دورة أخرى يسدل عنها الستار لتصبح درة ثالثة من عقد المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء بالجنوب التونسي الذي انتظم هذه السنة من 28 أفريل إلى 02 ماي بمنطقة النويل من ولاية قبلي
وقد شهدت هذه القرية الهادئة أجواء احتفالية كبيرة وتخمة من العروض المسرحية في فضاءات مختلفة وقد كان الجمهور حاضرا بأعداد غفيرة أذهلت الضيوف المهرجان القادمين من 22 دولة مختلفة الذين أشادوا بقيمة هذا المهرجان من حيث تحقيقه لفرجة مسرحية نادرة على كثبان الرمال الصحراء وفتح فضاءات جديدة للحلم وللعروض الكبرى والصغرى على حد السواء .
دورة التحدي والاعتراف بالجميل
مرة أخري يكون المخرج التونسي والسينوغراف المتمرد (حافظ خليفة) على موعد مع النجاح المحلى والجهوي والوطني ويؤكد من جديد على أهمية تأسيس أضخم وانجح مهرجان دولي للمسرح في الصحراء من خلال إنجاح ثلاث دورات متتالية بأماكن مختلفة محققا بذلك حلم أهالي الجنوب الذي طالما راودهم وهو المسرح في عمق الصحراء على تخوم الرمال الذهبية ليصبح المهرجان في شكل قافلة مسرحية متنقلة عبر الفيافي والصحاري زارعة البسمة والفرحة بيه اهاليها
وقد استطاع المهرجان المنتظم في الفترة الممتدة من 28 أبريل إلى 02 ماي 2023 أن يصنع فرجة مسرحية متميزة لآلاف الجماهير المتعطشة للفن وللثقافة لأهالي الجنوب بقرية النويل بولاية قبلي
وقد تمكن (حافظ خليفة) من خلال هذه الدورة الثالثة من خلق مساحات ممتدة من صحراء النويل والتي كانت قبل المهرجان غير قابلة للتطويع والفرجة واستطاع أن يخلق مساحات جديدة لعروض فرجوية قدمت في صورة مشهدية غاية في الجمالية والروعة معتمدا على السينوغرافيا الطبيعية التي تشكلت من الكثبان الرملية العالية
وبالتالي أصبح (حافظ خليفة) أكثر اصرارا على إنجاح ما خطط له في الدورات القادمة من حيث تفعيل معني لامركزية العمل الثقافي و كسر العزلة الثقافية عن المناطق المهمة و خلق ديناميكية فكرية وفنية وبالتالي النهوض بالقطاع الثقافي بالمناطق الداخلية المحرومة إضافة إلى تقديم نجوم الساحة الفنية والمسرحية وتقريبهم الى أهالي الجنوب مع تنشيط السياحة الصحراوية والتعريف بالمناطق الداخلية وجمالها واعطاء حيوية للجانب الاقتصاد المحلي كذلك التنشيط الثقافي والفني لولايات الجنوب وخلق نواة شبابية في قادرة حمل المشعل وقيادة القاطرة بولاياتهم والاهم تسليط الأضواء إعلاميا على هذه المناطق والتعريف بشباب ومبدعي الجهة وأخيرا فتح آفاق مستقبلية في الثقافة والسياحة
حضور متوهج لضيوف من أوروبا والعالم العربي
شهدت الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء حضور عربي وآسوي وأوروبي متهج كانوا شموعا راقية أنارت ليالي صحراء المهرجان بحضور السادة والسيدات من مملكة البحرين المخرج (عادل شمس) ومن سوريا المخرج (لؤي زكريا) ومن لبنان الحكواتية (سارة قصير) ومن العراق الإعلامي (ماجد لفتة العابد) ومن المغرب الكاتب الكبير (محمد الوادي) والممثل (سعيد الخلفي) ومن سلطنة عمان (يوسف البلوشي) ومن موريطانيا المخرج (سولي عبد الفتاح) ومن اسبانيا (توني كاسلا ) ومن بولونيا (دانيال كروشافسكي) ومن إيطاليا (جوان كارلا كوستيلا)، طبعا هذا إلى جانب نجوم المسرح والدراما التونسية مثل (صلاح مصدق) و(سهام مصدق) و(صالح الجدي) و(نور الدين العياري) و(حمة الخلفاوي) و(عبد اللطيف بوعلاق) و(نعيمة الجاني) وا(لصادق حلواس) وغيرهم.
