
* زهير عبد الكريم/ مخرج وباحث مسرحي سوداني