اخبار الفنونالأخبار

بالمغرب: “رسائل قبل الموت” عرض مونودرامي جديد يلوح في الافق

لفرقة مسرح بمصات و بهمة الابطال يسرع الخطى و يختصر المسافات ليظهر للعيان

 

عرض “رسائل قبل الموت” انتاج 2024 عمل مسرحي ينتمي الى ما يسمى بالمسرح المونودرامي، ينعزل فيه الممثل على الخشبة و يكون مسرح الأحداث هو النفس الفردية، يقوم هذا النوع من العمل المسرحي “على أساس المنظور الواحد الذي تنعدم فيه فرصة الجدل عن طريق التنوع. و مع انعدام الجدل في الأداء ينعدم الحوار بالمعنى الحقيقي، فالممثل في المونودراما قد يقيم جدلاً مع نفسه، لكنه جدل زائف اذ هو أحادي المنظور..”..

العرض المونودرامي هو عن نص للكاتبة الإنجليزية سارة كين تحت عنوان ” ذهان ” و من إعداد الفنان يوسف هنون تشخيص و اخراج الفنانة كوثر بنعمرو ، و سينوغرافيا محمد مناجي هذا العرض سيشارك في مهرجانات دولية أولها مهرجان المسرح الجامعي للمونودراما و مهرجان اليسير الدولي للمونودراما بتونس شهر ابريل كما سيعرض في مجموعة من المسارح بالمغرب في قادم الأشهر من هذه السنة.

لا يتوفر وصف.

يصور لنا عرض” رسائل قبل الموت” تمزّق الذات و اضطراب الذهن و المشاعر لدى الشخصية، الضحية لأعراض ذهانية على غرار معاناتها الشخصية، و هي بذلك تضعنا في خانة الشاهد على كابوس يتمدّد بين العالمين التخييلي و الواقعي. اذ تتماهى كاتبة النص مع بطلتها الافتراضية لتنقل تجربتها الى الجمهور، بنفس واحد لا ينقطع كشهقة، عبر سرد متواصل يتأرجح بين التصوير الواقعي و الحرفي و بين التصوير المجازي لتجربتها. و لأن نبرة النص تستبطن الذات فاننا نصغي عبره الى صوتها الداخلي.

حيث أن المسرح تصوير استعاري ضمن رؤية الكاتب الخاصة للحياة، يتجاوز ” رسائل قبل الموت ” الاختلاق الفني ليشكل استعارة مرئية تجسد التجربة المريرة التي تعيشها. لعنونة العمل في هذا الإطار دلالة أساسية.

لا يتوفر وصف.

كما يمكن القول انه في حقيقة الأمر صرخة أسىر، نداء استنجاد. المونولوج الطويل الذي تلقيه الشخصية هو بمثابة اعترافات انسان هشّ و مذعور، انه إدلاء يتخذ شكل الإباحة المباشرة، همساً و صراخاً، بمكنونات النفس في مساحة وحدتها و انعزالها.

لأن كل تصريحات البطلة الافتراضية نردّها تلقائياً الى (كاين)، يضحى بذلك “رسائل قبل الموت ” بمثابة عازل زجاجي في غرفة تحقيق، شفاف من جهة و حاجب من الأخرى، يفصل بينها و بينك كمتلقّي، قارئ أو مشاهد، تراها من طرف أحاديّ فيما هي لا تراك. تتفاعل مع تصريحاتها كشاهد صامت، ساكن غير متحرّك، على ذات تتفتّت تحت ثقل معاناة، تصوِّرها أدبياً، لكنك مدرك أن مسبباتها و ظروفها و آثارها النفسانية و الجسدية قد عايشتها في الواقع.

Related Articles

Back to top button