مرت الكتابة المسرحية المغربية عبر مسارها الإبداعي المتطور بعدة مراحل أساسية، أفرزت مستويات متباينة في شكل هذه الكتابة، وفي مرجعياتها، وفي خصوصياتها، ووظيفتها، هذه المراحل يمكن اختصارها في ثلاتة محطات أساسية:
يؤرخ للمحطة الأولى، بفترة البدايات وفيها ساد شكل الكتابة المسرحية المتشبعة بالنموذج الغربي، ترجمة، واقتباسا، واستنباتا، لملء الفراغ الموجود في الكتابة المسرحية المغربية، بالنص الغربي بكل ما يزخر به من مدارس وتجارب.
المحطة الثانية من المسار الإبداعي للكتابة المسرحية المغربية، نحددها انطلاقا من أواخر الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي، وفيها عرفت هذه الكتابة تحولات على قدر كبير من الأهمية، ولعلى الأساس في هذا التحول هو الميل الغالب لدى المبدعين المسرحيين العرب نحو التجريب، وتفجير الأشكال التقليدية في الكتابة الدرامية، وكذا الأسس، والأصول، والخلفيات الفكرية والفنية والمرجعيات التي ظلت مرتكزة عليها.
المحطة الثالثة تقترن ببداية الألفية الثالثة، تميزت فيها الكتابة المسرحية المغربية بحلقات مستمرة من التدمير المنظم، برؤية جديدة تأخذ شكلها من حساسيات وهزات الواقع الجديد وقد عبر النقاد عن هذ النوع من الكتابة ب “الكتابة المسرحية المغربية الجديدة” فما المقصود بهذا النوع الجديد من الكتابة وما التحولات السوسيوثقافية التي أفرزت هذا النوع من الكتابة وما خصائصها وتقنياتها الجديدة؟ وهل نمتلك – بالفعل – كتابة مسرحية مغربية جديدة؟
1/ الكتابة المسرحية الجديدة: رصد المفاهيم
لقد تمثلت الطفرة التأسيسية التي حققتها الكتابة المسرحية المغربية في إبراز التحولات الممكنة لتحول سيرروة هذه الكتابة من التقليد إلى التجاوز، وقد اضطلع بهذه المهمة جيل جديد من الفاعلين المسرحيين – اقترن إسمه بهذا النوع من الكتابة التي فرضتها تحولات سوسيو ثقافية جديدة – لم يجد ذاته في المسرح التقليدي فراح يسأل عن مسرح مغاير، مسرح يعكس قضاياه ويجسد اهتماماته ويحاول أن يجيب عن بعض أسئلته القلقلة، بالشكل الذي يتناسب مع اختيارات هذا الجيل الجديد الفنية والجمالية، التي تلقاها في المعاهد العليا للفنون الدرامية، أو من التكوين الجامعي، أو في التأثر بالنظريات والمدارس المسرحية الغربية، مما أهله بأن يمارس إبداعه بتوجهات واهتمامات مختلفة، يقول الدكتور حسن يوسفي في هذا السياق:” يقترن الحديث عن الكتابة المسرحية الجديدة بالمغرب بالممارسة المسرحية في بلادنا خلال العقدين الأخيرين، لاسيما في ضوء عاملين بارزين أثرا بشكل عميق في الوجه الإبداعي لهذه الممارسة، وبالتالي في تصورات الفاعلين المسرحيين حول المسرح باعتباره كتابة وفرجة في آن واحد هذان العاملان هما:”
– بروز جيل خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي
– سياسة الدعم المسرحي وبروز مايسمى ب “المسرح المدعوم” كمكون جوهري، بل كعنوان بارز على منعطف جديد في تاريخ المسرح المغربي”(1)
لقد ساهم هذان العاملان في تقدير د.حسن يوسفي في صياغة منظورات مغايرة حول الممارسة المسرحية وبالتالي في بلورة مقاربات لمفهوم الكتابة المسرحية الجيدة، فما المقصود – إذن – بهذا النوع الجديد من الكتابة؟
أ ـ في مفهوم الكتابة:
ليست الكتابة مجرد نسق تدويني كما يقد يفهم من معناها العادي بل هي فعل مركب وتحوير عميق لكل فعل مسبق ضدا على كل مرجعية ثابتة حتى لو تعلق مرجعية اللغة نفسها، يقول د. كمال خلادي معرفا الكتابة بما هي فعل متجدد وثورة على كل نموذج مسبق” إن نتقصد من الكتابة أبعد من أن تكون مجرد نسق تدويني أو نص لقي حتفه في صفحات كتاب…إننا ننظر إلى الكتابة بما هي فعالية دؤوبة تتعالى على النموذج، انقلاب عميق على كل تمركز مسبق، وانكتاب متجدد يهرس كل مرجعية راسبة حتى لو كانت مرجعية “اللغة” ذاتها، إننا نقصد بالكتابة – خصوصا- حركة التجاوز التي يرسيها المفهوم تجاه اللغة، ليس بما هي نفي، ولكن بما هي استيعاب، فيض لا ضيق”(2).