ورشات تكوينية في المسرح وفن العرائس والتعبير الجسماني والفروسية
للسنة الثالثة على التوالي تحقق فقرة الورشات نجاحا كبيرا من حيث مساهمتها الكبرى في تكوين ورسكلة أكثر من ستّين شابّا من محبي المسرح من أصيلي مناطق ولايات الجنوب وهي فكرة أساسية ورئيسة في المهرجان في جميع دوراته. وقد حرص مدير المهرجان وباعثه (حافظ خليفة) على ان تتخذ الورشات هذه السنة منحى اكثر شمولية بتفتحها أكثر على المناطق الداخلية حيث سعى إلى عقد اتفاقيات شراكة مع دور الشباب بقبلي ونويّل- قبلي وحزوة- توزر و القطار قفصة و محمد علي بقابس إضافة إلى دار الشباب المتنقلة بتطاوين والمركب الشبابي بصفاقس والمركب الشبابي بمدنين .
تكريم المرأة المبدعة في الصحراء
بدعم من وزارة الاسرة و المرأة و الطفولة و كبار السن و بشراكة مع جمعية أنصار المسرح و المندوبية الجهوية للشباب و الرياضة، تم تنظيم ورشة تكوينية للفتيات في التعبير الجسدي بإشراف الاستاذ (قيس بولعراس) بدار الشباب قبلي وورشة في الفروسية تحت اشراف الفارسة (أماني عبد اللاوي) وورشة تكوينية في فن العرائس لإطارات الشباب و الطفولة و جميع الشباب، بإشراف الفنان البولوني العالمي (دانيال ابروشيزفسكي) .
كما تم تنظيم ندوة فكرة حول المراة المبدعة في الصحراء بفضاء “البرطال” بمنطقة قبلي القديمة والذي تشرف عليه الشاعرة (سعاد الشايب) وقد أدارت هذه الندوة الدكتورة (فوزية ضيف الله) بمشاركة الأستاذة في المسرحية (هدى البوعزيزي) والحكواتية اللبنانية (سارة قصيرة) والفارسة (أماني عبد اللاوي).
لجان التحكيم
تكونت لجان التحكيم من السيدات والسادة :
في مسابقة عروض الأطفال
- هدى بوعزيزي (تونس)
- سارة قصير (لبنان)
- دانيال كروشافسكي (بولونيا)
في عروض الملاحم الكبرى
- يوسف البلوشي (سلطنة عمان)
- جونكارلوكواستيلا (ايطاليا)
- فوزية ضيف الله (تونس)
في عروض الورشات والمونودراما
- الشيخ العقباوي (الجزائر)
- عادل شمس (مملكة البحرين)
نتائج المسابقات
على إثر ماراطون المشاهدات اليومية لأكثر من 18 عرض موزعين على عروض الأطفال وعروض مسرحيات الكهول ومخرجات الورشات والملاحم الكبرى أفضت لجان التحكيم بنتائجها
– جائزة أفضل عرض للأطفال لمسرحية: “البخيل” لشركة لمّة للانتاج بقابس
– جائزة أفضل عرض لمخرجات الورشات التكوينية لفريق دار الشباب محمد علي بقابس
– جائزة أفضل عرض مسرحي للكهول لمسرحية: “سيروم” لجمعية القطار للمسرح
– جائزة أفضل عرض مونودرامي لمسرحية: “أنا مرا” لنادية تليش
– جائزة أفضل عرض ملحمي،مناصفة لعرض:” تعزية شبيه واقعة” لفرقة شبيه خوان من الايرانية و عرض:” منت البار” لجمعية ايحاء للفنون الركحية بنواكشوط الموريتانية.
المهرجان في أرقام
الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء بقرية نويّل من 28 افريل إلى 02 ماي 2023 في ارقام:
– 30 عرض مسرحي
– 10 ورشات تكوينية
– 150 متربص
– 01 ندوة علمية حوارية
– 22 دولة مشاركة
– 60 ضيف مسرحي دولي
– 400 جمهور الاطفال
– 1800 جمهور العروض عصرا
– 6000 الجمهور المسائي
– 25 شراكة تعاون
– 04 وزارات و 03 سلط جهوية داعمة
– 80.000 متابع افتراضي على صفحة المهرجان للتواصل الاجتماعي
– مخيم شبابي تلقائي
– مطعم في منتزه القرية للاعاشة 100 وجبة يوميا
– 02 معرض فوتوغرافي و نحت على الخشب
– معرض مجامع المنتوجات التحويلية و التقليدية للنساء الريفيات
– 05 جوائز و 05 لجان تحكيم
– 05 تكريمات وطنية و دولية
– 60 متعاون باسداءخدمة:موضبين و تقنيين ,حراسة ,لجنة التنظيم ,فرسان و جمالة
– 60 كومبارس متعاون
– 100 سرير بنزل برج النعام {حجز مغلق} طيلة ايام المهرجان
– 50 سرير بدار الشباب قبلي{حجز مغلق} طيلة ايام المهرجان
– 570 مسرحي مشارك
– 80 مبدع مشارك من ولاية قبلي
– 08 فضاءات لفعاليات انشطة المهرجان بقرية نويل و قبلي المدينة
– 04 قنوات تلفزية/25 قناة اذاعية/15 صحيفة ورقية/35 صحيفة رقمية