وعن لقاء المسرح بالكتابة في تعددهما وضرورة حاجاتهما الدائمة لهذا التعدد يقول د.كمال خلادي:” ما ندعوه مسرحا لم يكن أبدا وفي أي وقت من الأوقات مفهوما جاهزا ومحسوما، كل ما هو هناك هو صيغ مترحلة ومتجددة باستمرار من هذا المسرح. إن حاجة المسرح إلى التعدد مثل حاجة الكتابة إليه حاجة مزمنة، إنه لا يكون إلا من خلاله…إننا ننظر إلى لقاء المسرح بالكتابة على أنه لقاء المتعدد بالمتعدد، ولقاء الملتبس بالملتبس، والمركب بالمركب”(3) .
ب: في مفهوم الكتابة الجديدة:
إذا كان فعل الكتابة فعل تجاوز وتحوير للمسبق سلفا، فإن كلمة “الجديدة” تفيد معنى التحول والاستبدال؛ استبدال قيم اتفاقية متفق عليها في الكتابة بقيم مختلفة ليس ضدا في القديم وإنما خرق له للتحرر من سطوته، يقول كمال خلادي بخصوصة مسألة “الجديدة”هي” مسألة لازمنية، أي نكف عن ربط الماضي بالحاضر، أو بمعنى آخر أن نجعل الحاضر لازمنيا، حينها يتخلص الحاضر من سطوة الماضي بما هو أصل مطلق، ويصبح الانفصال عن الماضي اتصالا معه إذ لا ننفصل عن الشيء إلا باتصالنا به، كما أن اتصالنا بالشيئ يحتم ضرورة الانفصال عنه، ويبتعد بعث الماضي على أن يكون مجرد تكرار أو تطابق، ويتأثل ما ندعوه جديدا باعتباره بداية مستأنفة فقط”(4).
ج: في مفهوم الكتابة المسرحية الجديدة:
في كتابه “الكتابة والاختلاف” أفرد الفيلسوف الفرنسي جاك درديدا دراسة مطولة خص بها آنتونان أرتو عنونها ب”مسرح القسوة وحدود التمثيل” ، وقد وظف دريدا في هذه الدراسة مفهوم الكتابة المسرحية الجديدة وكشفت تناوله لهذا المفهوم على الكثير من الإشارات التي تدل على دلالة هذا المفهوم من منظور جاك دريدا وهي – أي الكتابة المسرحية الجديدة- ” ليست مسألة تقنية فقط، إنها قوة تدميرية..هي تثوير للشكل المسرحي وقلبه بالكامل..وليست مجرد نسق تدويني، إنها كتابة جامعة..كتابة هيروغليفية ترتبط فيها العناصر الصواتية بالعناصر البصرية والتصويرية والتشكيلية”(5) .
واضح من هذا الكلام أن جاك درديدا بلور مفهومه للكتابة المسرحية الجديدة من منظور فلسفي يجد مرجعياته في الفكر التفكيكي مقوضا بذلك كل التعاريف الجاهزة التي تختزل مفهوم الكتابة المسرحية الجديدة في كونها مجرد إجراءات شكلية فقط، وفي السياق العربي يسلك الكاتب والناقد د.كمال خلادي في كتابه “فورة الخشبة في الكتابة المسرحية الجديدة بالمغرب” نفس المنحى، إذ أصر على بلورة مفهومه للكتابة المسرحية الجديدة من وجهة فلسفية بمقاربة تفكيكية تقوم على الكشف عن القاعدة المعرفية والجمالية الذي يستند عليها مفهوم الكتابة المسرحية الجديدة في إعادة بناء الكتابة وفق إبدالات جديدة تعيد النظر في علاقة الكتابة بالمبدع والعالم والإنسان ولا تختزل فقط في كونها مجرد مغامرة شكلية فقط، يقول كمال خلادي معرفا الكتابة المسرحية الجديدة:” الكتابة المسرحية الجديدة ليست نموذجا وبنية مستقرة إنها بناء مستمر، كما أنها ليست مطلقة ولا أصلا، إنها على الأرجح سلسلة مفتوحة من الاحتمالات..إنها الحد الذي لا يمكن بلوغه. الكتابة المسرحية الجديدة – إذن- تعقيد يبلغ أقصى درجاته…”(6) ، ولأنه ليست كتابة بالمفرد وإنما كتابات مسرحية بالجمع يقول كمال خلادي:” الكتابة المسرحية الجديدة كتابة تقوم على تعدد الأيدي واقتسام الفعل الكتابي، وتغييب التمركز أيا كان هذا التمركز ومنه تمركز النص الذي يعتبر عنصرا من بين عناصر أخرى تدخل في المخطط الكتابي العام، وقد تتغير حظوة النص بحسب المشاريع والمقترحات الكتابية”(7) .
لقد أضحت الكتابة المسرحية الجديدة بهذا المعنى تحظى تقول الباحثة دة. تلكماس المنصوري في كتابها ” تطور آليات الكتابة الدرامية في المغرب من النص إلى العرض” بقدر كبير من الحرية جعلها تثور على الجاهز والمألوف وتتمرد على نمطية القوالب وتفرض ذاتها عبر اختلافها وعبر خروجها عن النسق، ومن ثمة كانت أغلب الكتابات الدرامية الجديدة تتسم بطابع الاحتفاء بالاختلاف”(8).
يمكن أن نخلص مما أوردناه من تعاريف إلى أن الكتابة المسرحية الجديدة فعل قائم على ثقافة تخضع كل شيء للمراجعة الشاملة، ثقافة تجيز الخروج المستمر عن القواعد، وتوعز بالإنفلات والتحرر من كل شيء، وترفض التجسيد والتشكل في نموذج أو قالب محدد، لكن لا يعني هذا بالضرورة أن الكتابة المسرحية الجديدة تطرح نفسها بالمرة بديلا للأشكال والقواعد الموجودة سلفا في الكتابة السابقة، بل مقابلا لها لا ينفيها، يطورها ويجددها باستمرار، فما هي إذن أهم الخصائص المؤطرة لهذه الكتابة؟
2– الكتابة المسرحية الجديدة خصائصها وتقنياتها الجديدة:
أ- خصائصها ومواصفتها الجديدة:
تتسم الكتابة المسرحية الجديدة بعدة خصائص(*) نشير إلى بعضها على الشكل الآتي:
– تكسير رتابة التقسيم الخطي المعهود للأحداث من خلال اعتماد تقسيم يخضع ل:الهزيع، أو النفس، أو الجولات، أو التركيب، أو تقاطعات أو حركات أو غيرها …عوض التقسيمات السابقة إلى فصول أو مشاهد…
– تداخل الأزمنة وتشابك الأمكنة : الانتقال السريع في الأزمنة والأمكنة..
– كتابة غير منكفئة على ذاتها، تتصل بممكنات كتابية متعددة ، تقتحم فضاءات الأدب والصورة والفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ لترسيم حدود جديدة لموضوعاتها.
– تهتم بسرد الذات، سرد التجربة وإشاعتها عوض حبسها وخنقها..
– كتابة سردية بامتياز تلجأ الى الرواية وتستعين بالسرد الفيلمي، تتعلق بالمونولوغات، تتعلق بالمونولوغ لدرجة تبدو فيها بعض الكتابات حوارا مفتوحا للمنولوغات.
– هي كتابة بالجسد وبالصمت، فاللغة تعلن فيها أمام سرديات الحياة ومن تم يتم اللجوء إلى أشكال تعبيرية أخرى مما يجعل منها كتابة بالعلامات بامتياز علامات صوتية وبصرية…
– كتابة لعبية بالأساس؛ إذ اللعب موجود في كل عنصر من عناصر الكتابة : في الكلمة، في لعب الممثل، في حركة الإضاءة، في الإخراج المسرحي…
– في بعدها النصي لم تعد تأتي على صيغة واحدة مقولبة، فبناء النص من حوار وإرشادات مسرحية صار أمرا مختزلا لا يدل إلا على صيغة واحدة من صيغ متعددة قد ينعدم في بعضها الحوار بالمرة وقد تنعدم فيها الإرشادات المسرحية وقد تنحو نحو التشذر.
هذه فقط بعض من خصائص وملامح ومواصفات الكتابة المسرحية الجديدة فماذا عن تقنياتها الجديدة؟
ب- تقنياتها وملامحها الجديدة:
إن أهم عنصر اشتغلت عليه الكتابة المسرحية الجديدة لتكون كتابة اختلاف هو اللغة “باعتبارها مادة التواصل وأدواته وموضوعه في آن، فهي لغة تنزاح عن المألوف وتكسر الرتابة وتتمرد على ذاتها وتنسلخ من جلدها لتكون لغة مختلفة عن اللغة”(9)، وقد اشتغلت الكتابة المسرحية الجديدة في هذا الجانب تحديدا على الاستعمالات الآتية:
– الاعتماد على لغة إيحائية تتسم بالتكثيف والدفق الدلالي
– إفراغ اللغة من الدلالة: البياضات، الفراغات، الصمت….
– الاعتماد على لغة هجينة تترواح بين استعمال الفصحى والدارجة وأحيانا اللغات الأجنبية داخل اللغة الأصل التي كتب به النص.
– الاعتماد كثيرا على الجمل الدرامية القصيرة الحاملة لمعاني ودلالات كثيرة.
أما بخصوص أهم ملامح التقنيات الدرامية الجديدة التي مست التجديد في جسد اللغة فقد حددتها دة.تكلماس المنصوري فمايلي:”
– تحول اللغة الدرامية: وذلك عن طريق إعادة الاعتبار للوظيفتين التنبهية والميتالغوية، إذ فقدت الوظائف التأثيرية والانفعالية توازنها وقيمتها، وبذلك فقد التواصل في النصوص المعاصرة توانه وتعرض للخرق والارتباك مما أثر بالضرورة على وظيفة اللغة.
– تكسير بنية الحوار: وذلك عبر التخلي عن المقاطع الطويلة في الحوار والاستعاضة عنها بالمقاطع القصيرة..
– اختراق مفهوم الزمن ورفض الكرنولوجية: وذلك من خلال خللق مشاهد وأحداث خارج الزمن وخارج إطار الكرنولوجيا.
– انتصار خطاب إلارشاد المسرحي: وذلك بازدياد الحصة المكانية المخصصة للإرشادات المسرحية على حساب الحوار، فلاحظنا ظهور نصوص خالية من الحدث وبطلها هو هو خطاب الإرشاد المسرحي”(10).
حاولنا من خلال مما سبق أن نتتبع مفاهيم الكتابة المسرحية الجديدة من خلال تقفي أثر بعض التعاريف التي وقفت عند هذا المفهوم، كما وقفنا عند أهم خصائص والمواصفات الجديدة لهذه الكتابة وكذا تقنياتها وأهم ملامحها المغايرة، وهو ما يدعونا إلى التساؤل التالي: هل نملك كتابة مسرحية جديدة في المغرب بكل هذه الخصائص والتقنيات والاستيعاب المعرفي والجمالي والفلسفي لمفهوم الكتابة المسرحية الجديدة كما سبق وأن وقفنا عنده؟.
3– هل نملك كتابة مسرحية جديدة في المغرب؟
يحق لنا يقول د.سعيد الناجي”أن نطرح هذا لسؤال بكل مشروعية، سواء داخل سياق تحولات الكتابة الأدبية في المغرب عموما”(11) ، يقول د.حسن المنيعي في تعليقه على النصوص الجديدة لكتابة جيل الشباب المعاصر” الكتابة الدرامية في المغرب تعرف حضورا متوهجا من خلال بعض النصوص المنشورة التي يخرج أغلبها عن قاعدة التأليف الكلاسيكي لتطبيق معايير فنية جديدة وضوابط ركحية لعبية متجذرة في التراث (محمد مسكين،عبد الكريم برشيد،محمد الكغاط، المسكيني الصغير وغيرهم)، لكن هذه الكتابة قدد تعززت اليوم بمساهمة المبدع الشاب الزبير بن بوشتى”(12) .
يستفاد من هذا الكلام تقول الدكتورة تلكماس المنصوري: “أن حسن المنيعي يميز بين مرحلتين من الكتابة الدرامية، مرحلة جيل المجددين والذين ساق بعض أسمائهم بين قوسين وجيل الشباب أمثال الزبير بن بوشتى، ثم إن كتابة هؤلاء تعتمد على التراث وتنطلق منه لتعود إلى التجديد فيه. أما كتابة المعاصرين فتضع نوعا من المسافة بينها وبين التراث على الأقل لبعض الوقت، لكي تؤسس لنفسها مساحة جديدة بمعايير وآليات وخصائص مبتكرة في الكتابة الدرامية الجديدة، وتعتبر خاصية رفض القوالب النمطية والجاهزة من سمات وملامح الكتابة الدرامية الجديدة، ولذلك لاحظنا ظهور كتابة ترفض التخييل وتعتمد على الوثيقة في إطار الانفتاح على تقنيات الكتابة الدرامية الجديدة”(13) .
يستخلص من هذا الرأي أننا فعلا نمتلك كتابة مسرحية جديدة في المغرب يقودها جيل جديد من الشباب أسس للأليات وتقنيات جديدة تحدد معالم كتابتهم، إذ نعثر لدى هؤلاء يقول د.سعيد الناجي “على نزوع قوي لبناء كتابة شذرية ترتبط باليومي أكثر من التصاقها بالشعارات الكبرى التي هيمنت على المسرح في أوقات سابقة، وهذا النوع من الكتابة يشكل ملحما واضحا عميقا للمسرح المعاصر، حيت اتجهت الكتابة الى الانشغال بالفرد وبالتفاصيل الصغيرة للحياة اليومية، ثم ابتعدت عن مفهوم “العمل الأدبي” إلى مفهوم “النص” وبعده إلى مفهوم “السيناريو”، نحن أمام كتابة متقطعة، تطلق تماسك الحدث الدرامي ونموه العضوي، وتعبر عن قلق أجيال من الشباب بخصوص مظاهر متعددة من الحياة”(14)، ونذكر من أسماء المسرحيين الذين يقفون وراء هذا الأفق الإبداعي الجديد في الكتابة : الزبير بن بوشتى، عصام اليوسفي، حسن هموش، بوسلهام الضعيف، كريم الفحل الشرقاوي، عبد المجيد الهواس، كمال خلادي…وغيرهم ممن نفثوا في جسد الكتابة المسرحية روحا جديدة وحيوية فائقة تعكس قدرة هذا الجيل الجديد – في الكتابة- على التجديد والتجريب والاجتهاد..
الهوامش:
1/ حسن يوسفي:” سلطة الدرماتورجيا وهواجس الفرجة في الكتابة المسرحية المغربية الجديدة” ، مجلة آفاق،اتحاد كتاب المغرب ع،84-8 ، س 2013 ص: 117
2/ د. كمال خلادي: ” فورة الخشبة في الكتابة المسرحية الجديدة بالمغرب”، منشورات الهيئة العربية للمسرح/الشارقة س:2023 ص:10
3/ المرجع نفسه: ص: 11-10
4/ المرجع نفسه : ص: 30
5/ أنظر المرجع نفسه، ص: 17-16-15-14
6/ المرجع نفسه، ص: 11
7/ المرجع نفسه، ص: 32
8/ تلكماس المنصوري ” تطور آليات الكتابة الدرامية في المغرب من النص إلى العرض”،منشورات الهيئة العربية للمسرح،الشارقة، ط:1 ،س: 2023 ص:278
*- اعتمدت في رصد بعض من هذه الخصائص على كتاب د. كمال خلادي: ” فورة الخشبة في الكتابة المسرحية الجديدة بالمغرب” ص: 33-32-31
9/ تلكماس المنصوري ” تطور آليات الكتابة الدرامية في المغرب من النص إلى العرض”،مرجع سابق، ص:279-278
10/ المرجع نفسه، ص: 205-204-203
11/ سعيد الناجي: “هل نملك كتابة مسرحية جديدة في المغرب”، مجلة آفاق،اتحاد كتاب المغرب جلة آفاق،اتحاد كتاب المغرب ع،84-8 ، س 2013، ص:121
12/من مقدمة نص الزبير بن بوشتى بعنوان القفص، تقديم حسن المنيعي ،من منشورات السليكي إخوان، طنجة، الطبعة الأولى، ،1996 ص:5، ضمن كتاب تلكماس المنصوري:”تطور آليات الكتابة الدرامية في المغرب”، مرجع سابق، ص: 281-280
13/ المرجع نفسه، ص:281
14/ سعيد الناجي:” هل نملك كتابة مسرحية جديدة في المغرب”، مرجع سابق، ص:123
** ميساء البلبال (جامعة محمد الخامس – الرباط)